أنادي وجهكِ المملوء طُهرًا
أناجي النورَ في عينيكِ
عَلَّ النورَ يُحْيِيني
وأجثو عند أقدامٍ
هي الجناتُ تحضنني
وتحميني
وأصرخُ ملئَ حُنجرتي وأوردتي
بحَقِّ الحبِّ
يا أمي أجيبيني
وإنْ أعياكِ هذا الموتُ عنْ رَدٍ
إليكِ إليكِ
نحو الموتِ شدِّيني
تُمزِّقُني نيوب الموت تقتُلني
وصوتٌ منك يُسعفني
يناجيني
فردي عليَّ باسم الحبِّ
في شغفٍ
ونحو الصدرِ نحو القلبِ
ضُميني
يهون عليكِ جمرُ الدمعِ يحرقني
يهونُ عليكِ
سهم البُعدُ يدميني
فكيفَ اعيشُ يا أمي
بلا ثغرٍ هو الدُّنيا ببسمتهِ
وكيفَ أعيش في الدُّنيا
بلا صدر مِنَ الأنواءِ يَحميني؟؟؟
أيا أمَّاه ما عادت
بُعيدَ رحيلكِ القاسي
رؤى الدُّنيا وما في الكونِ
يُغريني
وإنْ سَمِعتْ بلفظِ الأمِّ أوردتي
تَشُبُّ النارُ في كبدي
كَألـهِبَةِ البراكينِ
حباها الله بالإخلاص مذ ولدت
واودعَ في ملامحها
نُبؤات لها عطر
كانسام الرياحينِ
وأوقدَ فوقها نورًا
ودثَّرها بأزهارٍ لها أنفاسُ نسرينِ
فإنَّ الأمُّ قَد وُسمت بنور الله
مذ بدء التكاويني
وإنَّ الأمُ قَدْ خُلِقَتْ
مِنَ النعناعِ والنجوى
وما خُلقتْ ككل الناسِ
من ماءٍ ومنْ طينِ
هيَ الدُّنيا تظلُّ تَظَلُّ زائِلَةً
ويابسةً كاوراقٍ مِنَ التينِ
فبعضُ الناسِ يختمُ عمرهُ طفلاً
وَبعضُ الناسِ يقضي
في الثمانينِ
وبعضُ الناسِ يقضي العَيشَ في رَغَدٍ
وكمْ يَشقى بريئًا في الزنازينِ
وبعضُ الناسِ يُفعمُ كوننا خيرًا
وَبعضُ الناسِ
يَمْلكُ نابَ تنينِ
ولا يبقى مِنَ الإنسانِ يا أُمي
سوى الذكرى
وما أسداهُ مِن برٍ
إلى فقراءِ دنيانا المساكينِ
وذكراكِ التي حُفرتْ
على الشريانِ في قلبي
لتنساني إذا اندملت
شراييني
ستبقى فيَّ ذكركِ
إلى يومٍ
ملاكُ الموتِ يأتينِي
ويَحملني
إلَيكِ إليكِ يَحْملُني
وفي الفردوسِ ألقاكِ
وَتَلقيني
فإنَّ الله يغفر كلَّ أخطائي
لأجلكِ أنتِ يا أمي
بيوم الدينِ
إنْ خَفَّت موازيني