أقام نادي حيفا الثقافيّ والمجلسُ المِلّيُّ الأرثوذكسيُّ الوطنيُّ-حيفا أمسيةً ثقافيّة للشاعر نزيه نصرالله، وإشهار إضمامتِهِ الشعريّةِ الأولى “حبيبتي للأبد”، وذلك في قاعة كنيسةِ مار يوحنا المعمدان الأرثوذكسيّة في حيفا، بتاريخ 12-11-2015، ووسط حضور كبير مِن الأقرباء والأدباءِ والقرّاء والأصدقاء، وقد رحّب المحامي فؤاد نقارة مُؤسّسُ نادي حيفا الثقافيّ ورئيسُهُ بالحضور، وقد تخلّلت الأمسية مداخلاتٍ لكلٍّ مِن: الناقد د. منير توما، والفنانة التشكيليّة الكاتبة تغريد حبيب، والكاتبة خلود فوراني سريّة، وقراءاتٌ للشاعر نصرالله، وقد تولّت عرافةَ الأمسيةَ الكاتبةُ عدلة شدّاد خشيبون، وبعدَ مداخلاتِ الحضور، شكرَ الشاعرُ نزيه نصرالله الحضورَ والمُتحدّثينَ والمُنظّمين، وتمّ التقاط الصّور التذكارية!
مداخلة عدلة شدّاد خشيبون: مساؤكم جميلٌ طيّب ومسائي معكم شاعريّ رومانسيّ مميّز. أحبّتي، يطيبُ لي أن ألقاكم بعدَ أن غيّبَني فقدانُ قريبٍ غالٍ عزيز، ويَطيبُ لي أنْ أنثرَ لكم باقةَ شوْقٍ لهذه الأمسياتِ الرّاقياتِ، ومِن خِلالِها أعودُ وأُحَيّي المحامي الأستاذ فؤاد نقّارة، وعملَهُ الدّؤوبَ في هذا المجال، فلولاه لم نأتِ مِن هناك لنكونَ هنا، فباقةُ شكرٍ مُكللّةٌ بأعذبِ الأمنياتِ لك بالصّحة والسّعادة ودوام العطاء!
أدعوكم في هذا المساء أنْ نتجرّدَ مِن الأنا ونعانق الـ أنتم، لنغوصَ في أعماق البحار، ونُحلّقَ عاليًا لمعانقةِ النّجوم. عفوَكُم أحبّتي، فبحارُنا اللّيلةَ عميقةٌ، لكنّها ليستْ خطيرةً، وسماؤُنا اللّيلةَ مُضاءةٌ بنجومِ مفرداتٍ ليست كالمفردات، كيفَ لا وبين أيدينا حبٌّ أبديٌّ و”حبيبتي للأبد” للشّاعر نزيه نصرالله، فهو فنّانٌ من شفاعمرو، جمَعَ ما بينَ الشّعر والعزفِ على العودِ والغناء، إضافةً إلى تصويرِهِ بالرّسومات واللّوحات مشاعرَهُ وأحاسيسَهُ، ولم تُسعِفهُ الظّروفُ ليُكمِّلَ تعليمَهُ الجامعيّ رغمَ كفاءتِهِ، فاضطرّ أن يَنخرطَ في مجالِ العمل، وكان نجّارًا وما أرقاها من مهنةٍ، وكأنّي بهِ يُنشدُ: أنا في الصّبحِ نجّارٌ، وبَعدَ العصرِ فنّانٌ، وفي مُنتصفِ اللّيل شاعرٌ وعازفٌ وزجّال. أجل؛ هذا هو شاعرُنا فنّانٌ بكلّ ما تَحملُهُ الكلمةُ مِن معانٍ، حتّى أننّا نرى ذلك مِن خلال مهنتِهِ، حيث تابعَ تعليمَهُ في أصول فنّ التّصميم الدّاخليِّ للبيوتِ ويُمارسُها، ليَجعلَ عملَهُ أكثرَ نجاعةً وأفضلَ خدمةً لزبائنِهِ، كما تعلّمَ الفنَّ التشكيليَّ لتطويرِ مُيولِهِ الفنّيّة، واشتركَ بعدّةِ مَعارضَ خاصّةٍ بهِ، وهو اليومَ يَتعلّمُ الرّسمَ التشكيليَّ بكُليّةِ أورانيم، مِن خلالِ الرّسمِ بالفحم. باختصار، نزيه نصرالله فنّانُ مهنةٍ وهواية!
