*توما-سليمان: على الحركة مراجعة الذات ومراجعة حدود خطابها وتعاملها مع الاخرين*
حيفا – مكتب الاتحاد – “لا يمكن قراءة حظر الحركة الاسلاميةالّا من خلال السياق السياسي الحالي الذي نمر به والذي يحاول نتانياهو ووزراؤه فرضه على المجتمع اليهودي الاسرائيلي، حيث تتغلّب فيه الرؤى السياسية التابعة لهم والتي تهدف لتنمية وتثبيت يهودية الدولة اكثر واكثر وإقصاء تام للحيّز الديمقراطي الذي إدّعوا وجوده”.
بهذه الكلمات افتتحت النائبة عايدة توما-سليمان (الجبهة – القائمة المشتركة) مُداخلتها في المؤتمر الاكاديمي حول “حظر الحركة الاسلامية ومستقبل العمل السياسي العربي” والذي دعت اليه لجنة متابعة قضايا الجماهير العربية يوم السبت المنصرم في المركز الجماهيري في يافة الناصرة. وشارك في المؤتمر رئيس لجنة المتابعة محمد بركة وأعضاء كنيست عن القائمة المشتركة وعدد من الاكاديميينالعرب.
وتابعت توما-سليمان قائلة ” هذا النهج الذي يحاول نتانياهو فرضه بمعنى ارض اسرائيل الكبرى يتجلّى في القوانين المختلفة والممارسات والخطابات داخل الكنيست، وكُلّها تسعى الى تطبيق رؤى أكبر فيما يتعلّق أيضًا بالقضية الفلسطينية وتحويل النضال ضد الاحتلال الى صراع ديني مفتوح لا ينتهي وبالتالي يمحي الخط الأخضر ويُكرّس فكرة الدولة اليهودية على كامل الارض”
*جزء من حملة التحريض ضد قيادات الجماهير العربية*
وقالت توما-سليمان أن ” حملة التحريض ضد الحركة الاسلامية هي استمرار وتصعيد لخطوات فشلت فيها سابقًا بضرب قيادات سياسية في المجتمع العربي من خلال استهدافهم وتهميش العمل واخراجه خارج الشرعية، بدءًا بالملاحقات السياسية التي عانى منها رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، الشيخ رائد صلاح، والنائب السابق سعيد نفّاع، وجاءت اليوم محاولة اخراج الحركة الاسلامية عن القانون للاستفادة من الموضوع ايضًا من الناحية الاقليمية.
وتابعت توما – سليمان ” نتنياهو يريد ان يثبت لكل العالم ان اسرائيل موجودة تحت الخطر الوجودي وان الارهاب يأتيها من الداخل، وبالتالي هو يريد ان يكون في اصطفاف مع القوى الخيرة في العالم التي تحارب الارهاب وهذا هو السياق الاقليمي الذي يريد ان يلبسه لمساره، هو يستغل الوضع الاقليمي وما يدور في المنطقة ويكرسه بشكل جدي ليخلق ما يسمى العدو الداخلي. واذا انتبهنا فان نتنياهو اليوم انتقل في الفترة الاخيرة من التشديد على ان العدو هو الشعب الفلسطيني في مناطق الـ67 ويركزاكثر هو وحكومته على ان الخطر الداخلي الداهم يأتيه من الداخل حتى لا يدخل في حوار ان هناك احتلال من المنظورالدولي.”
وحذّرت توما-سليمان من خطر الانزلاق والانجرار الى معادلة الصراع الديني الذي يريد نتانياهو وحكومته زجّ الجماهير العربية فيه مشددة على أهمية إيجاد مشروع سياسي للمرحلة القادمة تتفق من خلاله القوى السياسية ليس فقط على الرؤى بل أيضًا على الادوات.
*”انا مش متفق معك بس انا ضد حظرك”*
كما قالت توما-سليمان انها “سعيدة لأن هذا المؤتمر هو من الفعاليات القليلة التي يتم فيها نقاش وحوار مع الحركة الاسلامية على مستوى تبادل الافكار والرؤى بعد سنوات طويلة تم الحوار بها من خلال المقالات والغرف المغلقة” ووضحّت أنها وبالرغم من الاختلافات في العديد من القضايا المبدئية مع الحركة الاسلامية، الا ان المرحلة القادمة تتطلّب حصانة داخلية وقدرة على العمل سوية وإلا فسنُعزل جميعًا.
*الحركة مُطالبة بمراجعة الذات*
وفي نهاية مداخلتها قالت توما-سليمان “نحن بحاجة الى كل الطاقات الممكنة، وهذا يتطلب منا جميعًا مراجعة الذات، ولكن انا سأستغل المنصة واتوجه للأخوة في الحركة الاسلامية واقول انها لا بد لها ان تراجع ذاتها في حدود الخطاب، لانه منالواضح ان هناك حاجة لاستمرار العمل وفحص كيفية التعامل مع هذه المرحلة، ومع انني اعتقد ان هذا شأن الحركة الاسلامية ولكن ليس فقط، فاذا كانت المعركة معركة كل الجماهير العربية فلنا شأن ايضا في هذه المراجعة واتمنى ان يكون هناك حيز لسماعنا في هذه المراجعة لصياغة حدود العمل السياسي الجديد والخطاب الجديد.”