صدر في مطلع أيار 2016 عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس ” أسرار أبقتها القدس معي..” للكاتبة الفلسطينية نسب أديب حسين، يقع الكتاب في 418 صفحة من القطع المتوسط، بغلاف رسمت لوحته الكاتبة نفسها.
الكتاب هو كتابُ يوميات للكاتبة في مدينة القدس، مع محاولة لكتابة اليوميات بأسلوب مختلف عمّا هو مألوف، وقد وصفت الكاتبة والباحثة اللبنانية الفلسطينية بيان نويهض الحوت في تذييلها للكتاب، أنّه فتحٌ جديد في أدب اليوميات، وذكرت الحوت “أنّ الأعمق والأروع في “أسرار أبقتها القدس معي”، ذلك الحب وتلك العلاقة المتجددة أبدًا بين الإنسان والمكان”.
تكمن أهمية هذه اليوميات بتوثيقها للعديد من الأحداث في مدينة القدس خلال الأعوام الثلاثة الماضية، الممتدة من حزيران 2012 وحتى آب 2015، مع تفاوت في التركيز على الفترات الزمنية. فتطرقت الكاتبة الى العديد من قضايا المدينة، بعرض أبعاد تاريخية جغرافية وحياتية، وتطرقت الى أبنائها من المثقفين ومن البسطاء، موثقة العديد من مشاهد الحياة اليومية في مدينة القدس. أمّا إهداء الكتاب فخصصته للمدينة وأبنائها إذ كتبت ” إلى أبي سلام، وأم طه \ إلى اللذين عاشوا ليرسموا نبض المدينة\ إلى المدينة التي سكنتها فسكنتني\ إلى القدس”.
الكاتبة ابنة قرية الرامة الجليلة، كانت قد انتقلت الى مدينة القدس للدراسة الجامعية والعمل، لها ثلاثة إصدارات سابقة في الرواية والقصة القصيرة، وحصلت على عدة جوائز في القصة القصيرة، آخرها جائزة دولة فلسطين في الآداب والفنون والعلوم الإنسانية عن المبدعين الشباب لعام 2015. تعمل في مجال الصيدلة، وتعدّ حاليًا اللقب الثاني في الدراسات المقدسية في جامعة القدس، وهي من مؤسسي الملتقى الأدبي الشبابي في القدس “دواة على السّور”، وعضوة في ندوة اليوم السابع في المسرح الوطني الفلسطيني.
ختمت الكاتبة مقدمة كتابها بقولها (للقدس حق على كلّ فلسطيني بالانتماء والعطاء، والقدس التي عرفت كيف تجعلني أعشقها، تحمل الكثير من الأسرار والقصص في جعبتها، ليس من السّهل أن يدرك المرء لما القدس هي القدس..؟ دون أن يعايشها في حياة يومية قريبة لبضع سنين. لكن ورغم كثرة الصعوبات في تفسير ملامح مدينة مرّت عليها خطى الأنبياء، والكثير من الاحتلالات والعهود، وتقيّدها في الفترة الحالية الكثير من التعقيدات، يبقى هذا الكتاب محاولة في تخطي كلّ هذا، بحمل وجه المدينة الحقيقي إلى قلب قارئه).