مساؤكم حبريٌّ بنكهةِ الفنّ والشّعر، أنتقيهِ لكم مِن ديوانٍ شفّافٍ كمياهِ شلال، عذبٍ كعذوبةِ مياهٍ تجرّدتْ من كتلةٍ ثلجيّةٍ، وسالتْ تُرطّبُ براعمَ المشاعرش عند شاعرِنا النّزيه.. نزيه نصرالله. كيفَ لا، و”حبيبتي للأبد” عروستُنا اللّيلةَ، فجاء في الإهداء: لكلِّ فرسانِ الحُبِّ/ مَنِ استسْلموا قبلَ الأوانِ/ وما استفاقوا/ وما زالَتْ قلوبُهم تنبضُ حُبًّا/ ولكلِّ فرسانِ العشقِ/ مَن استسلموا لخيول عِشقهم/ وما هزمَهم الزّمكان/ ولكلِّ ذي قلبٍ حيٍّ/ بالحُبِّ بالعشق بالهُيام/ أُهدي باكورةَ أنفاسي الشّعريّةِ/علَّ فيها عزاءُ الماضي ويقظةُ الحاضرِ، وغلبةُ المُستقبلِ.
ويقولُ ص4 وص5: وأكتفي/ بكأسٍ فارغةٍ/ وبِـــ .. راحِ عيْنيكِ/ كي أسكَرْ!/ فحتّى الثّمالةِ/ يُساهرُني طيفُكِ/ وبسِحرِ اسْمِكِ/ أثمَلُ وأسْمَرْ!/ أُكابِدُ صَبابةَ الهَوى/ فتتحرّقُ نجومي وَكواكبي/ وبمَذاقِ شفتيْكِ/ يَترنّحُ ليلي/ وكظبيٍ أهفو إليكِ:/ الله أكبرْ !
وحول د. منير توما تقول عدلة شداد خشيبون: أديبٌ وناقدٌ يَكتبُ الشّعرَ باللغتيْنِ العربيّةِ والإنجليزيّة، له العديدُ مِنَ المقالات والدّراسات الأدبيّةِ التي تُنشر في الصّحفِ والمجلات، وقد حصلَ على عدّة جوائز في كتابةِ الشّعر في اللغة الإنجليزيّة، من الجمعيّة الدّولية للشعراء في الولايات المتحدة الامريكيّة، وحصلَ على جائزة الإبداع الشّعري من وزارة الثقافة عام 2010، ولا يَصلُ كتابٌ إلى يديْهِ إلّا ويُعانقُ مُفرداتِهِ، ويَطويها تحتَ معانٍ أرادَها الشّاعرُ ولم يُصرِّحْ بها، وهذا يؤكّدُ أنّ دوْرَ الشّاعرِ أو الكاتب يَنتهي عندما يُسلّمُ ديوانَهُ للقارئ فكيفَ إنْ كانَ قارئُنا د. منير توما الكفرساوي، وديواننا “حبيبتي للأبد”، حينَ يَغوصُ بنا في فضاءات التّصويرِ التّعبيريّ، وكيفيّة مُعالجةِ الصّور والتداعياتِ والإيحاءاتِ بإضاءةٍ رائعةٍ عهدناها ونفخرُ بكلّ ما تحملُهُ الكلمةُ من معانٍ!
مداخلة د. منير توما: الاستحضارُ التّصويريُّ للمَحبوب: عند قراءتنا لمجموعة نزيه نصرالله الشعريّة، وباكورة أعمالهِ الأدبيّة التي تحملُ عنوانَ “حبيبتي للأبد”، لا يُساورُنا أدنى شكّ، أنّ هذا العنوانَ يَعكسُ ما وردَ في مضمونِ قصائدِ الكتاب، مِن حيث الشكل والمعاني والإيحاءاتِ المُصاحِبةِ للصّورِ الفنّيّةِ الغزليّةِ، والوصفيّة المتعلقةِ بالمرأةِ المحبوبةِ المَعشوقة، وكأنّي بشاعرنا يَبغي أن يقولَ لنا أنّه يتوخّى الأناقة والدقّة التعبيريّة الشفافة، فيما يَخصُّ الأسلوبَ الذي تجري فيهِ الكلماتُ على تقاسيم خواطرِ شاعرنا، وعلى مواقعِ حِسّهِ ونبضاتِ وجدانِهِ، فتأتي الألفاظ سخيّةً رخيّةً سهلة، واضحةً لا يَعتريها إبهامٌ أو تعقيدٌ، فهي تُلامسُ شِغافَ القلب لعذوبتها ورقّتها وحُسنِ عَرضِها وتأنُّقِها الواعي.
