يستضيف متحف ومؤسسة محمود درويش في رام الله، الجمعة القادمة، الفنانة النصراوية هويدا نمر- زعاترة في أمسية فنّية خاصة تقام تحت عنوان “خارطة الغياب” وذلك في قاعة الجليل في حديقة البروة الى جانب ضريح ومتحف الشاعر الراحل.
وكما هو متبع في الفعاليات الفنية والثقافية التي تبادر لها ادارة المتحف والمؤسسة فان الدعوة لأمسية الفنانة هويدا عامة ومفتوحة.
هذا وستخصص هويدا لهذه الامسية أغنية تطلقها للمرة الأولى من كلمات الشاعر الراحل محمود درويش لحّنتها بمشاوكة شقيقها الموسيقي ايهاب نمر، تقدّمها بهذه المناسبة وعلى شرف الذكرى السابعة لرحيل الشاعر الكبير.
يذكر أن هذه هي الأمسية الأولى التي تحييها هويدا في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية منذ عودتها الى الساحة الفنية قبل حوالي السنتين، بعد ان كانت تركتها لظروف استثنائية لما يزيد عن عشر سنوات.
يرافق الفنانة هويدا في امسيتها، شقيقها الفنان إيهاب نمر قائدا للفرقة الموسيقية وعزفا على العود، وعازف البيانو الفنان لؤي ابو سنة، وعازف الچيتار باس الفنان ريمون حداد وعازف الايقاع الفنان نايف سرحان وضيفة الأمسية، ابنتها الفنانة هيا زعاترة.
وكما جاء في البطاقة التعريفية بالفنانة هويدا فهي مغنية فلسطينية من ناصرة الجليل. يتميّز صوتها بدفء طبقته العالية وطابعه الأوبراليّ. حيث بدأت هويدا الغناء منذ الصغر في البرامج المدرسية والمناسبات العائليّة وكان أوّل ظهور جماهيريّ لها على خشبة المسرح في احتفالِ يومِ الطفل العالميّ الذي اعتادت أن تحييَه حركةُ النساء الدّيمقراطيات في أغنية “فلتشرق الشّمس دوما” المترجمة عن الرّوسيّة.
استمرت هويدا في المشاركة بالمهرجانات والمناسبات الوطنيّة والسياسيّة، بدايةً في مدينتها الناصرة ومن ثمّ في أنحاء الوطن مثل حيفا، عكا، شفاعمرو، طمرة، عيلبون وغيرها.
غنّت هويدا الأغنية الوطنيّة الهادفة والأغنية ذات المضمون الإنسانيّ. يتذكّرها جمهورها بشكل خاصّ بأغاني وأناشيد جوقة “الطليعة” التاريخية، مثل نشيد “العودة” و “صلاح” و “هنا ميسلون” و “القرى الثائرة” وغيرها من الاناشيد الثورية والوطنيّة والتي حفظتها عن والدها وعمّتها وردّدتها في مناسبات وطنيّة مختلفة.
قي الثمانينيّات، كانت عضوًا في فرقة الرقص الشعبيّ والحديث (موّال)، وشاركت في عروضها في البلاد والخارج، كراقصة وكمغنّية.
شاركت هويدا في التسعينيّات في عروض الفرقة العربيّة للموسيقى حيث قدّمت الأغاني الرحبانيّة والمحليّة. بعد إنهائها التعليم الجامعيّ وحصولها على اللقب الأوّل في الفيزياء والرياضيّات، عملت لمدّة إحدى عشرة سنة كمدرّسةٍ لموضوع الفيزياء في ثانويّة الجليل في النّاصرة، وفي الوقت ذاته مارست الغناء، شغَفَها الأول، وقامت بدراسة أصول الغناء الكلاسيكيّ الغربيّ. غابت عن السّاحة الفنيّة لأسبابٍ قاهرة وعادت إليها بعمل”حنين النّدى” واسمه منتقى على اسم أغنية من تأليفها وتلحينها.
تغنّي هويدا في “حنين النّدى” أغانيَها الخاصّة وكذلك باقةً من الأغاني العربية الأصيلة الخالدة والعمل فاتحةً لمشروع فنّيّ غنائيّ تخوضه من خلال تجربتها الفنيّةالخاصة.
تؤمن هويدا بأنّه عندما يقوم الفنّان بالتّعبير بصدق عن ذاته فإنّه لا بدَّ أن يصل إلى الآخرين، وكلّما توغّل بالخاصّ فإنه سيلتئم مع العامّ لأنّه بهذا سيمسّ زبدة الروح الإنسانيّة وجوهرها…
هويدا متزوجة من فنّي الأسنان وخبير العلاج المكمّل هائل (جودي) زعاترة وأمّ لثلاثة أولاد هيا، رزق، وعيسى. هيا قدّمت مؤخّرا مشروع تخرّجها النهائي في الهندسة المعماريّة بمعهد الهندسة التطبيقية/التّخنيون وهي تشقّ طريقها ايضا، في الحقل الفنّيّ كعازفة ومغنيّة لأغانيها الخاصّة. أما رزق فأنهى الصف الثّاني عشر ويستعدّ للدراسة الجامعية وعيسى طالب في السنة الأخيرة بالمرحلة الثانوية.