اقيم يوم الجمعة الفائت 2016/11/06 في نادي السوق البلدي القديم في الناصرة المهرجان الاختتامي لمشروع عُدنا لتصور العوده للقرى والمدن المهجرة ، احتفاءً بانجاز المشاريع النهائية للمجموعات .بحيث شاركت ثمانية مجموعات شبابية بعرض انجازاتها ونشاطاتها خلال السنة الفائتة ، تخللت الامسية فقرات فنية مختلفة وعرض تفصيلي لعمل المجموعات . حضر الأمسية جمهور غفير من مهجري القرى المشاركة في المشروع شبابًا ومسنين شهدوا نكبتها وتهجير أهلها .
وقد جاءت هذه الأمسية لعرض مشاريع تصوّر العودة إلى ثمانية قرى هُجّر أهلها خلال النكبة عام 1948، هي إقرث، صفورية، اللجون، معلول،ميعار، البروة ،الغابسية ،ومجدل – عسقلان. عملت على التخطيط لها وإنجازها المجموعات الشبابية من الجيل الثالث والرابع للنكبة تنتمي لعائلات هجرت من هذه القرى.
عن انجازات ونشاطات عُدنا لهذه السنه قالت مركزة المشروع من جمعية الشباب العرب بلدنا جمانة أشقر : “مشروع عُدنا رسّخ حق العودة في ذهون المرشدين والمشاركين كواقع عيني سيتحقق ويُمارس بعيداً عن كونه حلماً او حقا نطالب به بالشعارات والهتافات ، بل خلق خطط عمليه واضحه عن تصورنا لشكل العودة بكامل تفاصيلها، ووضع نصب اعيُننا اسئلة واجابات مركزية يجب ان تُناقش جيداً في هذا السياق”.
شملت الأمسية فقرات فنية وثقافية متنوعة، إذ قدمت الفنانه لينا منصور والعازفة رقية عابد مجموعة من الأغاني حول الوطن وحق العودة، افتتحتها بالنشيد الوطني الفلسطيني وأتممت بأغاني كتبها لاجئون فلسطينيون في مخيمات الشتات ، وسط تفاعل كبير من الجمهور.
وقدمت فرقة الدبكة “كحايل” من قرية الرينه عرض فلكلوري يحاكي التراث القديم على انغام اغاني شعبية فلسطينية .
وعن المشروع واللقاء الختامي، قالت سمر عزايزة مركزة المشاريع من المؤسسة العربية لحقوق الإنسان: نحن كمؤسسة لحقوق الإنسان نرى أن مشروع تصور العودة هو ممارسة لحق العودة ، كما أنه وسيلة للتعبير عن إرادة الشعب الفلسطيني للرجوع إلى قراه المهجرة، بالإضافة إلى أنه عبارة عن نافذة أمل لكل لاجئ في كل أماكن تواجده. لهذا نرى أهمية كبيرة لصب طاقات شبابنا بمشروع العودة. وإعطاء هذه الشباب الأدوات والوسائل لقيادة زمام الأمور وترسيخ مفهوم الأرض والهوية لتطبيقها لمشاريع واقعية.“
البروة
وعلى التوالي، عرضت المجموعات الثمانية المشاريع التي أنجزتها، مصورةً من خلالها العودة ومفهومها؛ فعرضت مجموعة البروة بارشاد اسرار كيال انجازها لهذه السنة، وهو عبارة عن مُجسم قام بتصميمه المعماري أنس اشقر، صُمِم المُجسّم بالاستناد على خارطة القرية بحيث تم الحفاظ على هيئة القرية باضافة لمسة عصرية تواكب الجيل الثالث للنكبة وعصره الحالي حفاظا على الموروث بالاضافة الى توثيق شهادات مهجري القرية والقيام بعدة جولات للقرية وورشات تثقيفية خلال السنه.
اللجون
أما مجموعة قرية اللجون فقد عرض مشروعها عمر سمير محاميد مرشد المجموعة بحيث عملوا على إنتاج فيلم وثائقي عن القرية مدته 20 دقيقة يوثق زيارات مهجرو اللجون للقرية ومسيرات ومسابقات الخيل والمهرجانات التي اقيمت خلال العامان المنصرمان بالاضافة لتوثيق شهادات مهجري القرية مشددين على اهمية الوعي لقصة التهجير لهذه القرية، وتوثيق ما حصل ابان النكبة لرسم العودة بشكل واعي ، يُذكر انا المجموعة ستعرض كامل نشاطاتها وانجازاتها في امسية قريبة ستقام بمدينة ام الفحم.
صفورية
بعد ذلك قدمت نرمين موعد، مشرفة مجموعة صفورية، بعرض مشروع مجموعتها والذي يتضمن توثيقا لروايات شفوية ومقابلات مع أناس من قرية صفورية المهجرة من مختلف الأجيال، بالاضافة الى انتاج اغنية “صفورية” غناء وتلحين الفنان علاء عزام الذي قام بإهدائها للمشروع، من كلمات الفنان خير فوده ،وتم تسجيل الأغنية باستوديوهات sound of heaven- نقولا فرهود. والفيديو تصوير وسيم مراد، وإخراج شادي حبيب الله.
