قالت الباحثة الجزائرية آمال عيسى، وفي رسالتها للماجستير من جامعة البليدة حول “ظاهرة العنوسة في الجزائر”، رصدت أن الفئة الأكثر عرضة للظاهرة هي المتعلمات وبنات الحضر. اذ تتخرج وهي على مشارف الـ25 سنة، السن التي تعتبر بداية فترة العنوسة، حسب بعض الإحصائيات.
وأظهرت أرقام دراسة رسمية عن وجود ما يقارب 12 مليون امرأة عانس في الجزائر، و هو ما دفع عددا من الهيئات في البلاد إلى دق ناقوس الخطر.
إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء في الجزائر حول ظاهرة العنوسة، شملت جميع الولايات الجزائرية لعامي 2013 و2014، أكدت وجود 11 مليونا و300 ألف امرأة عانس، منهن 5 ملايين تجاوزن سن الـ35، وبمعدل زيادة سنوي مقدر بـ200 ألف حالة.مما جعل الشباب يفكرون في الهجرة إلى أوروبا وأميركا بدل التفكير في تكوين أسرة والاستقرار.
في صدد العنوسة قالت المحامية بن ساحلي تبلغ من العمر 39 عاماً، ولم تتزوج حتى الآن، ان شهادات الدنيا لا تعوّض عقد الزواج واعتبر أن عقد الزواج هو الشهادة الأغلى التي يجب على الفتاة التفكير فيها، قائلة: “ما قيمة شهاداتي العليا وأنا عاجزة عن تكوين أسرة، رغم أن عروض الزواج في بداية دراستي الجامعية كانت تنهال عليّ، لكني كنت أرغب في تكملة الدراسة”.
سليمة التي تعمل سكرتيرة بإحدى الشركات الخاصة، تُحمّل والدها المسؤولية عن بقائها دون زواج، إذ تؤكد أنها استقبلت عرضين للزواج في العشرينات من عمرها، لكن الوالد كان دائماً يشترط من المتقدمين سكناً خاصاً وسيارة.
من جانبه الدكتور بودوخة إبراهيم إمام مسجد العتيق، يرى أن قلة العنوسة في المناطق القبلية تأتي بسبب تدني المهور في تلك المناطق، والتي كثيراً ما تكون أقل من دولار واحد (1000 دينار جزائري).
وأضاف أن “هذه النقطة مهمة جداً جعلت الشباب الأمازيغ والعرب يلجأون إلى هذه المناطق للزواج، وهو ما خفض نسب العنوسة”.
تجدر الاشارة ان جمعية الإرشاد والإصلاح في الجزائر تعمل على تزويج عدد من الشباب من خلال مكاتبها المنتشرة في جميع الولايات، وتعتمد في عملها الخيري على تبرعات المحسنين لتوفير جهاز العروس، ونفقات العرس للتخفيف عن العريس.
ويؤكد حزام نور الدين، رئيس المكتب الوطني للجمعية، في تصريح لـ”هافينغتون بوست عربي”، أن الجمعية قامت خلال عام 2015 بتزويج زهاء 400 شاب.