وممّا استرعى انتباهي، وشدّني في قصائدِ هذه المجموعةِ مِن حيث الجَمال التعبيريِّ والأناقةِ الوصفيّةِ التصويريّةِ، ما جاءَ في قصيدة “بكِ يُزهرُ الوطنُ” ص(57) التي اعتبرَها مِن منظوري الخاصّ، أنّها ذروةُ ما بلغَهُ شاعرُنا مِن تألُّقٍ وإشراقٍ في هذه المجموعة، وكلماتُ هذه القصيدةِ تُؤطّرُ لجَماليّةِ التعبيرِ والأوصافِ، كما هو واردٌ في سطورِها التالية: هُوَذَا مَطري/ يَأْتيكِ مُتقَشِّفا/ فلا تعْجَبي/ مِن جَفافِ غيْمي/ ومِن نهْرِ حَرِّي!/ أمْطاري/ مِن صُلْبِ ناري/ تَسْقُطُ مُسْتَميتةً/ في فُصولِ أُنوثَتِكِ/ فاتبَعي سُحُبي/ لتَتَخَصَّبَ بعَيْنيْكِ/ واقْرَئِي اشْتِياقي/ جُمْلةً وَقطْرةً!/ دمعةً وَنجمةً!/ لتَحُطَّ/ فَراشاتُ قُبَلي/ على زِنْدِكِ العَاجِيِّ!/ وَلِتَنْثُرَ بُذوري/ في حقلِ أُنوثَتِكِ!/ آه/ ما أثقلَ الدّمْعَ/ وَما أَصْلَبَ الوَجَعَ/ خلفَ أسوارِكِ الوهميّة!/ فادْخُلي/ حدائقَ قصائدي/ حُبًّا/ ليُزهِرَ بكِ/ أجملُ وَسَنْ/ وأَحَنُّ وَطَنْ!
ويُلاحَظُ في هذه القصيدةِ ومُعظمِ قصائدِ المجموعة الأخرى، لغةُ الصورةِ الّتي تُشكّلُ لغةَ الانفعالِ والشعورِ المُتمثّلةِ بصُورٍ شارحةٍ للمعنى، حاملة له دائمًا وموحية بوضوح في كثيرٍ من الأحيان، ويُمكنُنا أيضًا أن نُميّزَ في قصائدِ هذه المجموعةِ مستوى لغةٍ مُعيّنٍ مِن حيث الإيقاع، فنحنُ نَلمسُ هنا مستوى الإيقاع العالي، حيث ما يَزالُ الشاعرُ في هذه القصائدِ التي تَندرجُ ضمنَ إطارِ الشّعر الحُرّ الطليق، يَحرصُ على قوّة الإيقاع ووضوح النغم، وتَظهرُ لديهِ ظلالٌ من التفعيلة وبقايا من القافية، كما أنّ هناك الكثيرَ جدًّا مِنَ النزوع الرومنتيكي أو التوهّج العاطفيّ، ومن ذلك على سبيل المثال النصّ التالي من قصيدة “حين أُمطرُ عشقًا” ص (67): أنا لستُ أثيرًا عشوائيًّا/ في متاهة المَطَر!/ ولا طوفانًا صاخبًا/ يُهيلُ الأفقَ أطلالًا/ على أجنحةِ الشَجَرْ! يا سيّدتي/ أنا كالبَجَعِ في حُبّكِ/ تتداخلُ ببعضها الصُّوَر!/ أحاسيسي/ تصيرُ بلّورًا من نورٍ/ لو مسَّهُ الشوقُ انكسَرْ/ وقلبي في مَداكِ/ كالنجوم/ لا يَطالُها النَظَرْ!
إنّ الإيقاعَ في النصّ السابقِ إيقاعٌ هادئٌ، ويتجلّى في مستوى الأصواتِ والمعاني التي تُعبّرُ عن حُبٍّ هادئٍ ناعمٍ يَتماهى مع الطبيعة، ليسَ فيهِ صخبٌ ولا عنفٌ، ويُؤكّدُ الهدوءُ ثانيةً الروحُ الصوفية السمحة التي لا تطلب شيئًا بل تقولُ: “وقلبي في مداكِ/ كالنجومِ/ لا يطالُها النظرْ!” ولكنَّ شاعرَنا لا يقفُ عندَ هذه النقطة الهادئة، بل يُتابعُ ليتّخذَ من الصورة وظيفةً أخرى، للدخول بالمتلقي إلى حالةٍ منَ الإنفجار العاطفيّ، تحملُ في ثناياها توقًا مُشتعِلًا إلى المرأة بنَصٍ يُعبّرُ عن رغبةٍ مُتّقدةٍ وصورةٍ واضحة، وهي مُتعلّقةٌ بالجسدِ ولا شيءَ فيها مِن غموضٍ، سوى بعضِ التداعياتِ الصّوفيّةِ التي نشعرُ بمعانيها، مِن خلال كلماتٍ موحِيةٍ “كالزيتونة العشقيّة”، و “القيامة الأبديّة”، رغمَ ما في هذه المفاهيم مِن امتزاجٍ روحانيٍّ بالجسديّ، معَ طغيانٍ للجسدِ في مثلِ هذا الموقف التعبيريّ في القصيدة التي يَختمُها شاعرُنا قائلًا ص68: أيّتُها الخَزّافةُ الشّهيّةْ/ صِيغِيني.. نغمةً طريّة/ وَجفِّفِيني/ كتينةٍ شهيّة/ كطينةٍ بَهيّة/ أَعِدّيني/ لدَيْنونةٍ عِشقيّةْ!/ودَوْزِنِيني/ لِقِيامةٍ أبَديّة!
ويقّدم الأستاذ نزيه نصرالله نصًّا تعبيريًّا، يُعبّرُ عن حالةٍ مِن العشقِ والوجْدِ والحُلمِ والاشتهاءِ والحرمان، يقولُ فيها كلَّ شيءٍ بوضوحٍ بعيدٍ عن الضبابيّة؛ فيها مِن الرغباتِ الخفيّةِ مثلما فيها من الرغباتِ المكشوفةِ، بمزيج ٍ مُنسجمٍ معَ منطقِهِ الدّاخليّ، لتولدَ بذلك حالةٌ مِن الجَمالِ والعشق للمرأة، فيها الإيجازُ والتكثيفُ، وفيها الشعرُ والسّحرُ، وفيما يلي النصّ وعنوانه “إلى عاشقةٍ لعوب” (ص31): أخجلُ مِن مُفكّرتي/ إذ أعلمتُها/ أنّكِ سيّدةُ كوْني/ وأنّكِ الوردُ والزّنبقُ/ في بستانِ عمري/ وأجملُ امرأةٍ/ وأحَنُّ فراشةِ عشقٍ/ هدَّتْ/ على مَساكبِ جنوني!/ لا تُكَذِّبُني مُفكّرةٌ/ وتعرفُ مَدى حُبّي لكِ!/ مُفكّرتي/ كمِ انتشَتْ/ برائحةِ عطرِكِ الفرنسيّ!/ لكنّها/ تحرّقت وهمًا/ في لهيبِ انتظاركِ!/ في زوايا قلبي وحناياهْ/ تتدفّقُ النبضاتُ/ حارقةَ الآهاتِ/ وأنتِ يا سيّدتي/ لعوبٌ/ تترامَحينَ/ في مَدى الغيابِ!
وهنا نكادُ نلمسُ النّفَسَ النزاريَّ (نسبةً لنزار قبّاني)، من حيثُ الأسلوب والمعاني الموحية، بإيقاعِها اللطيفِ المُتّسمِ بعذوبةِ الألفاظ وعبق العاطفةِ المتوهّجة. وهكذا نخلُصُ إلى القول، بأنَّ في شعر نزيه نصرالله تظهر قوّةُ الحياةِ مُتدفّقةُ العاطفة، ونلمسُ ثَباتَ رومانسيّةٍ لافتةٍ ذاتَ جماليّةٍ تعبيريّةٍ، وروْنقٍ تصويريّ، واندفاقٍ في الكلام السّلِسِ اللطيفِ الأنيق، فلا غموضَ أو مداورةَ في المعاني والألفاظ، ولا رمزيّاتٌ معقّدةٌ مُشوّشةٌ، بل إنّنا نجدُ لديه فيضًا نفسيًّا، يتلهّفُ فيه إلى المحبوب بحنانٍ ورِقّةٍ وذوْبِ عاطفةٍ، تجعلُ مِن شاعرنا فنّانًا واعدًا في عالم الشعر الرومانسيّ، تأمُّلًا وبوْحًا في أفق الجَمال وعذوبةِ الحياةِ والطبيعة. فلهُ منّا أصدقُ التحيات وأجمل التهاني بصدور مجموعتِهِ هذه، مقرونةً بأطيب التمنيّاتِ. بالتوفيق والمزيد من الإبداع والعطاء .
مداخلة العريفة عدلة شداد خشيبون عن الفنانة تغريد حبيب: فنّانة تشكيليّةٌ وكاتبة، عضو في إدارة “جمعيّة إبداع لدعم الفنانين والفنّ في الوسط العربي”، اشتركتْ في عدّةِ معارض ومهرجاناتٍ فنّيّةٍ في الرسم والنّحت في البلاد وخارجها، كما أقامتْ معارضَ شخصيّةً لها. في مجالِ الأدب هي عضوٌ في اتّحادِ الكتاب العرب، كتبت العديدَ من القصص القصيرة والشعر الحُرّ، ونشرتْ كتاباتها في الصّحفِ المَحليّةِ المعروفة، أصدرَت “كتاب قصص قصيرة عام 2010″، ورواية “هل الحُبُّ خطيئةٌ يا أبي الكاهن” عام 2012. وفي “حبيبتي للأبد” تلاعبتْ ريشة فنّانة نسّقت الألوانَ، فكانتْ لوحةُ الغلاف، فأدعوها الفنّانة لتُحلّقَ بنا بكلماتها الجميلة في فضاءاتِ “حبيبتي للأبد”، وأتمنّى لها المزيدَ من الإبداع من أعمق الأعماق، على أمل أن نلتقي في مرّة قادمة، وقد أهداك شاعرنا لوحة لغلاف يليقُ بإبداعك، وهذا هو العطاء من أجل الرّقي والعطاء. مداخلة الكاتبة والفنانة تغريد حبيب: أسعد الله مساءَكم بكلّ الخير إخوتي، وأشكركُم على حضوركم المُشرّف لهذه الأمسية، وأرحّبُ بكم فردا فردا مع حفظ الألقاب، مِن أينما حللتم مِن بعيدٍ أو قريب، لنُشاركَ ونباركَ معًا للأخ الزميل والصديق الشاعر نزيه نصرالله، لإصدارِهِ المولود البكر “حبيبتي للأبد”، والذي خرجَ للضّوءِ في سبتمبر 2015، عن دار الوسط اليوم للإعلام والنشر في رام الله، والذي خرجَ كالبرقِ في الأفق، لأجل ما فيهِ من إبداعٍ وتميُّزٍ ورِقيٍّ وإحساس.