معلول
أما مجموعة معلول، والتي أشرفت عليها روزين عودة، فقد عرضت مشروعها الختامي لهذه السنه والذي ينقسم إلى محورين، الأول؛ اجتماعي، تخلل زيارات للمهجرين بشكل أسبوعي، وتم من خلال هذه الزيارات توثيق شهاداتهم، حول النكبة، والمحور الثاني، تنظيم لقاءات اجتماعية في كنيسة معلول، والتي تشمل الأجداد والأحفاد.
وسوف يتم العمل على بناء خريطة هيكلية للقرية عند استكمال المشروع، في الأشهر القريبة.
الغابسية
عرضت مجموعة الغابسية بارشاد يوسف ابو بكر فيلم تصويري ثلاثي الابعاد قام بتصميمه المهندسان المعماريان امير خطيب واوليفر شلبي يستند على الخارطة الهيكلية للقرية ، بحيث تم الحفاظ على جميع معالم القرية وهيكليتها من باب الحفاظ على الموروث وعلى ذكرى تهجير القرية بحيث تمت احاطة البيوت المهدومة على محيط المسجد بمبنى من زجاج لتخليد ذكرى تهجير القرية وروايتها وعدم محو تفاصيل ماضيها، وبالمقابل قاموا باضافة لمسة عصرية تشمل مباني ثقافية وبيوت جديدة ، مدارس ومنتزهات.
ميعار
قامت مجموعة ميعار بارشاد مجد شحادة بعرض فلم يوثق امسية رمضانية كانوا قد اقاموها في شهر رمضان المنصرم بمشاركة اهالي القرية من الجيل الاول حتى الرابع للنكبة، اذ أن قرية ميعار سقطت بشهر رمضان وتم قصفها واحتلالها في ساعة الأذان بعام النكبة، لذلك نظمت المجموعة إفطاراً رمضانياً تلاه امسية ثقافية عرضوا من خلالها نشاطاتهم خلال السنه ، وفلم يعرض قصة النكبة والتهجير ، وعرض دبكة شعبية.
اقرث –
قام امير طعمة مرشد مجموعة اقرث ، بالتشديد على ان العودة هي ممارسة ، واستمرارية ورباط , بحيث عرض انجازات المجموعة خلال السنه التي تقسمت لعدة فعاليات ونشاطات استمرت على مدار اشهر ،فقد قامت المجموعة بتقعيل نادي ثقافي اقام شهريا نشاطات مختلفة ، منها حلقات تدريسيه وتثقيفيه ، امسيات فنيه ، عرض افلام ، زيارات واستقبال زوار ونشاطات اخرى مستمرة حتى اللحظه.
مجدل – عسقلان
اما عن مجدل – عسقلان قامت فداء شحادة بعرض فلم يوثق انجازات المجموعة خلال السنة وتحديدا النشاط الاختتامي الذي كان عبارة عن جولة في المجدل وشرح عن معالمها وقصة تهجيرها وامخططات العنصرية المختلفة التي تحاول تشويه حقيقة التهجير ، وقد شارك في الجولة مهجرو المجدل المتواجدين الان في غزة عبر محادثة سكايب .
يذكر انا المجموعة تعمل الان على تحضير خارطة هيكلية مستقبلية للقرية تستند على الخارطة القديمه.
هذا وتكللت الامسية بالختام بعرض الفلم النهائي للمشروع “ثلاث باقات عائدة” من اخراج فراس خوري ، يروي رؤية المشاركين بالمشروع لعودتهم ل3 قرى، هي اقرث ، مجدل عسقلان وميعار.
قام بمَنتَجَة الفلم سري بشارات رافقه بالتصوير مهند متولي ورمزي حزبون ، مهندس الصوت، قيس متولي ومساعد التصوير احمد شريف.
يذكر ان مشروع عدنا هو مشروع شبابي ، يقام للسنة الثانية على التوالي ، بحيث يتم العمل مع مجموعات شبابية من قرى مهجرة متنوعة ، تصيغ رؤيتها للعودة بشكل عملي ، يسعى لتقريب رؤية العودة لارض الواثع بخطط عملية واضحة.
نُفذ المشروع بشراكة كل من جمعية الشباب العرب بلدنا ، المؤسسة العربية لحقوق الانسان ، جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين وذاكرات – زوخروت“، وبتمويل من صندوق “هيكس إيبير” .
عملت المجموعات خلال السنه على ايجاد حلول واجابات لكيفية تحقيق العودة ، والبحث في ماهيتها ، مفهومها وكيفية التخطيط لها ، والخوض بتفاصيل العقبات التي يمكن ان تواجهها عن التخطيط ، وكيفية تجاوزها.
مرت المجموعات خلال السنة عدة ورشات تثقيفية ومحطات عمل وجولات تعليمية اقيمت في طبرية ومعلول عن النكبة والتهجير من قبل مدربين مختصين.
ٌ ُ