هيَ الآنَ تغسلُ قدميها الحافيتينِ
على شاطئِ البحر
وأنا مثلها أقفُ ها هنا على شاطئِ ذات البحر
أتأملُ الزرقةَ في تجلي البحرِ
قديساً سماوِيَّ الصفاء
أسألُ عن حوارٍ سرمَدِيٍّ ظلَّ سِراً
ليسَ تكشِفُهُ البحارُ
ولا تَعَريهِ السّماء°
كانَ البحرُ أبيضَ فيما مضى
قبلَ أن يسرقَ الزرقةَ من كحلِ عينيها
ويلتحفَ السماء
المسافةُ بيننا أبعدُ من شاطئينِ متقابلينِ لا يلتقيانِ أبداً
وأقربُ من موجتينِِ ذاهبتينِ إليها
بنصف قلبي ونِصفِِ روحي وعائدتينِ منها إليَّ بشيءٍ من عطرها الملكيِّ ودمعةٍ أودمعتين
أبعثُ لها قبلةً تحتزلُني على سنامِ موجةٍ ذاهبة
وتبعثُ لي قبلةً على جناحَيّ° نسمةٍ عائدة
أسألُ البحرَ هل نلتَقي ذاتَ يومٍ على شاطئٍ واحدٍ؟ كي° نتعمَّدَ بالماءِ والشمس
ِ والحرِّ والبرد
ِ والليلِ والفَجر
ِ والنومِ والصَّحوِ
ويعلننا البحرُ قديسين مائيينِ ذَوَّبا البحرَ وذابا فيهِ موجة لا تنتهي الا على شاطئ الوعدِ النهائيِّ انكساراً وانتصاراً كالزَّبد°
من تُرى يكسِرُ البحرَ ؟
لا أحَد°…!
يصمتُ البحرُ قليلا قبلَ أن يذرفَ دمعهُ زبداً
على شاطئَينِ يلتقيانِ ولا يلتَقِيانِ
لا شيءَ بينهما سوى البحر
ولا شيء يؤنسُ وحدةَ العاشقينِ إلا أنتَ
ويحكَ يا بحرُ خذني إليها
مثلما يشتهي الحبُّ هنا وهُناك
خذني الى منتهايَ أو خذني إلى منتهاك
فإما هيَ وإمّا هيَ
وإمّا الهلاك..ِ..