وصل مخرج فيلم “30 آذار”، الفنان الفلسطينيّ نضال بدارنة، يوم 28 آذار/ مارس الفائت إلى العاصمة الجزائريّة برفقة المُنتج المُنفذ للفيلم، وافي بلال، بدعوة إلى جولة عروض على شرف الذكرى السّنويّة ليوم الأرض الخالد. حيث يتناول الفيلم، والذي أنتجه مركز محمود درويش الثّقافيّ – عرابة، أحداث يوم الأرض المجيد وأبطاله الحقيقيّين، ويأتي برواية الناس البسطاء الذين سطروا بطولات يوم الأرض.
فور وصلوهما، استقبالهما رسميًا في مطار بومدين الجزائريّ وفدًا رفيع المستوى من وزارة الثّقافة الجزائريّة – الديوان الوطنيّ للثقافة والإعلام وسفارة فلسطين في الجزائر. كما تم افتتاح هذه الجولة بعشرات المقابلات في التلفزيونات والإذاعات والصّحف والمواقع الإلكترونيّة الجزائريّة الرسميّة والأهليّة، حيث تم محاورة بدارنة وبلال حول فيلم “30 آذار” وإنتاجاتهما المسرحيّة والسّينمائيّة الأخرى، وعن تجارب الإنتاج المستقلّ في فلسطين وخاصة في الدّاخل الفلسطينيّ، وتحديدًا حول تجربة “المنشر فن وإنتاج”، المنتج المنفذ لهذا الفيلم.
يذكر أنّ فيلم “30 آذار” هو من إنتاج مجلس عرابة المحليّ ومركز محمود درويش الثّقافيّ – عرابة بإدارة الفنان محمود أبو جازي. وقد أثنى المخرج نضال بدارنة على الدّور الإنتاجيّ الهام الذي لعبه مركز محمود درويش الثّقافيّ والفنان محمود أبو جازي من أجل توفير الدّعم لهذه الوثيقة التّاريخيّة الهامة، والتي توثّق محطة أساسية في حياة الشّعب الفلسطينيّ عمومًا والفلسطينيّين في الدّاخل بشكلٍ خاص.
هذا وعُرض الفيلم يوم 30 آذار/ مارس في مدينة قسنطية – عاصمة الثّقافة العربيّة، ويوم الأول من نيسان/ أبريل في العاصمة الجزائريّة في قاعة الموقار، بحضور شخصيات عامة وسفراء فلسطين والأردن ومصر والسودان. وكان قد سبق عرض الفيلم مؤتمرًا صحافيًا مع بدارنة وبلال، أشارا خلاله إلى أهمية هذا العرض المتازمن مع الذّكرى الأربعين ليوم الأرض، حيث أكدا على أهمية إيصال صوت الدّاخل الفلسطينيّ وفلسطين عمومًا إلى الأهل في الجزائر.
كما عُرض الفيلم يوم 29 آذار/ مارس في لبنان في مقهى “ة” – تاء مربوطة في بيروت، وعُرض في مصر يوم 30 آذار/ مارس من خلال الحزب النّاصريّ الدّيمقراطيّ. وكما كان قد شارك الفيلم مؤخرًا في مهرجان سينمائيّ في جزيرة سردينيا في إيطاليا وحصل على جائزة تقديريّة، تم تسليمها إلى الفنان محمود أبو جازي والمخرج نضال بدارنة. ويتوقع أن يتم عرض الفيلم أيضًا في المغرب خلال شهر أيار/ مايو المقبل تزامنًا مع ذكرى النكبة. يذكر أنه في العام الماضي شارك الفيلم ومخرجه بجولة عروض في أوروبا أيضًا.
في حديث مع نضال بدارنة، أكد على أهمية هذه الجولة لإيصال قضية يوم الأرض الخالد للعالم العربيّ وحكاية ثبات ومقاومة الفلسطينيّين عامة وفلسطينيو الدّاخل على وجه الخصوص، كما أكد في حديثه على أهمية هذه الزيارة إلى الجزائر، حيث لمس طاقم الفيلم الانحياز الجزائريّ للقضية الفلسطينيّة على مستوى الدّولة والمؤسّسات الرسميّة والأهليّة وعلى المستوى الشعبيّ أولًا وقبل كل شيء، وأن هذا التواصل مع الامتداد الطبيعيّ للعربيّ الفلسطينيّ هو الرد على سياسيات الاحتلال الهادفة لتشويه هويّة الفلسطينيّ ومحاصرته وسلخه عن امتداده الثّقافيّ والفنيّ الوطنيّ والقوميّ.