05-07-2015 05:21 PM
سرايا- مع أن ‘يوم القيامة’ من علم الغيب الإلهي، وعصي على البشر كلغز كبير، إلا أن عددا من علماء جامعة أميركية يزعمون الآن أنهم توصلوا إلى ما يثبت صحة نظرية، عمرها صغير وما زالت تحبو بفرضياتها الأخطر من الوارد بأي نظرية، لأنها تحدد الزمن الذي سينهار فيه الكون على نفسه بحلول ‘الساعة’ التي أخبر عنها الدين واحتار البشر بأمرها، ولا يعلم متى تدق عقاربها لإعلان ‘يوم البعث’ الموعود، إلا خالق الوجود.
والعلماء هم من ‘جامعة فاندربليت’ البحثية الخاصة، أو Vandy التي تأسست في 1873 بمدينة ‘ناشفيل’ عاصمة ولاية تينيسي الأميركية، وأعلنوا بحسب ما طالعت ‘العربية.نت’ في وسائل إعلام دولية متنوعة، عما توصلوا إليه قبل أيام، وهو اكتشافهم لقواعد رياضية جديدة، تدعم إلى حد كبير نظرية Big Rip المثيرة للجدل على كل صعيد.
وتشير نظرية ‘التشقق العظيم’ بحساباتها الافتراضية إلى أن الكون المستمر بالتوسع منذ بدأ وجوده بعد ‘الانفجار الكبير’ قبل 13 مليارا و800 مليون عام، سيصل بتوسعه إلى مرحلة يتشقق ويتمزق معها كل ما فيه، حتى الذرات وأصغر، ثم يفنى كأنه لم يكن.
قائد فريق العلماء، البروفسور المتخصص بالرياضيات مارسيلو ديسكونزي، تحدث أمس الخميس إلى صحيفة ‘الغارديان’ البريطانية، ملخصا نظرية Big Rip التي بدأ القول بها في 2003 كافتراضية، ووصفها بسيناريو دراماتيكي لزمن آت مأساويا على الكون ‘حيث تتحلل الذرات وتتمزق’ بفعل ابتعاد المادة عن بعضها وتحررها من الجاذبية بتوسع الكون، فتفقد بذلك جوهر وجودها ذاته، مؤكدا أن ما سيحدث هو عكس ما حدث عند ‘ولادة الكون’ طبقا لنظرية Big Bang التي يعتمدها العلماء، أي الانكماش بدل الانشطار.
وملخص نظرية ‘الانفجار الكبير’ أن كتلة واحدة من المادة، كانت هي أساس الكون، انفجرت بفعل الضغط الداخلي فيها قبل 13 مليارا و800 مليون عام، منشطرة إلى ‘شظايا’ من سحب غاز هائلة، تحولت فيما بعد إلى نجوم وكواكب ومجرات، راحت تبتعد عن بعضها في توسع ما زال مستمرا، إلا أنه سينكمش ويتقلص حجمه، بتقلص المسافة إلى حافة الكون المرئي، والمتحرك بسرعة الضوء من أي نقطة، فتصبح كتلته شبه لا نهائية، ويتشقق ما فيه من مادة في زمن مقداره 22 مليار سنة من الآن.
واعتمد العلماء في دعم نظرية التمزق الكوني على قواعد رياضية معروفة منذ 1955 وعلى أخرى جديدة توصلوا إليها لإثبات أن الكون سيفقد توازنه باستمرار توسعه، حيث يمر بمرحلة جليدية إلى درجة لا يتحملها أي عنصر حياة، أي من حالة ‘بانغ بيغ’ الأولية عند الولادة، إلى حالة ‘الجليد العظيم’ أو Big Freeze انتهاء في زمن ‘البيغ ريب’ الممزق للمادة التي ستتفكك وتنشطر وتتشقق.
الغريب أن آيتين من ‘سورة الأنبياء’ في القرآن، معناهما واضح بامتياز، وتشيران تقريبا إلى ما حدث للكون عند ‘الانفجار الكبير’ وما سيحدث له عند ‘التشقق العظيم’ بعد 22 مليار عام، فتقول الأولى، وهي الرقم 30 من السورة: ‘أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي’، فيما تقول الثانية، ورقمها 104 بالسورة نفسها: ‘يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده’ في إشارة إلى أن الكون بعد تمزق مادته سيعود كتلة واحدة كما بدأ تماما.
وتحدث الدكتور ديسكونزي أيضا، مع تفصيل علمي أكثر، إلى مجلة New Statesman البريطانية العلمية الثقافية، ونشرته في عددها الذي صدر أول يوليو الحالي، بأن الكون لن يكون بعد تشقق وتمزق ما فيه من مادة سوى ‘فوتونات’ ميتة، وإلكترونات ونيوترونات، وسيفقد كل خواصه، افتراضا بأن ‘الطاقة المظلمة’ فيه هي التي ستمزق النجوم والكواكب وتدمر الذرات، بحيث تنشأ عنها ذرات جديدة، تعيد بناء كون جديد، لا أحد يعلم كيف سيكون.
ويمكن الاطلاع على البحث الكامل لفريق علماء ‘جامعة فاندربليت’ في دورية D Physical Review العلمية الأميركية، في عددها الحالي بالأسواق، وهو بحث معقد بحسابات رياضية جديدة استخدمها الفريق لدعم نظرية ‘التمزق العظيم’ عن فناء الكون الموعود بعد 22 مليار عام تقريبا.. وتقريبا هي مهمة، لأن أحداً لا يعلم ‘الساعة’ ومتى تحين تماما إلا الله.