لقد كان لي الفخرُ أن تكونَ إحدى لوحاتي المُحبّبةِ على قلبي غلافًا، لكتابٍ يَحتوي كلماتٍ مِن دُرَرٍ، لوحتي بعنوان “الشوقُ للقاء”، والتي لاقت استحسانًا كبيرًا لدى أشخاصٍ كثيرينَ مِن مُحبّي الفنّ، هي عبارةٌ عن لوحةٍ عملاقةٍ رسمْتُها بألوان الزيتِ على الخشب. تتحدّثُ اللوحةُ عن فكرةِ الصّواعدِ والنّوازلِ التي تمنحنا إيّاها الطبيعة، وبفِعل ترسُّباتٍ مائيّةٍ وفعاليّاتٍ كيميائيّةٍ، تبني هذه الأعمدةُ ذاتَها قطرةً قطرةً وببطءٍ وشوقٍ شديد، حتى تلتقي ببعضِها البعض بعناقٍ أبديٍّ. ولو نظرتُم للوحةِ الغلاف، لرأيتم خيوطَ العنكبوتِ التي ترمزُ للزّمنِ، وفي البُعدِ ألوانُ النّارِ الحمراءُ التي ترمزُ للشّوق للقاء. رسمتُ اللوحةَ عامَ 2010، وكانتْ قد لفتَت انتباهَ الشاعرِ نزيه نصرالله، فوْرَ دخولِهِ إلى بيتي في زيارته مع عقيلتِهِ المُوقّرة، لاختيار لوحة الغلاف وقال: هذه هي اللوحةُ التي ستكون غلافًا لكتابي. لم يُدهِشْني اختيارَهُ المُوفّقُ السّريعُ، أقولُ: لم يُفاجئْني، لأنّ الشاعرَ نزيه نصر الله لم يعشق الشعرَ والقلمَ فقط، بل هو عاشقٌ للريشة والألوان أيضًا منذُ نعومةِ أظفارِهِ، ويَمتلكُ العديدَ مِن الأعمالِ الفنّيّةِ رفيعةَ المستوى، التي كَتبَ مِن خلالِ ظِلالِها وألوانِها أبعادًا شِعريّةً، تمامًا، كما جسّدَ لنا لوحاتٍ باشعارهِ وكلماتِهِ، وقد اطّلعتُ شخصيًّا وعن قربٍ على لوحاتِهِ الفنّيّة، والتي توحي لنا بشخصيّةٍ رومانسيّةٍ ذاتِ إحساسٍ عالٍ، إذ اهتمّ بألوانٍ هادئةٍ، تعكسُ لنا شخصيّةً هادئةً مسالمةً خجولةً ومتواضعة.
أعزائي، إنّ الإبداعَ هو أن تُقدّمَ ما هو جديدٌ غيرُ مألوفٍ، وما يَرفعُ بمستوى الإبداع إلى ما هو أرقى، مِن شعرٍ وأدبٍ وعِلمٍ وفنّ إلخ..، وإنّي أرى بكتاب “حبيبتي للأبد” ما يُميّزُهُ بأفكارٍ إبداعيّة، فالعنوانُ يدلُّ على شخصيّةِ الشّاعر الشرقيّةِ الأصيلةِ الرومانسيّة، التي إذا أحبّت تُحبُّ بصِدقٍ، وتُؤمنُ بأنّ الحبَّ لواحدٍ حبٌّ حتى العبادة لا يموتُ، حتّى وإن ماتَ الجسدُ، فيقولُ في قصيدتِهِ “مزاميري رهنُ ولادةٍ” ص9: قصائدي لكِ تُصَلَّى/ ولا تُتلى/ فأينَها مسبحتُكِ/ وأينَهُ مِحرابُكِ السّرّيّ؟/ أيّتها الرّاهبةُ/ الزّاهدةُ/ المُتنسِّكةُ/ في ديرِكِ المَنسيِّ/ صلِّي/ جَدِّدي عهدي/ (الخ–) أنا الّذي/ جنّحتُ السّلاحفَ/ لتطيرَ إليكِ/ ودُونَ كللٍ/ تعبُرُ المحيطَ/ لتَعْبُدَكِ.
