“نقشنا على رايتنا أن لا حدود لنشاطنا وأكدنا اننا لن نسمح للتسميات الضيقة او التعريفات والعناوين المختصرة ان ترسم لنا الحدود والمضامين ، وما احتفالنا اليوم بمنح رئيس محكمة العدل العليا السابق مئير شمجار هذه الشهادة الفخرية ومنح الكتاب الكبار عاموس عوز وأ.ب. يهوشوع ودافيد غروسمان لقب اعزاء الكلية إلا التأكيد على ذلك…لسنا كلية عربية في إسرائيل بل كلية إسرائيلية للعرب واليهود على حد سواء، محاضرين واداريين وعاملين وطلابا” هذا ما قاله المحامي زكي كمال رئيس الكلية ألأكاديمية العربية للتربية -حيفا في كلمته بالحفل الضخم لتكريم القاضي شمجار والكتاب عوز وغروسمان ويهوشوع.
وأضاف المحامي زكي كمال: “نكرم اليوم شخصيات اربع تركت كل منها بصماتها في تاريخ وحياة هذه الدولة ومواطنيها على اختلاف انتماءاتهم، نكرمهم لنؤكد استمرار سيرنا على نهج الانفتاح وتعزيز توجهات طلابنا بهذا الاتجاه، لنقول اننا بهذا نرسل لطلابنا رسالة مفادها ان عليهم بل من واجبهم ألأكاديمي والإنساني بل والمجتمعي ان يطلعوا على اسهامات الكتاب المكرمين وقرارات وسيرة حياة القاضي شمجار، ففيها ابعاد تاريخية وإنسانية واسرائيلية جامعة ،نريد طلابنا جيلا يعرف حضارة وتراث الشعوب ألأخرى من منطلق حب الاستطلاع وتوسيع المدارك وليس من باب التنازل عن ثقافتهم وحضارتهم بل التوفيق بينها وبين الحضارات والثقافات القريبة والبعيدة…”.
من جهته قال رئيس محكمة العدل العليا السابق اهرون براك، الذي شارك في تكريم الشخصيات الأربع: “أقف هنا امامكم بفخر واعتزاز وانفعال، وأقول ان هذه الخطوة تؤكد انكم في الوسط العربي جزء لا يتجزأ من حياة هذه الدولة وانه على الحكومة ان تعمل على احقاق المساواة التامة للمواطنين العرب فالمساواة ليست منة من أحد بل حق أساسي تضمنه القوانين والأعراف والتشريعات، انها جزء مما تضمنه الديمقراطية للمواطنين. حان الوقت لتكون إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية في آن واحد دون ان تنتقص الديمقراطية من يهودية الدولة ودون ان تنتقص الديمقراطية من يهودية الدولة، هذه الكلية وهذا النشاط فخر للدولة عامة “.
وقال القاضي مئير شمجار: “اشعر بالفخر والغبطة وأقول انه يحق لهذه الكلية التي تعمل منذ عشرات السنين على تأهيل كوادر لا تنتهي من المعلمين والموظفين في القطاعين العام والخاص والمحاضرين في الجامعات والتي تشكل صرحا تعليميا يضم أكثر من مائتين من المحاضرين العرب واليهود ان تكون جامعة كباقي الجامعات، التكريم شرف لي ودليل تقدير كبير منكم”.
اما الكاتب أ.ب يهوشوع فقال: “انظر الى قاعة التكريم التي تغص بالحضور من العرب واليهود ومن مختلف الانتماءات الدينية والسياسية واتساءل بألم: لماذا لا يكون الحال في بلادنا كما هو هنا في القاعة؟؟ تعددية وتفاهم ومحبة وتعاون واحترام متبادل وسعي مشترك للسلام ولتحقيق رفعة البلاد أكاديميا وادبياً، ما اراه هنا نموذج يحتذى به وهو الأساس والمدماك الأول في العيش المشترك وتحقيق السلام”.
الكاتب عاموس عوز قال من جهته:” اسأل نفسي بماذا كنت سأشعر لو كنت مكانكم او لو كنت أنتم؟؟ هذا هو أساس الكتابة ألأدبية والقصصية، كيف كنت سأشعر لو كنت مكانكم او مثلكم استيقظ كل يوم واشعر بأنني مواطن غير متساوٍ في الحقوق بل ان هناك من يعتبرني غريباً وغير مرغوب فيه، أقول لكم ان مساواتكم التامة هي حق لكم وواجب على الحكومة”.
الكاتب دافيد غروسمان قال: “نحن ألآن في ختام عام كان صعبا ومثقلا بالهموم والمآسي، العملية العسكرية في غزة الصيف الماضي وانتخابات شهدت موجة خطيرة من التحريض على المواطنين العرب واليسار في إسرائيل، لكن افضل ما تمخضت عنه هذه الانتخابات هو نجاح المواطنين العرب في الاتحاد بقائمة واحدة، نحن بحاجة الى دعمكم لتحقيق السلام مع الفلسطينيين، وأريد ان أقول ان المفتاح للسلام هو ان يكون باستطاعتي سماع رواية ومواقف ومعاناة الطرف ألآخر وفهم هذه المعاناة دون التنازل عن روايتي التاريخية ودون الغاء مواقفي وشطبها أمام موقف الطرف ألآخر”.
من جهته أكد المحامي زكي كمال أهمية العمل على تعزيز القواسم المشتركة بدل البحث عن نقاط الخلاف وقال: “دعوني اقتبس مما قيل في الفترة الأخيرة وأقول: نرفض مبدأ اما نحن او هم ونمقت التصنيف على نحو “نحن وهم”، واقول بصوت عالٍ اننا نريدها وحدة “نحن” بشكل كامل، وحدة تؤكد الجامع والمشترك والقواسم المشتركة وليس ما يفرق او نقاط الخلاف”.
يذكر ان حفل التكريم اجري بحضور قضاة من محكمة العدل العليا وعدد كبير من القضاة وكبار رجالات ألأدب والإعلام والاقتصاد والاكاديميا والشخصيات الدينية في البلاد وحظي باهتمام اعلامي محلي وعالمي غير مسبوق، كما حضره مئات من طلاب الكلية ألأكاديمية ومحاضريها وطاقمها الإداري ولفيف من المدعوين.