*التقت الكاتبة ميسون أسدي مع طلاب من صفوف الثواني عشر في مدرسة ليوبيك الذين يدرسون اللغة العربية وسيتقدمون بخمس وحدات للبجروت في اللغة العربية. خلال هذا اللقاء يتاح للطلبة اليهود الالتقاء مع الكاتبة وتوجيه الأسئلة لها، بعد قراءتهم لقصص ميسون وترجمتها للغة العبرية. تقدم هذا العام (30) طالبا يهوديا لامتحانات البجروت في اللغة العربية من بينهم ستة عرب، ويعد اللقاء مع الكاتبة ومناقشة قصصها جزء من العلامة النهائية للطالب.
شارك في هذا اللقاء لفيف من المربين من المدرسة، منهم: يونتان بار اون- معلم اللغة الانجليزية، وايلانة بن حورين- مركزة مواضيع البجروت في المدرسة، ويهوديت يتسحاقي- سكرتيرة المدرسة.
يشار إلى أنه كان هناك عدّة لقاءات مع الكاتبة وقد اشترك في اللقاء الأخير كل من: نتان، ابراهيم، زيف، شاكيد شنيتسر، شاكيد جافني، شاي، كفير، يوأف، شير، عنبال، جالي، هيلا، بن، وكورال.
افتتحت اللقاء المربية ساريت ملتسر، مركزة اللغة العربية في مدرسة “ليوبيك” والتي تحضّر طلبتها للبجروت باللغة العربية وتهتم بتوجيه الطلاب لتوثيق العلاقة بين اللغة العربية والعبرية وتدأب على تربية الطلبة لمبادئ وقيم التسامح وتقبل الآخر والتقارب بين الطلبة اليهود والعرب عن طريق اللغة العربية وآدابها، ولها نشاطات عديدة ومتنوعة في هذا المجال. وأشارت المربية ساريت بأن هذا اللقاء يدور حول قيم تنبثق عن قصص ميسون أسدي، وهي قيم اخلاقية تتعلق بمواضيع متعدّدة من العدل وكسر الطابو والآراء المسبقة والتفاهم بين الناس ولقاء الثقافات.
وأضافت ملتسر: هذه القصص تم ترجمتها الى اللغة العبرية ونحن في المدرسة نمد جسر بين الثقافات، فكل واحد منكم عمل وترجم قصة معينة ونحن نستمع الى هذه القصص والى القيم الجمالية التي فيها.
الطالبة اوفير، والتي تعاني من متلازمة اسبرجر- التوحد- قرأت وترجمت قصتي “تفاحة جلال” و”سليمة”، حيث انفجرت بالبكاء خلال القراءة لأن قصة “سليمة” تتحدث عن فتاة مع متلازمة داون، وتذكّرت أوفير بأنها هي نفسها كانت غير مقبولة على الآخرين لأنها مختلفة.. اما قصة “الرمان المر” فقد ترجمتها الطالبة زيف والتي قدمت اغنية بالمغربية عن الأم، يقول مطلعها: “انت امي وحياتي يا امي ليش مشيتي”.. الطالب شاي وهو أيضا طالب يعاني من مشكلة التوحد، قرأ قصة “حسان صديق الحية” ولخّصها وقال أنه عرف من خلال القصة معلومات جمة عن الحية. الطالبان كورال ونتان ترجما قصة “موعد مع الذئب”.. أما شير فترجمت قصة “فتوش” وحضّرت بنفسها سلطة الفتوش للطلاب.. وعنبال قامت بترجمة “ارنوبي يبوح بسره” ونوّهت مستغربة كون هذه القصة موجّهة للصغار.. وقام بترجمة قصة “الحمار زكزوك” كل من كفير وهيلاه.. واما قصة “مسابقة الأخوة الاثني عشر” فقد ترجمت على يد شيكد.. وقامت جالي بترجمة قصة “بنت الأمواج”.. أما إبراهيم، فقد ترجم قصة للكبار بعنوان “واحد قهوة وتنين سكر وواحد ساعة من الحريّة!” من كتاب “حكاوي المقاهي”.
شارك في اللقاء الطالب بن كيزل من الصف الحادي عشر، الذي عمل ولحن مقطوعة نثرية للكاتبة ميسون أسدي، بعنوان “سأحدّثكم عن بيت الكبير” باللغتين العبرية والعربية وأشار بن كيزل إلى أنه يؤمن بالتقاء الحضارات والثقافات، خاصّة الثقافة العربية والعبرية ويؤمن بالسلام والتعايش بين الشعبين.
وقد تحدثت الكاتبة ميسون أسدي عن نكبة الشعب الفلسطيني وحق العودة، وتحدّثت عن قريتها دير الأسد، وقرية الكساير المهجرة التي جاء ذكرها في قصة “الرمان المر” وعن وضع العرب في اسرائيل وأيضا عن موضوع البيئة محليًا وعالميًا. وكان اللقاء نسبيا هادئا، مقارنة بما كان في لقاءات سابقة عند التطرق للمواضيع السياسية مع الطلبة.
ومن الجدير ذكره، بأن الكاتبة ميسون أسدي والمربية ساريت ملتسر، تربطهما علاقة وثيقة من أجل العمل على التعايش الحقيقي بين العرب واليهود، خاصّة في حيفا.
ووجهت للكاتبة عشرات الأسئلة حول النصوص التي كتبتها. ودام اللقاء بين الطلبة والكاتبة، على مدار ثلاث ساعات متواصلة.. وفي نهاية اللقاء قدمت الطالبة أوفير، هدية رمزية للكاتبة، وهي عبارة عن قلادة صنعتها بنفسها.