وفي قصيدةٍ أخرى يُؤكّدُ إخلاصَهُ للمحبوبةِ الأبديّة فيقولُ ص61: في خيمةِ اعتصامي/ تلهثُ طوابيرُ الذّكرياتِ/ عابرةً/ ربوعَ اشتياقي/ وحدودَ أزماني/ لا هي ترحمُ/ ولا أنا أنساكِ. ما أروعَ هذا الأسلوبَ وهذه الطريقةَ في بثِّ الكلمات، كلماتٍ تُكتَبُ على سُلّمٍ موسيقيٍّ راقٍ، بأسلوبٍ سَلِسٍ مُفعَمٍ بالإحساسِ، فلا تَحُدُّهُ القافيةُ، ولا تسجنُهُ التقاليد. وفي قصيدةِ “عِطرُكِ يُوقِظُ الأمواتَ”، رَفعَ مِن شأنِ المحبوبةِ وجعلها مليكةً، فقال ص61: وعطرُكِ/ يُوقظُ الأمواتَ/ مذ صارتْ باريسُ/ لكِ تركعْ/ ولأنفاسِ عطرِكِ/ تيجانَها تخلَعْ!
رفعَ الشاعرُ نزيه مِن مكانةِ المَحبوبةِ التي يَراها، وثار بجرأةٍ وبأسلوبٍ لبقٍ جذابٍ على القول: إنّها عارٌ أو نصفُ إنسان، وأستشهدُ ببعضِ أبياتٍ لقصيدتِهِ “أُزنْزِنُها وأُدَوْزنُها على مزاجي”: أُزَنْزِنُها .. وأُحَرِّرُها/ مُذ أسْقطوها/ مِن كُتِب الكَمالِ/ مُذ شرّبوها/ وصمةَ العارِ/ وصدى النّصْفِ المُكَمِّلِ/ لكلِّ ما لا يكتملُ/ وَحدَها تذوبُ/ في محلولِ النِّصْفِ؛/ نِصْفِ عقلٍ!/ نِصْفِ دِينٍ!/ نِصْفِ إنسانٍ!/ ونِصفِ مُجتمَعٍ مَريضٍ/ بشهوةِ الاستعلاءِ/ بعقدةِ الهيمنةِ/ بداءِ الفحولةِ/ والذُّكورةِ!/ هيّا اكْسِري الأطواقَ/ وثوري!/ هيّا ارْفُضي السّجّانَ/ واهْدِمي الزّنزانة!
إنّهُ يَحُثُّ المرأةَ على نفضِ غبارِ التقاليدِ الباليةِ وسُجونِ قضبانِها وكلامِ الناس، ويكتفي الشاعرُ بإنهاءِ كتابِهِ بقصيدةٍ تُؤكّدُ العنوانَ “حبيبتي للأبد”، كأنّهُ ومشن بَعدِ بعادِها، ستبقى حبيبتَهُ الأبديّةَ التي ما زالَ يَراها تُناغي النوارسَ، وما زالتْ في مرايا قصائدِهِ، فيقولُ ص70: حبيبتي/ تُناغي النّوارسَ/ وحِبْري السّرّيّ/ فتُشرِقُ/ في مَرايا قصائدي/ كلّما جنّ الهوى! وأنا كغريبٍ/ أَغْرُبُ في سطورِها/ حتى الرمق الأخير!
يُذكّرُني هذا الإخلاصُ في الحبِّ حتى العبادة بقصيدةٍ كتبتُها قبلَ أعوام، مع أنّي لا أعتبرُ نفسي شاعرة، قلتُ فيها: عندَ عرشِ الحُبِّ تسجدُ القلوبُ، فيضيئُها بنورٍ ونارٍ، تعبدُهُ النفوسُ وتُمجّدُهُ، فعبيدُ الحُبِّ أحرار. للشاعر الفنان نزيه نصرالله أوجّهُ تبريكاتي، وأشاركُهُ فرحتَهُ، متمنّيةً لهُ النّجاحَ الأكبرَ.
مداخلة العريفة عدلة شداد خشيبون عن خلود فوراني سرية: دومًا أراها منهمكة هنا وهناك، كفراشةٍ تتنقلُ من كتاب لكتاب، وهي عضوٌ فعّالٌ في نادي حيفا الثّقافي ونادي القرّاء، حاصلة على لقب أوّل في علم الآثار واللغة الفرنسيّة وآدابها، وتعمل اليوم مُركّزة مشروع ضمان حقوق السّكن للمجتمع العربيّ في حيفا. عندها مادّة غنيّة تستحقّ أن تُجمع في كتاب، أتمنى لخلودنا الجميلة أن تعملَ على تخليد كتاباتها.
مداخلة خلود فوراني سرية: طابت أوقاتكم بالخير والشعر والثقافةً. على ذِكر الثقافةِ، والشيءُ بالشيءِ يُذكَرُ، اسمحوا لي بدءًا أن أتطرّقَ للمقابلة التلفزيونيّة على قناة “مساواة الفضائيّة” في السادس من الشهر الجاري، مع المُحرّكِ الرئيس للحراك الثقافيّ، وسبب وجودنا هنا تحت قبة هذا الصرح الجميل بكم، أخي وزميلي المحامي فؤاد نقارة بصِفتِهِ رئيس نادي حيفا الثقافي، فأطلعنا من هناك على مشاريعَ ثقافيّةٍ على أجندة النادي الثقافي، حريّ بنا أن نكون جزءًا منها: *إصدار مجلة سنويّة عن نشاطاتِ النادي.
