“يوم غضب” السلطات المحلية المعروفية والشركسية – تجنيد وتحييد/ غالب سيف

 

OLYMPUS DIGITAL CAMERA

 

وصلت لمسامعنا تفاصيل هامة عن قرار منتدى رؤساء السلطات المحلية العربية الدرزية والشركسية تنظيم مظاهرة قطرية , يوم الأحد القادم 7.6.2015 , في القدس الشريف وامام مبنى مكتب رئيس الحكومة , وتحت تعريف المظاهرة بأنها ” يوم الغضب”.

من المعلومات التي رشحت, فان السبب المباشر لهذه الموجة النضالية لهذه الشريحة العربية, هو القرار المبدئي الذي اتخذته الحكومة السابقة وقبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة, والذي بموجبه أقرت الحكومة توظيف ميزانية خاصة , متفق على تفاصيلها بين منتدى الرؤساء وكل الوزارات, لسد حاجات القرى العربية الدرزية والشركسية في شتى المجالات, لفترة 5 سنوات وبقيمة 2,4 مليار شاقلا, أما القرار ولكي يكون عملي يجب تثبيته بقرار اضافي بعد تشكيل الحكومة الجديدة, وفي اشارة لمدى جدية توجه الحكومة , نشير بأنه جاء في قرار الحكومة  الأولي بأنها ستدفع لهذه المجالس وعلى الحساب سلفة بقيمة 186 مليون شاقلا وحتى آخر شهر شباط الماضي !. وكعادتها اتضح أن الوعود شيء والواقع شيء آخر,  لأن  الذي جرى على أرض الواقع وجاء لنا ب – “يوم الغضب” وهذه الموجة النضالية ,هو أن  الحكومة لحست قرارها الطري جدا هذا  ولحست فحواه , وأول لحسها المثير هذا بدأ في السلفة , رغم أنها مبلغ زهيد بالمقارنة ولا يسد الرمق إلا  أنها دفعت منه حتى الآن أقل من 20% من قيمته, أما  الشق الآخر للوعد الملحوس والقاضي بتثبيت القرار الأول بقرار قاطع وقانوني في أولى جلساتها , إلا أنها وحسب معلومات اكيدة ليس فقط انها لم تعمل لتثبيته وكما وعدت, بل انها لن تثبته لا بل الظاهر  انها لن تطرحه على جدول اعمالها أبدا.. يعني أكلت البيضة والتقشيرة وأكلت جلالها, وللحقيقة وبدون غاية فئوية, هذا ليس فقط أنه يثير الغضب لا بل بيسطح. والذي يزيد أسباب الغضب وبصب على النار زيت , هو أنه ثبت بأن الحكومة ستدفع للأثيوبيون, وبعد مظاهراتهم الصاخبة والمحقة ضد ظلمهم, 8 مليار شاقلا..!! , يعني ليش هون في مصاري وهون ما في , ليش في ناس عِزْ وفي ناس مِعزة؟ وليش كل الوقت نحن المِعزة؟.

لا أحد يشك بأهمية هذا النضال بشكل عام , بالإضافة وللتماشي مع تسميته بشكل خاص أي “يوم الغضب”, تسمية صحيحة ومحقة  يجب تبنيها بكل ثبات , لما لها وفيها من ترابط وثيق وصلة عميقة بالمصلحة العامة,  وهذا الترابط وهذه الصلة موجودة بكل قوة أيضا مع المصلحة الفردية لكل فرد منا, والمصلحة, بشقيها العام والخاص, هي ليست لجمهور العرب الدروز والأخوة الشركس فقط, وإنما لكل عربي ولكل مظلوم في هذه البلاد, وهي علقة حقيقية وصفعة مدوية لكل ظالم ومُستَغِل أمثال هذه الحكومة ولأعمالها المشينة. لذلك يتوجب علينا,  جميعا, التطرق لهذه الموجة النضالية المرتقبة والمتوقعة والمطلوب دعمها, أولا بكل جدية لأنها تتعاطى مع مبلغ مالي كبير جدا وموضوع غالي علينا جدا أي حقوقنا ووجودنا وتطورنا وحياتنا الحالية والمستقبلية , وثانيا بحذر لأن هذه الحكومة مشلطة قبل قيامها ونيتها غير سليمة بتاتا وعنصرية بامتياز ومش شايفة ولا عربي في هذه البلاد من ملم, وثالثا بمسؤولية لأنه علينا الادراك بأن حقوقنا لا يمكن إلا انتزاعها من أنياب هذا الوحش  المفترس, هذا الذي كان في مناسبات وقضايا عديدة وهو الذي سيكون مع هذه الموجة وغيرها. ومن كل هذا من المهم أن نعي أن هذه المهمة الهامة والتي تحتاج الهمم العالية ,  تتطلب كل الانفتاح والثبات والاندفاعة نحوها وتثبيت بوصلتها ومسارها,  لكي تمكنا الوصول  الى بر المساواة وتحصيل حقوقنا المهضومة والمنقوصة منذ عشرات السنين.

