ما مِن أحدٍ ينكر أن الأوضاع في سوريا تزداد خطرًا من يوم ليوم وتشكل تهديدًا لأمن السكان العزل مِن أبناء الشعب السوري بجميع أطيافه وطوائفه وبضمنهم المواطنون أبناء العشيرة المعروفية الذين تتجه الأنظار اليوم نحوهم بسبب ما حدث ضدهم مِن اعتداءَات على بعض القرى الدرزية مِن قبل الجماعات التكفيرية إن كان في إقليم السماق أو في قرية حظر وضواحيها أو على أطراف جبل الدروز في محافظة السويداء، فأحداث قرية الحقف وسقوط الشهداء هناك في هجوم تنظيم داعش أو النصرة وضع السويداء على مفترق طرق في ظل اقتراب داعش من حدودها الشرقية وانتشار جماعات القاعدة على حدودها الغربية كما أفادت الانباء مؤخرا مما أشار الى ثمة تهديدات لدفع السويداء الى فك ارتباطها بالدولة السورية ، لكن ارادة أبناء السويداء وجبل الدروز تبقى الصمود والقتال الى جانب الجيش السوري الذي ذكرت الأنباء أنه عزز تسليح الشباب الدروز ومدهم بكتيبة مدرعة لمواجهة أي هجوم من قبل داعش والجماعات التكفيرية الأخرى .
وهذا الوضع المقلق ينعكس على أبناء الطائفة المعروفية في كل مكان في لبنان وهنا في اسرائيل حيث يتزايد قلق الدروز على مصير إخوانهم في سوريا وعليه نرى تدخلات من جانب شخصيات درزية لبنانية مثل وليد جنبلاط ، مِن جهة ، الذي لا يميل الى مؤازرة الدروز للنظام السوري ويفضل تخليهم عن دعمهم للنظام ولبشار الاسد ، وطلال أرسلان ، من جهة أخرى ، الذي يرى في دروز سوريا وجبل العرب الحصن المنيع لمؤازرة الوحدة السورية المتمثلة في دعم نظام بشار والوقوف في وجه المخططات الرامية الى تفكيك الدولة السورية وإنشاء كنتونات طائفية فيها .
ومما يلفت الانتباه موقف دروز اسرائيل المتخبط والذي لا يستند على أي واقع منطقي مِن حيث امكانات مؤازرة إخوانهم دروز سوريا بسبب عدم وجود الامكانات الواقعية لتجسيد مثل هذا الدعم أو المساعدة في القتال كما يتفوه البعض أو حتى في تقديم المعونات المادية التي اذا ما تم ارسالها فعلًا فإنها غالبًا ما لا تصل الى المحتاجين حقًا.
والأمر الذي يثير الدهشة والاستغراب التصريحات غير الواقعية التي تصدر أو صدرت عن بعض الشخصيات هنا والذين تفوهوا بأن دروز اسرائيل على استعداد لاجتياز الحدود للقتال الى جانب اخوانهم الدروز السوريين اذا ما لزم الأمر . وحول هذا الافتراض يصح القول إن لا أساس لمثل هذه الامكانية من واقع ولا يمكن أن تحدث مهما حصل كون اسرائيل لن تسمح لأحد باجتياز الحدود والدروز ليسوا مدججين بالمعدات الثقيلة وإن دلت مثل هذه التصريحات عن شيء فهي تدل عن فقاعاتٍ في الهواء ليس إلا ولا أساس لها على أرض الواقع ولا منطق في حدوثها ، زد على ذلك أن دروز سوريا ليسوا بحاجة لمن يحميهم من جنود خدموا أو يخدمون في الجيش الاسرائيلي وهم متمسكون بوحدة سوريا ومصممون على الدفاع عن وطنهم في وجه المؤامرات التي تحاك من قبل الدول الاستعمارية المستفيدة من الحرب في سوريا والعراق واليمن وحتى في مصر وليبيا .
ولا يجوز أن نتجاهل أن كل ما يحدث في هذه الدول من سفك للدماء كان مصدره خدمة المطامع الاستعمارية الغربية وأعوانها في الشرق الأوسط .
6.6.2015 كمال ابراهيم شاعر واعلامي – المغار – الجليل