هل تعلم أن اينشتاين حصل على الدكتوراه وهو بعمر 26 عاما وعمل أستاذا في عدة جامعات، ولم يحصل على جائزة نوبل للفيزياء عن نظريته النسبية وقدم طلبا للتخلي عن جنسيته الألمانية مرتين واشتهر في أواخر أيام حياته كداعية للسلام ؟
ولد العالم الفيزيائي ألبرت اينشتاين في مدينة أولم الواقعة على نهر الدوناو في ولاية بادن فوتيمبيرغ الألمانية في سنة 1879 من والدين يهوديين. وانتقلت عائلته في سنة 1880 للعيش في مدينة ميونيخ، وكان والده يعمل حرفيا ويملك ورشة صغيرة لتصنيع الأدوات الكهربائية.
تأخر الطفل ألبرت في النطق وقيل إنه كان شغوفا بالطبيعة، وقد أهداه والده بوصلة وهو في عامه الخامس ليتعرف على قوانين الفيزياء. انتقلت عائلة اينشتاين للعيش في إيطاليا في سنة 1894. وفي سنة 1895 انتقل إلى سويسرا للدراسة. وتنازل اينشتاين عن جنسيته الألمانية حتى يتجنب الخدمة العسكرية التي كان يكرهها. وكان اينشتاين لا يحمل جنسية أي بلد للفترة من 1896 ولغاية 1901، وبعدها حصل على الجنسية السويسرية.
لم يكن يبدو على اينشتاين الطفل والشاب أية علامات ذكاء خارق، وكان شخصا اعتياديا ولم يلفت الانتباه له إطلاقا. وفي سنة 1900 حصل على شهادة الدبلوم من زيوريخ وعمل كمدرس اختصاص لمادتي الرياضيات والفيزياء، بعدها عمل بعدها في الدائرة المسئولة عن منح براءات الاختراع في مدينة برن السويسرية.
في سنة 1905 قدم اينشتاين معادلته الشهيرة (E = mc²)، وتعني أن الطاقة تساوي الكتلة مضروبة في مربع سرعة الضوء، وهي النظرية النسبية الخاصة. وفي نفس العام، وهو بعمر 26 عاما فقط، حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة زيوريخ حول أبعاد الجزيئات. وقدم اينشتاين في نفس العام عدة دراسات علمية شكلت فيما بعد نواة الفيزياء الحديثة، منها إمكانية انتشار موجات الضوء في الفراغ وتفسير الزمان والكتلة والطاقة.
عمل اينشتاين في سنة 1909 مدرسا للفيزياء النظرية في جامعة زيوريخ ومن ثم أستاذا محاضرا غير متفرغ. وفي سنة 1911 عينه القيصر فرانتس يوزف الأول، إمبراطور النمسا، أستاذا متفرغا للفيزياء في الجامعة الألمانية في مدينة براغ، وحصل أيضا على الجنسية النمساوية. وبعدها بعام عاد لجامعة زيوريخ ليعمل أستاذا متفرغا في جامعتها. أحب اينشتاين الموسيقى وعزف آلة الكمان.
في سنة 1913 حصل اينشتاين على عضوية الأكاديمية البرويسية للعلوم الشهيرة وحصل على تخويل للعمل في التدريس في جامعة برلين لإتمام دراساته حول النظرية النسبية الخاصة. وعين مديرا لمؤسسة القيصر فيلهيلم للفيزياء في سنة 1917 وبقي في منصبه لغاية وصول النازيين إلى الحكم. في سنة 1919 بدأ العالم يتعرف على اينشتاين بعد توصل العلماء إلى إثباتات لنظرياته، وخاصة بما يتعلق بالجاذبية وقياس الفضاء المنحني حول الشمس.
حصل اينشتاين في سنة 1921 على جائزة نوبل للفيزياء عن أبحاثه في شرح ظاهرة التأثير الكهروضوئي وعمل الفوتونات، وليس عن النظرية النسبية، إذ لم يستطع العلماء آنذاك إثباتها أو نفيها. في سنة 1933 وبعد وصول النازيين إلى الحكم غادر اينشتاين ألمانيا وسلم جوازه الألماني وقدم طلبا للاستغناء عن جنسيته.
أقام اينشتاين بعد ذلك في عدة مدن أوروبية قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة، حيث حصل على الجنسية الأمريكية في سنة 1940، واستقر هناك حتى وفاته في سنة 1955. وعرف عن مواقفه المعادية للحروب وكان من الداعيين إلى السلام العالمي.
لا تكمن عبقرية اينشتاين في نظرياته وبحوثه الكثيرة في مجال الفيزياء فحسب، بل أيضا في إمكانيته تصور آليات الكون وفهمها، ومنحته مخيلته كذلك إمكانية الإجابة عن أسئلة في مجال الرياضيات والفيزياء لا يمكن للكثيرين إدراكها.