*إصدار أربعة مجلّدات للشاعرة الكاتبة آمال عوّاد رضوان، حولَ المشهدِ الثقافيّ في الداخل، عن أدباء خلال السنوات العشر الأخيرة، إذ توثّق الأمسياتِ الثقافيّةَ بحذافيرها. *ما يُسمّى “اكتتاب” لإصدار كتب، أي أن يَستثمرَ الواحدُ فينا ثلاثين شاقلًا شهريًّا ويحصلُ على كتاب، فتكونُ إمكانيّةُ إصدارِ كتبٍ، ومساعدة على النشر بين الأدباء.
أقتبسُ قوْلَ الأستاذ نقارة، ليأخذني إلى المحتفى بهِ نصرالله:” مُبدِعونا هم الوجهُ الحضاريُّ لنا، فمِن واجبنا الأخذ بيدِهم وتشجيعِهم ولو معنويّا، وتقديم النصح والنقد البنّاء لهم، فنساعدُهم في الانكشافِ على التجربةِ واستخلاصِ العِبر”. ليسَ مفهومًا ضِمنًا تعبُكَ وحِرصُكَ على إبقاءِ الشّعلةِ مُتوهّجة، رغمَ أنّ الطريقَ ليستْ مفروشةً بالرّياحين، فمنكَ الجُهدُ ومِن عندِ الله التوفيق، فكثّر اللهُ من أمثالِكَ، فبأمثالِكَ تُزهرُ الورودُ وتُصانُ. أعترفُ بخطيئةِ “القراءة”، ويا لروعة خطيئتي! القراءةُ التي فتحتْ لي الأبوابَ لأكتبَ، فأعبّرُ لأنهلَ الثقافةَ فأحيا. في إحدى الأمسياتِ الثقافيّةِ التي باتت جزءًا لا يتجزّأ من أجندتي، وقعَ نظري على كتابٍ يُزيّنُهُ عنوانٌ لافتٌ موضوع على طاولة المشاركين، لم أكدْ أتوجّهُ للسؤالِ عن مصدر هذا الكتاب، وإذا بصاحبهِ يَتقدّمُ ويُهديني نسخةً، (كأنّهُ قرأني) المُهمّ أنّني أشبعتُ فضولي باقتنائِهِ، وأخذني إلى مكانٍ آخرَ بقرائتِهِ!
It took me to other zone، لقد عشتُ مع “حبيبتي للأبد” ومع الإهداء سويعاتٍ قليلة، فوجدتُ نفسي أمامَ دنيا كبيرةٍ تزخرُ بفيضٍ مِنَ المشاعر، ووجدتُ عروقَ القصائدِ تنبضُ بالعاطفةِ الجيّاشةِ، وتخرجُ مِن القلبِ للقلب مباشرةً دونما استئذان، شعرٌ زاخرٌ بمفرداتٍ عذبةٍ دغدغتْ ذائقتي الشعريّة. جاءَ في تراثِ الأمثالِ أنّ أوّلَ الغيثِ قطرٌ وينهمرُ، ولم يَشأ نزيه نصرالله منذ الإبداعِ الأوّلِ إلّا أن يَقفزَ عن القطرِ ويتخطّاه، فيغدو طوفانًا. ويسألُ السائلُ كيف؟ جعبةُ نزيه طافحةٌ بالكتاباتِ الشعريّةِ، تُبشّرُنا بإصداريْن جديديْن له قيدُ اللّحاقِ بسابقِهما، وفي مطلع مُعلقتهِ قالَ عنترة بن شداد: هل غادرَ الشعراء من مِتردِّمٍ/ أم هل عرفت الدار بعدَ توَهُّمِ؟ فجاء باعثُ الشعر العربيّ في العصر الحديث “محمود سامي البارودي”، ونقضَ قصيدة عنترة بأخرى بتغييرٍ بسيط: كم غادر الشعراء مِن متردّمٍ/ ولرُبَّ تالٍ بذ شأو مقدم. أختصرُ الكلامَ فأقولُ: إنّ البارودي يرى أنّ الإبداعَ غيرُ مُقتصِرٍ على الأوائل كما يراه عنترة، فلربّما جاء الأخيرُ زمانَهُ بما لم تستطعْهُ الأوائل، فعظمَةُ اللغة تُغيّرُ معنى صدر البيت تمامًا، بمجرّدِ استبدالِ أداة الاستفهام بغيرها.
