رغم كل النداءات والمناشدات والاتصالات التي اجراها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وقيادات درزية مع المخابرات التركية ومع قيادات في «جبهة النصرة»، ورغم دخول معارضين دروز في تركيا مع «جبهة النصرة» فان كل هذه الجهود لم تبدل في تعامل «جبهة النصرة» مع دروز ادلب، وهذا ما نقله مشايخ ادلب الى كبار مرجعيات الطائفة الدرزية في لبنان طالبين منهم المزيد من التدخل لوقف ممارسات النصرة. وقد قال قياديو النصرة لكبار المرجعيات الدرزية في ادلب خلال الاجتماع الاخير، «انتم لستم اسلاما بل كفار ومشركون وعليكم اعلان اسلامكم السني والا السيف، والذبح».
وحسب مصادر درزية فان هذه الاجراءات دفعت بالشيخ علي زين الدين الى اطلاق نداء الى دروز ادلب بضرورة التمسك بالأرض رغم كل ما يجري محذراً النصرة من انهم «لا يعرفون» الدروز وتاريخهم النضالي وعدم سكوتهم على الظلم.
وحسب المصادر الدرزية فان «جبهة النصرة» رفضت كل الاتصالات للتخفيف عن ظلم الدروز، وطلبت بشكل واضح «على الدروز التخلي عن دينهم والالتزام بأصول الشرع الاسلامي السني وفرائضه»، وحزمت قيادات النصرة بان الدروز مشركون وان كتبهم الدينية لا تمت الى الاسلام وعليهم اعلان اسلامهم السني وفرائضه»، وحسب المصادر الدرزية فان المرجعيات الدرزية في ادلب اكدت على ان الدروز هم من صميم الاسلام ويمارسون الشعائر الاسلامية ولا يطلبون «تأشيرة» من احد للتأكيد على هويتهم الاسلامية، لكن ذلك لم يقنع قيادات النصرة.
وحسب المصادر الدرزية فان كل الاجتماعات بين المرجعيات الدينية الدرزية في ادلب وقادة النصرة فشلت بفعل تمسك قادة النصرة بمواقفهم لجهة منع سهرات الجمعة، والاجتماعات الدينية في الخلوات. وتهديم ما تبقى من المزارات الدينية، وحلق الشوارب، والتزام النساء باللباس الشرعي الاسلامي السني وكذلك الرجال، كما شملت مطالب «النصرة» الالتزام بكل ما يصدر عن قيادة «النصرة» في المنطقة من قرارات وفتاوى، وتمسكت «النصرة» بان كل من يخالف هذه الشروط سيتعرض «للجلد» و«القتل» والذبح. كما فرض قادة «النصرة» على اي مواطن درزي مغادرة منزله. وهكذا يتعرض الدروز لوضع صعب من كل النواحي واضيف اليها مؤخراً الاوضاع المعيشية، نتيجة هذه القرارات.
وحسب مصادر درزية، فان العديد من المواطنين الدروز تخلوا عن «درزيتهم» واعتنقوا الاسلام السني تحت التهديد بالسيف… وان هذا الاجراء، وحسب قادة «النصرة» سيشمل كل الدروز المقيمين في ادلب لجهة اعلان اسلامهم السني، او سيكون مصيرهم القتل. فالدروز يجب ان يخضعوا لحكم الشريعة اذا كانوا كما يقولون عن انفسهم مسلمين، وما زاد في هذه التوترات في الفترة الاخيرة محاولة قادة في «النصرة» الزواج من بعض الفتيات الدرزيات، وهذا ما ادى الى تفاقم الامور وقيام المشايخ الدروز في ادلب بالطلب من دروز لبنان التحرك، لان التستر عن الموضوع لا يفيد مطلقاً، خصوصا ان فاعليات درزية تحاول ابعاد هذا الملف عن التداول الاعلامي بناء على طلب من «النصرة» ونجحت في هذا الامر في خلال الاشهر الماضية، لكن عناصر «النصرة» لم يبدلوا من ممارساتهم بل رفعوا من وتيرتها تجاه المواطنين الدروز اذ يتعرض وجود الدروز في جبل السماق وريف ادلب الى «الزوال» عبر ترك الدروز لدينهم.. واعلان اسلامهم السني.
لكن اللافت وحسب المصادر الدرزية والمستغرب هو الموقف التركي الذي لم يمارس اي ضغوط على النصرة لوقف هذه الممارسات حيث شهدت منطقة شمال ادلب منذ ايام معارك عنيفة بين «النصرة» و«الجيش الحر». وهذا ما زاد في معاناة الدروز بعد تمكين «النصرة» من طرد الجيش الحر واعلان المنطقة «امارة اسلامية. وبالتالي خضوع الدروز الى «حكم الامارة» والا فمصيرهم القتل المحتم، علماً ان عدد الدروز في ادلب تراجع بعد ان تمكن نصفهم تقريباً من مغادرة المنطقة وعدم الخضوع لقرارات «النصرة». وبالتالي فان دروز ادلب يتعرضون لحرب ابادة تستخدم فيها كل الاساليب لدفع الدروز الى التخلي عن دينهم الدرزي الاسلامي واعتناقهم الاسلام السني.
وحسب المصادر الدرزية، من المتوقع ان يصدر موقف درزي شامل من المرجعيات الدينية الكبيرة في لبنان وسوريا وفلسطين والاردن ضد ممارسات «النصرة» في ادلب، ودعوة الدروز الى التمسك بأرضهم وحماية انفسهم في وجه هذا الخطر التكفيري، كما ستقوم فاعليات درزية بطرح هذا الملف في المحافل الدولية وضرورة حماية دروز ادلب.
وتشير المصادر الدرزية الى ان قيادات «النصر» باعوا «الدروز بعض المواقف، بالشكل فقط، فيما ممارساتهم على الارض زادت وحشية كونها لا تمت الى الاسلام بصلة.
وتختم المصادر الدرزية، بالتأكيد للبعض ان ما يحمي الدروز في سوريا هو وحدتهم ضد «داعش» و«النصرة» وحمل السلاح الى جانب الجيش السوري. وتسأل المصادر، ماذا كانت نتيجة الاتصالات مع «النصرة» وكيف ترجمت في ادلب وكانت نتيجتها تهجير الدروز الذين لو اتخذوا قراراً مشابها لقرار اهالي نبل والزهراء لكانوا حموا انفسهم وارضهم وكراماتهم.
وهذا ما يقوم به دروز جبل العرب والقنيطرة وجرماتا الذين رغم كل الحرب على سوريا ما زالوا في ارضهم معززين مكرمين نتيجة خيارهم السياسي ووقوفهم الى جانب الدولة، وهذا الخيار حماهم من أي اذى، لان «النصرة» لا يعرفون المبادئ والاخلاق والقيم الاسلامية ويكفرون الاخر ولا يتعاملون مع الآخر الا بلغة السيف والذبح الذي اودى بحياة عشرات الشبان الدروز على طريق دمشق السويداء لكونهم دروزاً فقط.