*ننصح بقراءة مؤلفات د . أميل توما*
هذا السؤال يجب أن يُطرح بحدة بعد تخريف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خاصة أن هناك حقائق كثيرة مغيبة عن الجمهور، وأن الحقائق تُزيف للتحريض على شعبنا الفلسطيني، الأمر الذي قد يدفع البسطاء إلى تصديق الأكاذيب التي تنشر والتي قد يأخذ بها المهوّسون على محمل الجد ويقوموا بالاعتداء على العرب. وهنا يطرح السؤال الأخر وهو: أين هي مسؤولية من يقف على رأس الهرم السياسي في إسرائيل، وهل السيد بيبي هو رئيس وزراء يرى أبعاد تفوهاته ويتحلى بالمسؤولية، أم أنه مجرد رئيس عصابة؟ خاصة وأنه قام بإعفاء “هتلر” من الجرائم التي ارتكبها بحق اليهود وحاول أن يلصقها بمفتي القدس الحاج أمين الحسيني، هكذا بكل بساطة، وهنا نريد أن نعود إلى سؤالنا الجوهري: من الذي تعاون مع النازية؟
قد لا يسمح الأفق القانوني في هذه الدولة للحديث بصراحة مطلقة خاصة وأن هناك حساسية في التطرق إلى مثل هذا الأمر ولكن يجب أن توضع النقاط على الحروف، أقول إن الحركة الصهيونية هي من تعاملت مع النازية وقد اتهم “أبراهام كستنر” من زعماء ” المباي” لاحقًا بالتغاضي عن قيام هتلر بقتل يهود هنغاريا من أجل دفعهم إلى الهجرة إلى أرض فلسطين، ولنفس الهدف قامت الحركة الصهيونية بنسف كنيس “مسعود شمطوف” اليهودي في العراق، على المصلين بعد أن رفضوا الهجرة إلى فلسطين، حيث كان وضعهم الاقتصادي يفوق وضع الكثير من أبناء العراق. خطط لا تخطر على بال الشيطان، ممارسات أكثر من فاشية ارتكبتها الحركة الصهيونية بحق اليهود أنفسهم، ناهيك عن الجرائم التي ارتكبت بحق أصحاب الأرض هنا، ومنها أيضا إلقاء أطفال يهود قادمين من اليمن في البحر بالقرب من “الطنطورة” ومنها أيضا قصف باص يتواجد فيه أطفال يهود من أجل اتهام الأردن كي يواصلوا المعركة ويحتلوا مناطق أخرى، وهذا غيض من فيض، وقد اتهموا بعضهم البعض في ممارسة النازية وها هو بن غوريون يقول عن “مناحيم بيغن”: “إن مناحيم بيغن شخصية هتلرية من جميع الوجوه وان كان بيغن يكره هتلر ولكن الكراهية لا تعني انه يختلف عنه”. وذلك بعد أن حاول الأخير الاستيلاء على السلطة بالقوة بعد أن نسف فندق “الملك داود” هذا اقتباس من خطاب أرسله بن غوريون إلى حاييم غوري في 1963 – 5 – 15 واقتبسه المؤرخ “بار زوهر” في كتابه ” بن غوريون” – المجلد الثالث.
ولاحقًا وصف البروفيسور يشعياهو ليبوفيتش ممارسات إسرائيل والموبقات التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني بالنازية وذلك من خلال شاشات القنوات الإسرائيلية المختلفة، هذه الممارسات التي طالت استعمال الأسلحة المحرمة دوليًا ضد الشعب الفلسطيني وهدم المساجد والمستشفيات والمدارس والملاجئ على من فيها من النساء والأطفال والشيوخ، والتحرش بالأهالي في الأراضي المحتلة كل فترة من أجل القضاء على الشباب، الجيل المرشح للمقاومة. لن نطيل في استحضار الواقع لان هناك أبحاثًا تاريخية تشير إلى الحقائق، ومنها مؤلفات طيب الذكر الدكتور إميل توما الذي لم يترك شاردة أو واردة إلا وتطرق إليها، ننصح بقراءة مؤلفات هذا المؤرخ العظيم.