ما علاقة نزيه بكلام عنترة والبارودي؟ يتّفقُ بعضُنا وإن لم يكن غالبيّتُنا، أنّنا غدوْنا في عصر اللامعقول بالنسبةِ للقصيدةِ النثريّة، وكأنّ أدونيس ونازك وغيرهم من شعراء الحداثة “جَنَوْا” على تلك القصيدة، بفتح السّاحاتِ الأدبيّةِ “للانفلات الشعريّ”، فتسلّلَ العديدُ مِن الأقلام إلى المشهد الشعريّ، واختلط حابلُ الشعراء بنابل الهاوين الشويعرين، الذين توهّموا أنّهم شعراء، وكأني بشاعرنا محمود درويش إذ قال: “قصائدنا بلا لون/ بلا طعم/ بلا صوت/ فإنْ لم يفهم البُسَطاءُ مَعانيها، فأوْلى بنا أن نُذرّيها ونخلد نحن للصمت”.
شعرُ نزيه يقفُ على الشاطئِ الآخرِ من البحر الشعريّ. في كتاباتِهِ يُميطُ اللثامَ عن مشاعرِهِ الصادقة، وتحفلُ أبجديّتُهُ ببساطتِها، فيقفُ بعيدًا عن الغموضِ والإبهام والتعقيدِ والانغلاق، وعن الدّجلِ الشعريّ الذي أصبحَ على أشدّه! وأخيرًا.. لنا أن نفخرَ بهِ ونأخذ بيده، وأن نفتحَ الشّرفاتِ أمامَهُ. اُنظمْ يا نزيه بنات خواطركَ شِعرًا واكتبْ، ولأنّني عاجزةٌ عن أن أختم كلمتي دون استحضارِ شاعرنا الدمشقيّ الكبير نزار قباني، فعنه أقول: “أكتبُ يا حبيبي.. إذًا أنا موجود/ أعشقُ يا حبيبي.. فأستردُّ الزمنَ المفقود”!
مداخلة نزيه نصرالله: الحضور الكريم والأدباء النقاد أعتزّ بكم وبحضوركم. أشكرُ المجلسَ المِليَّ الأرثوذكسي ونادي حيفا الثقافي بإدارة الاستاذ المحامي السيّد فؤاد نقارة وزوجته، لإتاحة هذه الفرصة القيّمة، كي أقفَ معكم وبينكم. أحيّيهُما لمجهودِهما وتفانيهما في خدمة أهلنا وشعبنا وأدبنا.
أتوجّه بشكري العميق وخالص امتناني للشاعرة القديرة المتألقة مَحلّيًّا وعالميًّا آمال عوّاد رضوان، والتي لولا فضلها ورعايتها واهتمامها بقدراتي الشعريّة، ما كنتُ أقفُ هنا الآن وأقول كلمتي هذه، فهي التي دعمتني وأخذت بيميني وعلى عاتقها إصدار ديواني للنور، وهو باكورتي الشعريّة “حبيبتي للأبد” بالشّكل والصورة والجوهر. أشكرُها لمراجعتها النصوص تدقيقا لغويًّا ونحويًّا، ومرافقتها لولادتِهِ من البداية حتى استلامه، فكلَ الشكرِ لكِ الشاعرة آمال عوّاد رضوان.
جزيلُ شكري وعرفاني من صميم القلب للدكتور منير توما، وهو المُبَدّى الغنيّ عن التعريف، المتكلّم الفذّ، الناقد المُتمرّس والقاموس المتنقِّل، كانَ لمداخلتِهِ النقديّةِ القِيمةَ الأكبرَ في هذه الأمسية، فتشرّفتُ بكَ أستاذي المحترم وأنت حلمُ كلِّ أديب وشاعرٍ يَقف هنا. وأشكرُ الفنّانةَ التشكيليّة والإنسانة الخلوقة تغريد حبيب، فمِن ثمرات فنّها التتشكيليّ تَناغمَ الشعرُ مع الرسم، فلوحة الغلافِ مع العنوانِ سيمفونيّة موسيقيّة وﻻ أجمل، ومداخلتُها الرائعة أضفتْ على الأمسيةِ مِسكًا وعنبرًا، فالكاتبة تغريد حبيب قديرةٌ أنيقةُ الأسلوب والمعاني.
تحيّاتي للكاتبة والقارئة خلود فوراني سريّة؛ اللبقة صاحبة الذوق الأدبيّ والشعريّ المميّز في هذه الأمسية الاحتفاليّة، كان لمداخلتِها الوقع الحسن والمُستحبّ، وهي عطر هذه الأمسية.
عريفة الحفل عدلة شدّاد خشيبون؛ الكاتبة اأنيقة كلمةً ومعنى وأسلوبًا، والمتكلمةُ اللبقةُ صاحبة الضمير النابض، (عنوان كتابها الشيق نبضات ضمير)، صاحبة قدراتٍ تعبيريّةٍ تأخذك بسِحرها لمكانٍ بعيد، ولشفافيّةٍ وإحساسٍ غريبيْن.
أشكر من القلب زوجتي العزيزة وعائلتي والحضور الكريم، فقد كنتم نبضَ أمسيتي!