جاءنا من النّاطق الرّسميّ لاتّحاد “الكرمل” للأدباء الفلسطينيّين الشّاعر علي هيبي البيان الثالي بخصوص الحكم السياسِيّ الصادر عن المحكمة العليا، والّذي يستنكر فيه الاتّحاد ويدين بشدّة قرار الحكم السّياسيّ الجائر بحقّ الأمين العامّ للاتّحاد المحامي سعيد نفّاع، وهو لا يختلف عن الحكم الذي أصدرته المحكمة المركزيّة في العام الفائت، وقد ردّت المحكمة العليا التماس مركز “عدالة” ورفضت الاستئناف. إنّ هذا الحكم الجائر الجديد لا يؤثّر إطلاقًا على موقفنا من قضيّة التّواصل مع شعوبنا العربيّة، ولن يثنينا عن التواصل مع أهلنا وشعوبنا في كلّ الأوطان العربيّة والالتقاء معهم في أيّة مناسبة أو حدث للتباحث معهم حول سائر القضايا التي تهمّنا، ومن حقّ سعيد نفّاع وحقّ وفد المشايخ الدّروز أن يزوروا إخوانهم في سوريا وغيرها، كما هو من حقّ أيّ مواطن عربيّ في هذه البلاد.
ونعيد كي يكون من الواضح في هذا الشّأن أنّ كلّ القوانين أو الأحكام الجائرة لن تثنينا عن التّواصل الدّائم مع أبناء أمّتنا في كلّ الأقطار العربيّة عندما تكون ثمّة حاجّة لهذا التّواصل، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذا الحكم بالسّجن الفعليّ لمدّة عام بحقّ سعيد نفّاع، وهو عضو كنيست سابق يعتبر سابقة قضائيّة خطيرة لها انعكاساتها السلبيّة على نزاهة القضاء وعلى مبدأ الفصل بين السّلطات، حيث يشتمّ بل ويلمس من القرار رائحة الانتقام السّياسيّ، وهو في الوقت نفسه يظهر انجرار القضاء وراء التّوجّه اليمينيّ للحكومة.
لقد خلا القرار من أيّة تهمة أمنيّة، ولذا فقرار الحكم سياسيّ من الدّرجة الأولى، ممّا يشير إلى أنّ القضاء الإسرائيليّ فقد النزاهة التي تبنى على الوقائع الملموسة والموضوعيّة الإنسانيّة، وهو الآن إذ يعيد الحكم نفسه على سعيد نفّاع، ومن أعلى هيئة قضائيّة، هو في هذا الآن ذاته يحكم على نفسه باللانزاهة واللااستقلال، ليتحوّل إلى أداة حكم لا تختلف عن سلطة الحكومة وتوجّهها اليمينيّ العنصريّ المعادي للعرب، ولتتحوّل السلطة القضائيّة من كونها مستقلّة إلي كونها أداة تصادق على ما تسنّه السلطة التشريعيّة وما تنفّذه السلطة التنفيذيّة من سياسات عنصريّة ضدّ مواطنيها العرب، تلك السياسات المبنيّة على الكراهية والحقد العنصريّ والتي تتشكّل على شكل إلغاء وإقصاء وهدم بيوت وتخريب معابد ومقدّسات ومصادرة أراضٍ وحقوق أساسيّة، وعلى رأسها الحقّ في التواصل مع أهلنا وشعوبنا العربيّة.
إنّ مشروع التّواصل مشروع وطنيّ وقوميّ من الدّرجة الأولى، ولن نتنازل عنه مهما قدّمنا من تضحيات ومهما تعرّضنا من أحكام تعسفيّة، ولن تثنينا هذه الأحكام الجائرة حتّى لو صدرت من المحكمة العليا عن هذا المشروع الوطنيّ، لأنّه لا قوّة في العالم تستطيع فصلنا عن محيطنا العربيّ في هذا الشّرق الكبير من المحيط إلى الخليج.
نحن مع سعيد نفّاع والتّواصل الدّائم وضدّ الحكم الجائر ونطالب بعدم تنفيذه، لأنّ ما قام به سعيد وغيره حقّ وما صدر بحقّه باطل، وسنكون مع سعيد نفّاع في هذه المعركة إلى أن تنتهي إلى النّهاية الّتي نريد وهي إحقاق الحقّ. وها هو اتّحاد “الكرمل” للأدباء الفلسطينيّين يعرب عن استنكاره الشّديد وإدانته القويّة للقرار، ونعلن أنّنا مع دوام التّواصل وتوسيعه مع سائر أقطارنا العربيّة، ومع كلّ جهة في العالم العربيّ وغير العربيّ ترغب في لقائنا والتّواصل معنا. نريد ذلك، نحبّ ذلك ولو كره الكافرون.