جميعنا يعرف, وعلى ضوء تجاربنا الغنية من نضالات سابقة, بأن السلطة بكل أذرعها , تعمل بكل طاقاتها وامكانياتها الكبيرة والمذهلة والهائلة جدا , وماكنتها الفكرية والتنظيمية المجربة والمشحمة جدا ,على تحييد الدعم لمثل هكذا نضال وابطاله بالكامل, لأنها وببساطة لا تريد أن تدفع لنا ما نستحقه,  والمنطلقات معروفة, لذلك فهي تعمل كل ما تستطيع عمله, خاصة ما تعمله بالمخفي, لكي تمنع أو تجهض أو تربك أو تضعف هذا النضال , حتى خصيه أو الغائه . من هنا تأتي الحاجة لدعمه لأنه لن يحك جسمنا غير ظفرنا.

هذا الظرف الآني أي لحس الحكومة قرارها, أضف اليه ما تراكم من تمييز تاريخي صارخ ضدنا وهو كبير وهائل ولم يُبقي بورة مطمورة ولا شخص ولا مجموعة إلا ونالت نصيبها منه, وفي كل المجالات, هاذان الأمران يمليان علينا نحن الجمهور المتضرر المباشر والذي يمثل أكثر من 99% منا عامة, بأن نتجند ونؤيد ونشارك بكل قوة وبشكل جماهيري في هذه المظاهرة وأن لا ننسى أنه اسمه يوم الغضب , لذلك علينا أن نجعله كذلك اسم على مُسمى, وأن ندعم هذا النضال بتفاصيله الآتية وحتى وصوله لغايته المرجوة, لا بل العمل على منع الارتجاجات التي ممكن أن تحدث أو تتكرر لدى البعض,  هذا ما يجب عمله,  ولا يجب أن نيأس من تكرار موجات النضال  , أو من بعض الخذلان او علامات السؤال التي رافقت بعض محطاته, لأنه يجب أن نسأل أنفسنا بكل وعي وجرأة وأخوية ومسؤولية وشفافية  , وبالأحرى أن نوجه السؤال  لكل الأشخاص والجهات والمؤسسات التي  توجه ضغوطها لمنع نضالنا أو الخوض فيه  : هل اجهاض أو خصي هذا النضال أو السكوت عن عدم حصولنا على حقوقنا سيأتي لنا بالفرج أو عن طريقه سنحصل على هذه الحقوق يا ترى؟, الجواب القاطع والجلي ولكل من عنده بصر وبصيرة هو لأ كبيرة , بالعكس, في  هكذا  حالة , أي افشال أو تأجيل أو اجهاض هذا النضال, فأننا سنطيل عمر المظالم والتمييز اللاحقان بنا .. وهل يجوز عمل أمر كهذا ؟.  لذلك علينا ليس فقط ضرب التحييد بيد من حديد, لا بل العمل بكل قناعة وبكل ما لدينا من قوة على التجنيد والتأييد للمظاهرة وأهدافها وما سيتبعها من نضال , لأن التجنيد للمظاهرة هو  الوحيد الذي يصب في صالحنا ويخدم مصلحتنا 100%. يبقى أن ألفت نظر كل  الأخوة المشككون أو المترددون أو العابثون بمصلحة الناس,  أن اولادنا جميعهم سيحاسبوننا وسيسألوننا في المستقبل القريب وبحق  : لماذا لم تقوموا بواجب تحصيل الحقوق , ولماذا وافقتم على خديعة السلطة لكم ولماذا لم تقاتلوها  وتناضلوا ضد هذا الاستهتار بنا , ولماذا جعلتم مصيرنا ومستقبلنا تحت وطأة وضرر النقصان الذي جاء لنا بالتخلف الذي نعيشه ؟,  اذا هم ومستقبلهم يصرخون ويناشدوننا بأن : جندوا وتجندوا لإنجاح صرخة  يوم  الغضب وما سيتبعها, لأنهم لنا ومن أجلنا.

في هذا السياق وفي هذه اللحظة التاريخية الحرجة والمقلقة,  والتي تستدعي الكثير الكثير من اليقظة والحيطة والاعتراف بالواقع وكما هو, والتي يجري فيها صراع مرير ووجودي الى آخر الحدود في شرقنا الغالي , وله صلة مباشرة مع أحباء وأقارب لنا بشكل خاص ومع شعوبنا الحبيبة بشكل عام, وكل ما يجري يخصنا بالكامل وبشكل مباشر, وعليه ممنوع علينا ألا نعطي هذا الاستحقاق النضالي حقه بالكامل, أو نسمح لهذا الجانب من الظرف الاقليمي والعالمي  أن يكون حاجز أمام تصاعد نضالنا أو يعيقه  حتى حصولنا على حقوقنا, ويجب ان نسأل بألم : هل للتكفيريين العملاء يوجد ميزانيات ودعم وحظوة لدى هذه الحكومة ولنا نحن أبناء هذه البلاد لا يحق لنا سوى التمييز والانتقاص من حقوقنا. لذلك على النُخب ألا تيأس أو تتخاذل في هذه المعركة المصيرية الوجودية , خاصة أصحاب الفكر والأقلام منهم , يقع عليهم واجب التجند والتجنيد المطلوبين بإلحاح , وفي نفس الوقت وبغض النظر عن أي امر آخر على القاعدة أن لا تستكين سوى لضرورة انجاح هذا اليوم وجعل غضبه حارق بالفعل لسياسة الاضطهاد والتمييز, وكما يقول المثل : ” الِدِيّة على العاقل” , تعالوا وبهمة قوية وعالية أن  نجند ونتجند من أجل حقوقنا ونضرب الحياد والتحييد الذي سيمنع وصولنا اليها وحصولنا عليها.

( يانوح-جث)

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .