منذ نعومة أظفارنا، والشعار اياه يدق في جماجمنا وهي ما زالت طرية ” وعلى رأس سلم الاولويات قضية التربية والتعليم” كل مرشح لرئاسة وعضوية المجلس المحلي في قرانا يرفع نفس الشعار، وما أن يصل حتى يركل هذا الشعار بكلتا رجليه وتغيب المصلحة العامة ومعها الشعار وكل يبحث عن مصلحته ومصلحة المقربين منه، وتدور الصراعات التافهة وتعيب مصلحة المواطن في خضم هذه الصراعات. كل الوقت يُخدع الجمهور بالمعلومات غير الصحيحة ويُزيّن الواقع التعيس بأجمل الرخام، كل ما دق الكوز في الجرة” يقال لنا زورًا وبهتانًا: “هناك ثورة في قضية التربية والتعليم” هذا في الوقت الذي نعاني فيه من تجمد قطبي في هذا الموضوع وغيره. كاتب هذه السطور واكب العملية التربوية في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، من خلال لجان الاهالي وبصفته عضوا في البلدية البائدة، ادرج نماذج عينية عايشتها اثناء مواكبتي المذكورة، حين لفت انتباه ادارة المدرسة الاعدادية بان هناك طلاب لا يعرفون الاحرف الانجليزية لفضًا حين يتكون الحرف الواحد باللغة العربية من حرفين باللغة الانجليزية وأدرجت مثلًا على حرفين ال HS اللذين يكونان حرف ال ” ش ” لفضًا باللغة العربية. قيل لي أن المذنب هي المدرسة الابتدائية سألت: وهل سينتقل الطلاب إلى المدرسة الثانوية وهناك سيقولون : إن المذنب هي المدرسة الاعدادية إلخ… مثال اخر خلال اجتماع في المدرسة الثانوية ووقف المدير انذاك: وقال بالحرف الواحد: “بدنا نهيئهم عشان يكونوا ضباط في الجيش” تصديت له قائلا : شو عم بتخربط وهنا انزعج الجميع ولكشني احد زملائي من لجنة الاباء هامسًا بالعبرية ” لوو نعيم” وتسأل المدير: هل توجه الحديث لي قلت: ادرك مع من اتكلم وماذا أقول وهنا بودي أن أسألك: هل مهمتك اعداد الطلاب للالتحاق بالجيش أم ايصالهم إلى المعاهد العليا رد قائلاً : عشان هيك وعشان هيك على القليلة اللي ما بنجح في المدرسة يكون عندو مستقبل في الجيش……. جوابي كان واضحًا له: إن رسالتك كمدير هي إيصال التلاميذ إلى المعاهد العليا ليس إلا. اما بصدد تجربتي كعضو في المجلس البلدي فقد توزعنا على اللجان المختلفة واخترت الانضمام إلى عدة لجان منها لجنة التربية وهناك كانت المهزلة، بالرغم من الواقع التعيس اختارت الوزيرة – التقدمية – ابعيد السامعين البروفيسور ” يولي تمير” المدرسة الثانوية كأفضل مدرسة في البلاد وأقيم احتفال بهيج في قاعة ” سيراميس” في مدينة شفاعمرو وعملوا زيطة وزنبليطة، شخصيًا قاطعت المهزلة وكتبت ضمن زاويتي الصحفية “الحق يمشي ولو على رمشي ” منددًا بهذه المهزلة وقلت أن العملية ما هي إلا مسح جوخ وضحك على الدقون واليوم بعد طول عمر تظهر هذه الحقيقة جليًا من خلال بحث آخر اجرا] مؤخرًا. %71 من الحاصلين على شهادة استحقاق في البجروت من الدروز في إسرائيل لا يستوفون شروط القبول للجامعات هذه الحقيقة كانت وما زالت وقد عبر عنها البروفيسور “اميتسيا بارعام” من جامعة حيفا حين قال في محاضرة القاها في الجمعية لدعم الديمقراطية في عسفيا في تاريخ 2002 – 1 – 23 وقد ذكرتها في كتابي ” المغلوبون على امرهم ” صفحة 109 من خلال مقال جاء تحت عنوان ” محطة تجارب” قال البروفيسور ” بارعام : ” إن الطالب اليهودي والطالب المسلم والطالب المسيحي والطالب الدرزي يصلون إلى الجامعة مع نجاح كامل في ” البغروت” وجميعهم ينجحون ما عدا الطالب الدرزي الذي خلافًا لكل الطلاب يرسب وإذا كان على الحفة ندفعة كي يدخل وهذا الكلام ليس للإعلام وهنا تكون السنتان الاوائل بمثابة موت بالنسبة له إذا لم يترك”” ترجمة حرفية” اما الاسباب الأساسية وفقًا للبحث الجديد تتلخص في : 1 – الخدمة الاجبارية التي تنتظر الطالب الدرزي 2 – أمتحانات البسخومتري وهناك اسباب أخرى نحن نوليها أهمية كبرى، منها: – البرامج الدراسية المتدنية التي أعدت خصيصًا لأبناء الطائفة الدرزية بنية سيئة تهدف إلى رسم المسار نحو الخدمة الاجبارية. – التعينات التي تأتي وفقًا للصفقات الانتخابية. – توريث الادارة، من المدير لاحد الاقرباء، وزارة المعارف تغض الطرف طالما يصب هذا التوريث في مصلحتها وطالما أن الامر يصب في تجهيل الاجيال، وهنا نقول بالرغم من اننا قد نفتح على انفسنا باب جهنم، نقول انه لا يمكن أن ننطلق كما يجب طالما الامر هو كذلك – تعين المدراء وفقًا لمراكز القوى، توزع لكل عائلة متنفذه لها ادارة احدى المدارس . وكل هذه الاسباب تأتي من أجل تجهيل الطالب الدرزي كي يسير في مسار الجندية بعد افتقاد مصادر الرزق والرسوب في امتحانات الدخول للمعاهد العليا. وهنا نقول أن علينا جميعاً ان نرمي بثقلنا من اجل فلذات أكبادنا دعوكم من المحسوبية والمحاباة، دعوكم من العصبية القبلية، وعلى اعضاء المجالس أن يولوا موضوع التربية والتعليم الاهمية القصوى ممارسة، فكفانا ضرائب كلامية وشعارات، هناك من الاعضاء ما هو إلا ” تناكة زريعة ” والتعبير للسيد علمي ناطور وهذا صحيح وعلى القليلة كونوا داخل هذه التنكة حبقًا، ينشر أريجة في اجوائنا بدلًا من ان تكونوا نبتة الجيفة، يجب أن تكون هناك ثورة فعلية في التربية والتعليم، لا نريد أن ننتظر عقود أخرى وسماع مبررات مللنا من سماعها طوال عمرنا من الطفولة إلى الشيخوخة. متفوقون أخرجوا إلى الشمس.. نتفوق على غيرنا حتى بنقص ال ” بي 12 ” والفطريات الجلدية السطحية.. في نسبة الانتحار.,. في عدم اجتياز أمتحانات الدخول للجامعات,, في نسبة تفشي مرض السكري .. وفي الختوع والركوع للجلاد هادي زاهر مبروك لمجتمعنا على تفوقه على المجتمعات الاخرى في عدة مجالات نتفوق على غيرنا في نسبة الانتحار بين شبابنا فهي تفوق المعدل العام ب 212 % وفقًا للبحث الذي اجراه الدكتور سليم بريك وهناك من لم يعترف بان أبنه انتحر بسبب العداء الشديد للمنتحر في مجتمعنا، وهذا يعني بان النسبة تفوق المعدل المذكور بكثير. نسبق غيرنا في عدم اجتياز امتحانات الدخول للمعاهد العليا – %71 من الحاصلين على شهادة استحقاق في الامتحانات التوجيهية “البجروت” لا يستوفون شروط القبول للجامعات. وفقًا لبحت أجراه مؤخرًا معهد “ستاتنت” بإدارة يوسف مقلدة، والذي يعد اليوم اقوى معاهد الاحصاء في البلاد. نسبة الجهل نظرًا لقلة الحاصلين على الشهادات الجامعية وقلة المثقفين تفوق كل معدل. نسبة الفقر والتي تتعلق بالثقافة إلى حد بعيد هي الأخرى تفوت كل معدل. نرضى أن نكون خدامًا، اداة رخيصة، في يد الاخرين لتحقيق أهدافهم، كما أن شريحة من النساء تخدم في بيوت الخوجات، وهكذا فأننا نتفوق على غيرنا في “الشعور بالنقص” فقمة طموحات البعض منا أن يصبح خدامًا. ونقول: الحمد لله، نعمة لا نستحقها. ونتفوق على غيرنا أيضا في الافتقاد لل “بي 12” وذلك بسبب عدم تعرضنا لأشعة الشمس كما يجب. وفي نسبة الفطريات الجلدية السطحية نتفوق على غيرنا لنفس السبب.. اخرجوا من اوكاركم إلى الفضاء الرحب – تحمصوا – قليلًا تحت أشعة الشمس ولن يدخلكم الله سبحانه وتعالى بسب ذلك إلى الجحيم. بالنسبة للإرادة فهي ضعيفة عندنا للغاية حتى في ضبط شهيتنا – نخربط – في المأكولات، نأكل اللحوم مع اللبن – الفٌقعية – وبعدها نأكل صحن كنافة وقد لا نستكفي بصحن واحد.. الكنافة لذيذة. “يضر ولا يفوت” كما قال مثلنا الشعبي ساخرًا. مرض السكري عندنا قد لا يستثني أحد بسب والمأكولات التي ذكرناها، وبسبب الربوض والكسل، فحتى الحكورة التي بجانب الدار أكلها الهشير. ولا نتكلف بتعشيبها على الأقل. ونتفوق على الغير في الخنوع والركوع، لا نملك ذرة من الشجاعة نظرًا لارتباطنا المعيشي بالسلطات، تصمت شريحة كبيرة منا ولا تتصدى لمصادرة أرضها، ويتجنيد اولادها في الجيش وفي نفس الوقت وتزعم جبنًا وتهربًا من المواجهة بان كل شيء بقضاء. لا نجرؤ على التصدي لهذه السلطة الغاشمة التي تمنع عنا البناء وتلاحق من بنى على ارضه. وبالأمس سجنت السلطات شيخان من خيرة مشايخنا من قرية بيت جن القرية – الثاكلة – نقول الثاكلة، حيث أن الضحايا الذين سقطوا هناك أثناء الخدمة الاجبارية هي الاكثر ومع ذلك فهي مضطهدة أكثر من أي قرية أخرى في البلاد، السلطات الإسرائيلية تعاني من تخشب المشاعر والضمير. هذا الخنوع تخطى كل منطق حيث لا نقوم بأي خطوة عملية من أجل الحصول على الكهرباء كحد ادني لشروط حياة طبيعية، هذا في حين تمنح سلطات الكهرباء لأقنان الدجاج عندهم، كما ذكرنا في أكثر من مناسبة، فتكون فشة غُلنا على بعضنا البعض، لا نستطيع مناطحة الفحل فننطح السخل. نحن في القمة في موضوع المعارك العائلية.. قدر النحاس الذي نتغنى به ضاع أو انباع منذ زمن، وكل يركل الاخر معتقدًا بان مصلحته تتناقض مع مصلحة جاره، والعكس هو الصحيح. إذا كان جارك بخير فأنت بخير. نتفوق عن غيرنا في البخل، فالعطاء غير وارد في قاموسنا إلا ما ندر، وإذا وجد يكون بواسطة القطارة ” بيت بني معروف ” ما زال يصرخ إلى السماء لتكملته كما يجب. اللا مبالاة عندنا تفوق هي الاخرى كل الحسابات والمعدلات، كل يقول أنا خصني بيتي وبس، وهو في الحقيقة يجهل ما يجري داخل بيته. نتفوق على الغير في موضوع العلاقة الاجتماعية بين الجيران، نختلف على سنتمتر واحد في حدود المِلك، بينما نصمت عندما تصادر لنا الدولة الدنمات. ولم يبقى لنا من ارضنا إلا القليل القليل “ونيال اللي الو خرابة في السويده” لا نقدم لصالح العام، هذا علما بأن ذلك يعود بالفائدة علينا بشكل مباشر، ففي حين أننا نشتري السيارات، لا نوافق على منح الشارع متر واحد لمرور سياراتنا. فالاختناقات المرورية تدفع حتى العقلاء لأن يدخلوا في حالة من النزق. نسبق الغير في عدم احترام قوانين السير في قرانا، نسير في الاتجاه المعاكس، وويل لمن يعترض، أما في المدينة فنسير بدقة متناهية وفقًا للقانون، بطولة قل مثيلها على بعضنا البعض، وانصياع تام في المدينة، سباع هنا وضباع هناك. نوقف سياراتنا كما نشاء، حتى لو كانت هناك إشارة تعلمنا بان الموقف لذوي الاحتياجات الخاصة، نفتقد إلى الحنية والمشاعر الإنسانية ونغوص في بحر الأنانية. حوادث السير بالجملة عندنا، اصوات زمامير سيارات الاسعاف وسيارات العلاج المكثف، لا تتوقف. نتفوق على غيرنا أيضا في استيعاب كلاب الخواجات، كل خواجا عندما يهرم كلبه ويريد أن يتخلص منه يأتي به إلينا ويتركه في قرانا.. يا سبحان الله أصبحنا مكبًا لكلاب الخواجات. وهاي نعمة ما بنستهلهاش..