الدّروز: مقاربة ثقافيّة وتاريخيّة جديدة// تقديم : أمير خنيفس

Mr A. Halabi 1

في أجواء ودّيَّة، وبحضور أكثر من ثمانين شخصًا، تمَّ يوم الثّلاثاء الماضي إطلاق كتاب جديد للكاتب عبّاس الحلبي في كليَّة دراسات الشّرق الأوسط وإفريقيا بجامعة لندن. برز من بين الحضور المستشار السّياسيّ للسّفارة اللّبنانيّة في لندن السَّيِّد طوني فرنجيّة، الأب شفيق حدّاد، القسيس رياض جرجور، الصّحفيّ المعروف وليد أبي مرشد، مدير عام بنك بيروت والبلاد العربيّة السَّيِّد غسان عساف، ولفيف من الشّخصيّات وأبناء العائلة والأصدقاء، بالإضافة إلى زوجة الكاتب السَّيِّدة رندة عسّاف وولديه مروان وسليم الحلبي.

كتاب السَّيِّد عبّاس الجديد مكوّن من ثّلاثمئة صفحة تقريبًا، ويتضمّن ثمانية فصول، يلقي كلّ منها الضّوء على موضوع مختلف يتعلّق بالطّائفة الدّرزيّة في لبنان والمنطقة. على سبيل المثال يركّز الفصل الأوّل على التّركيبة الدّيموغرافيّة عند الدّروز، والتّحوّلات الّتي طرأت عليها في السّنوات الماضية في ظلّ الحرب الأهليّة في لبنان. ويتناول الفصل الثّالث التّنظيم الطّائفيّ والاجتماعيّ للطّائفة. أمّا الفصل الرّابع فيسلّط الضّوء على المناسبات الدّينيّة والثّقافيّة الخاصّة بأبناء الطّائفة كعيد الأضحى وغيره.

أمّا في الفصول الأربعة الأخيرة يحاول الكاتب معالجة قضايا بعيدة نوعًا ما عن السّاحة اللّبنانيّة، وتطوير نقاش حول مواضيع أخرى مثل: مكانة دروز الأراضي المقدّسة، الجاليات الدّرزيّة في المهجر، ودور الدّروز في ظلّ التّحوّلات السّياسيّة في المنطقة. في حين كان هنالك غياب ملموس لكلّ ما يتعلّق بموضوع دروز سوريا والتّحوّلات الأخيرة على مكانتهم في ظلّ الصّراع المستمرّ بين الأطراف المتنازعة على السّلطة هناك.

تولّى عرافة الأمسية أمير خنيفس الذي افتتحها بكلمة ترحيبيّة رحّب بها بالحضور والضّيوف الّذين حضروا من جامعة لندن وكليّات أخرى في المملكة البريطانية. وقدّم شكرًا خاصًّا لكلّ من عمل وساهم في إنجاح الأمسية بما فيهم إدارة جمعية أورنيس “وعي” ألاب نديم نصّار والسَّيِّدة هدى نصّار، وشكر إدارة الجمعيّة الدّرزيّة البريطانيّة ورئيسها السَّيِّد ربيع حمزة، وسكرتير الجمعيّة السَّيِّد ماجد غانم، وأعضاء اللّجنة التّنفيذيّة وعلى رأسهم السَّيِّدة عايدة أبي مرشد، والسَّيِّد إياد أبو شقرا، والسَّيِّدة هدى سلمان على كلّ ما قدّموه من نشاط من أجل نجاح الأمسية.

 

ثمّ تحدّث السَّيِّد عبّاس الحلبي وقدّم للحضور لمحة عن الدّوافع الأساسيّة من وراء تأليف الكتاب وصياغة الادّعاءات المركزيّة الواردة فيه، بما فيها تحليل عميق للتّعدّديّة الطّائفية في لبنان والتّعدّديّة السّياسيّة والفكريّة داخل كلّ طائفة، وأبعاد أحداث أيار 2007 على الخارطة السّياسيّة اللّبنانيّة ولا سيّما إعادة تكتّل أبناء الطّوائف حول قياداتهم التّقليديّة، الأمر الّذي جعل أصحاب القرار لا يتجاوزن السّبعة أشخاص إذ إنّ النّظام القائم يربط مصالح أبناء الطّوائف بزعاماتها.

من الجدير ذكره أنّ السَّيِّد عبّاس يحاضر في جامعة القدّيس يوسف في لبنان، وهو أيضًا نائب مدير بنك بيروت والبلاد العربيّة، بالإضافة إلى كونه رئيس لجنة الأوقاف الدّرزيّة في المجلس المذهبيّ الدرزيّ، وممثّل طائفة الموحدّين الدّروز في لجنة الحوار الإسلاميّ – المسيحيّ، وله العديد من المؤلّفات باللّغتين العربيّة والفرنسيّة، إضافة إلى إسهاماته الكبيرة في مقالات عديدة تتعلّق بمواضيع ثقافيّة وسياسيّة تتعلّق بلبنان والمنطقة.

وكان أوّل المعلّقين الأستاذ جورج كنعان رئيس هيئة المصرفيّين العرب في لندن، والّذي تحدّث عن أهميّة الكتاب في تقديم معلومات مهمّة عن الدّروز إلى أبناء الطّوائف الأخرى والدّور الكبير الذي يؤدّيه الكتاب في تغطية هذا النّقص، وفي التّقارب المسيحيّ-الدّرزيّ وتأثيره على مستقبل لبنان. وفي نهاية كلمته ألقى الأستاذ جورج قصيدة معبّرة للشّاعر طارق آل نصر الدّين بعنوان: شيخ الخلوات.

ثاني المعلّقين كان الكاتب الكبير والصّحفيّ في جريدة الشّرق الأوسط أمير طاهيري، الّذي شجّع الحضور على قراءة الكتاب خاصة وأنه يغطّي مواضيع جديدة تشرح التّواصل الدّينيّ بين الدّروز وطوائف دينيّة وأقلّيات ثقافيّة مشابهة في المنطقة. من الجدير ذكره أنّ الطّاهيري من مواليد طهران، وعمل في الماضي المحرّر المسؤول لجريدة كيهان، إلى أن أضطرّ لمغادرة طهران بعد الانقلاب في عام 1979.

وعند نهاية الأمسية قام السَّيِّد عبّاس الحلبي بتوقيع كتابه وتقديمه للمشتركين وذلك برفقة السَّيِّد تيم مور ممثّل دار النّشر أيتاكة البريطانيّة الّتي تولّت مسؤوليّة طباعة الكتاب ونشره في المكتبات عالميًّا. ثمَّ بيعت جميع النّسخ بسعر خاصّ بهذه المناسبة: خمسة وعشرين جنيهًا إسترلينيًّا بدلًا من خمسة وأربعين جنيهًا إسترلينيًّا كما هو سعر الكتاب في المكتبات خلال الدّفعة الأولى للنّشر.   לכידה

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .