في لقاء خاص مع مسؤول أمني سوري سابق فى دمشق “طلب عدم الكشف عن اسمه”، أكد أن المخابرات السورية كانت وما زالت تتابع تحركات ونشاطات الدكتور عزمي بشارة، عضو الكنيست الاسرائيلي السابق، ويعمل مستشارا لأمير قطر، وقد بدأت هذه المتابعة منذ أن غادر إسرائيل وتوجهه للإقامة في الخارج.
وأوضح المسؤول الأمني، كما نشرت صحيفة “المواطن” الجزائرية”، أن المخابرات السورية كانت لديها شكوك كبيرة بان قضية بشارة في إسرائيل وطلب محاكمته بتهمة التواصل مع حزب الله هي قضية مصطنعة من المخابرات الاسرائيلية، تهدف لتصويره كـ”بطل قومي” مما يسهل عليه مهمته المكلف بها، وأصبح لدى السوريين تقديرات بأن هذه المهمة هي مهمة خطيرة وعابرة للحدود، وهذا ما ثبت صحته في فترة مكوثه في عمان ودمشق وبيروت وصولاً إلى الدوحة .
وأضاف المسؤول السوري، أن الأمر كان في بدايته لا يعدو عملية الشك حيث حاول بشارة طوال فترة إقامته في سوريا ولبنان إظهار خوفه ورعبه من ملاحقة الإسرائيليين له، وأنه لا يستطيع السفر إلى أي دولة أخرى خوفاً من إقدام الموساد على اغتياله أو اختطافه والعودة به إلى إسرائيل، أو قيام اسرائيل من الدول الغربية بطلب القبض عليه في حال زيارته لأي دولة غربية .
ويؤكد المسؤول السوري، أن هذه الشكوك قد تعززت مع بداية عام 2010 وذلك بعد رصد ومتابعة سلوكيات وعلاقات مشبوهة لعزمي بشارة، حيث استطاعت المخابرات السورية فك شيفرة احدى المكالمات الهاتفية، والتي أجراها عزمي مع فتاة اسبانية الأصل كانت تقيم في لندن في حينه، وبالمتابعة تبين أن هذه الفتاة مدرجة في قوائم المخابرات السورية كعضو فاعل ونشيط في جهاز الموساد الإسرائيلي .
ويبدو في هذه الفترة، أن عزمي بشارة قد اكتشف عملية متابعته من قبل المخابرات السورية، أو أنه تلقى إشارة بذلك من الموساد الإسرائيلي مما حذا به إلى مغادرة دمشق على وجه السرعة، وعدم العودة لزيارتها واستقر به الحال في دولة قطر .
ورغم مغادرته استمرت المخابرات السورية بمتابعة ملف ونشاطات عزمي بشارة، وتأكد للسوريين سفر بشارة إلى فرنسا في نوفمبر/2011 ، والتقى سراً مع نفس الفتاة الإسبانية “عميلة الموساد” في مدينة (Clichy) الفرنسية .
وهنا برزت العديد من التساؤلات:
– كيف سافر عزمي إلى فرنسا ؟؟ ولماذا اختفى رعبه وخوفه من ملاحقة الإسرائيليين له ؟؟!!
– ما هي العلاقة التي تربط عزمي بشارة بعميلة الموساد الحسناء ؟!
– ولماذا التقاها في مدينة ثانوية وليس في العاصمة باريس ؟ ولماذا ليس في لندن حيث تمارس نشاطاتها ؟!
ويقول المسؤول السوري السابق، أن جميع هذه التساؤلات ظلت محل اهتمام المخابرات السورية ولكن دون إجابة واضحة لمعظمها حتى منتصف عام 2013، إلى أن وردت برقية من مندوب المخابرات السورية في سفارة سوريا بلندن تفيد أن الفتاة الإسبانية قد غادرت العاصمة البريطانية في بداية 2013، وتوجهت للعاصمة القطرية، وأنها قد نقلت نشاطها الاستخباري إلى الدوحة .
وقد تأكدت المخابرات السورية من صحة ما ورد في البرقية من معلومات، حيث أكد أحد عملاء المخابرات السورية في الدوحة، أنه تابع الأمر وشاهد الفتاة الإسبانية أثناء لقائها بعزمي بشارة أكثر من مرة في الدوحة في محيط مستشفى حمد العام .
وأضاف المسؤول الأمني السوري، أنه وحسب خبرته في العمل الاستخباري الخارجي فإن الموساد الاسرائيلي قد خصص عنصر اتصال دائم يكون قريباً من عزمي بشارة، حيث لا يمكن للموساد الاتصال المباشر به خوفاً من افتضاح أمره للمخابرات القطرية .
ولا يمكن للموساد أن يضحي بجاسوس ذو أهمية كبيرة بحجم عزمي بشارة .
(وكالة قدس للأنباء التاريخ الاثنين | 15/06/2015)