تعرض على خشبة مسرح نفيه يوسف في مدينة حيفا مسرحية “الزرافة ظريفة” المأخوذة عن كتاب للإعلامي والكاتب نادر أبو تامر.
تقدم المسرحية الفنانة ايلانة ستولر ابتداء من الساعة الخامسة والنصف.
يشار إلى أن قصة الزرافة ظريفة هي احدى القصص التي لاقت نجاحا كبيرا وقد عرضت على المسارح عدة مرات ضمن مشاريع تربوية تتناول موضوع قبول الآخر والمغاير.
وقد تم بيع القصة بأكثر من 40 الف نسخة لطلاب المجتمع العربي الذين احبوا الزرافة وطيبتها وقلبها الكبير واستعدادها للعطاء بأنها قادرة على أن تكون بطلة أكثر من أصحاب الاعناق الطويلة.
فيرحب بها رفاقها بعد ان تساعدهم وتصبح جزءا لا يتجزأ من مجتمع الزرافات المحيط بها.
وقد وجد المربون في هذه القصة نموذجا هاما للغاية واعتبروه احدى الوسائل الهامة لتعليم قبول الغير واحترام المختلف والعمل بالتعددية التي تعتمد على احترام الآخر وقبوله على طبيعته والحكم عليه ليس بناء على شكله أو اصله وإنما من خلال سلوكياته مع الآخرين ومدى تقديره واحترامه لهم.
تحدث قصة الزرافة ظريفة عن زرافة غريبة بعض الشيء عن زملائها وزميلاتها من الناحية الظاهرية، حيث وُلدت هذه الزرافة، كما يحدثنا الكاتب منذ البداية، بعنق قصير. وبالتالي فقد كانت الزرافة صاحبة العنق القصير مختلفة عن صديقاتها وأصدقائها، ومغايرة عن زميلاتها اللواتي يمتلكن عنقا طويلا. وهكذا فإن الزرافات “العاديات” يرفضن اللعب مع هذه الزرافة المختلفة، فتشعر ظريفة بالحزن الشديد ولا تكف عن محاولات الانخراط والاندماج مع باقي الزرافات، لكن دون جدوى. إلى أن يشتد الحر اللافح في أحد أيام الصيف القائظة، وتنقطع المياه وتشعر الزرافات الأخريات بالعطش الشديد. ولم يكن مفر أمام الزرافات إلا البحث عن الماء في مكان آخر، فتبدأ عملية البحث بدون إشراك الزرافة القصيرة.
وتنجح الزرافات في العثور على نبع للماء وهو ما سوف ينقذهن من العطش الشديد، وربما من الموت أيضا. لكن الزرافات لا يستطعن الوصول إلى الماء لأنه يوجد قبل النبع نفق ضيق لا تستطيع الزرافات دخوله بسبب أعناقهن الطويلة.
لكن، ما أن تسمع الزرافة ظريفة الخبر حتى تسارع إلى النفق وتدخل منه إلى الماء وتعبئ الدلاء وتأتي بها إلى صديقاتها وتعطيهن ليشربن، حتى قبل أن تشرب هي نفسها من الماء اللذيذ. وعندما ترى الزرافات كيف تصرفت ظريفة لإنقاذهن يعرفن أنهن أخطأن ويعاودن اللعب معها ويقبلنها في مجتمعهن.
وهكذا فإن كتاب الزرافة ظريفة المعد للأطفال يتناول موضوع التعامل مع الآخر من خلال الزرافة ظريفة ويقول لنا الكاتب نادر أبو تامر إن جميع الزرافات ذوات العنق الطويل وذوات العنق القصير هن في الوقع من نفس الفئة، وكلهن متساويات، كما أن الناس متساوون، وبالتالي يجب أن يحصل الجميع على نفس الفرص وعلى نفس الإمكانيات بغض النظر عن الظروف والحيثيات لدى كل منا.
يذكر أن الكاتب نادر أبو تامر أصدر حتى الآن حوالي ثلاثين كتابا للأطفال يتم تدريسها في مختلف المراحل التعليمية.