في زقاق يحمل اسم “برج الغولة” في المدينة العتيقة لمدينة أصيلة في شمال المغرب، استقر فنان مغربي اسمه الصديق، مغادراً مدينته الأصلية الرباط، ومحترفاً ملاعبة الخط العربي، الذي يحمل اسم “الكاليغرافيا” وتحويلها إلى لوحات تشكيلية تحت أشعة الشمس المغربية التي لا تغيب أبداً طيلة نهارات السنة.
ويحمل محترفه اسم “دار الخطاط”، ويتوقف العابرون من سكان أصيلة أو من زائري المدينة، للتملي قليلاً في لوحاته قبل المضي لاستكمال الطريق ولتقاسم فنه مع العابرين.
هذا ويمارس الخطاط المغربي تمريناً جميلاً يومياً، وهو إخراج لوحاته الجديدة للعرض على جدار المدينة العتيقة بشكل ديمقراطي لكل المشاهدين من المارين، كما لا يتردد في للترحيب بالعابرين لدخول محترفه للوقوف على أعماله.
وعندما أسأله عن ثمن أي لوحة، فهو يختار عدم الجواب، ويواصل بأقلامه وبألوانه إبداعاته عبر الحروف العربية لتشكيل لوحة يمكن أن تستغرق أياماً طويلة، قبل أن تكتمل في نظره الفني.
وإلى جانب احترافه التشكيل والخط العربي، يبحث الخطاط الصديق في تاريخ الخط العربي وأصوله وعراقته وتدرجه في التطور عبر القرون الماضية. فكلما سأله زائر وجد أجوبة علمية، مع مراجع ورقية من كتب للتدليل كحجة علمية.