فَطائِرُ بَقْلٍ وفَرَح .. حسين مهنّا

حسين مهنا

ما أَشْجى نَقْرَ أَنامِلِها فَوقَ الطَّبْلِيَّةِ

وهْيَ تُعِدُّ فَطائِرَ بَقْلٍ شَرِبَ صَفاءَ المُزْنِ

وغَذَّتْهُ الشَّمْسُ..

وأَرْضٌ تَعْرِفُنا من وَقْعِ خُطانا .

لَكَأَنَّ النَّقْرَ أَذانٌ يَدْعونا لِصَلاةٍ

يَتَجَدَّدُ فيها العَهْدُ لِأَرْضٍ حَضَنَتْ جَدَّاً عن جَدٍّ …

أَوصَتْهُ بِأَنْ يَبْقى مَاْسورَاً بِالعَهدِ …. فَأَوصانا .

رَفَعَتْ نَحْوي عَينَينِ غَرِقْتُ بِدِفْئِهما

قالَتْ : أَينَ الأَحْفادُ ؟

وعادَتْ تَدْحو بِمَهارَةِ خَبّازِ ابنِ الرُّمِيِّ رُقاقَتَها

قُلْتُ : سَيَأْتونَ ..

ورُحْتُ أَلُتُّ اللُّقْمَةَ بَعْدَ اللُّقْمَةِ بِالزَّيتِ البَلَدِيِّ

وآكُلُ .. آكُلُ .. واحِدَةً .. ثِنْتَينِ .. ثَلاثَاً !

ولْتَسْقُطْ أَحكامُ ( الرّيجيمِ ) العُرْفِيَّةُ

ولْيَسْقُطْ ضَغْطُ الدَّمِ

والسُّكَّرُ ..

والدُّهْنِيّاتُ ..

ومَرْحى لِفَطائِرِبَقْلٍ

ولِأَرْضٍ تُعْطينا البَقْلَ

فَلا خَوفَ عَلَينا من جوعٍ أَو حَرْبٍ تَجْتاحُ قُرانا .

حَضَرُوا

فَأَضاءَتْ غُرَفُ البَيتِ بِهَمْهَمَةِ الأَحفادِ

وصارَ البَيتُ خَلِيَّةَ نَحْلٍ ناشِطَةً

ما أَجْمَلَها …. !

دُنْيا تَتَشَكَّلُ أَلْوانَاً أَلْوانا .

ما أَجْمَلَها …. !

أَحْفادٌ فَوقَ الرّابِعَةِ ودونَ الرّابِعَةِ ،

فَ ( مَجْدٌ )يَقْفِزُ كالقِطَّةِ خَلْفَ القِطَّةِ

وَ ( حُسَينٌ ) يَتَعارَكُ مَعَ ( يوسُفَ ) في خِفَّةِ ديكَينِ ظَريفَينِ

وذاكَ (مُبَّدّى ) يَتَحَدَّى ( سَلْمانَ ) بِلُعْبَةِ ( آي بادَ )

ويَنْتَظِرانِ وُصولَ ( بَهاءٍ ) مَعَ ( أَلْما ) الحَسْناءِ

و( سَلْمانَ ) أَخيها كَي يَلْتَئِمَ الشَّمْلُ بِمَنْ جاءِ ويَزْدانا .

وهُنا ( زَهْرَةُ ) تَجْلِسُ وادِعَةً

تَرْقُبُ في شَغَفٍ ما تَصْنَعُ جَدَّتُها .

و ( رَزانُ ) تَمُدُّ يَدَيها لِلْخُبْزِ السّاخِنِ

يَحْرُقُها الخُبْزُ السّاخِنُ..

تَبْكي ..

تَلْحَسُ أَطْرافَ أَصابِعِها

نَضْحَكُ ..

لكنْ نَحْضُنُها حُبَّاً وحَنانا .

والجَدَّةُ ما زالَتْ تَدْحو بِمَهارَةِ خَبّازِ ابنِ الرُّومِيِّ رُقاقَتَها

وتُوَزِّعُ بَينَ الأَحْفادِ مَحَبَّتَها .

وأَنا – الجَدَّ –أَنُشُّ البَرْدَ بِدِفْءِ عَباءَتِيَ الصّوفِيَّةِ

يَغْمُرُني الفَرَحُ

أُتَمْتِمُ : حَمْدَاً للَّهِ بِما آتانا !

سَنَةٌ أُخْرى تَنْضافُ الى سَنَواتِ العُمْرِ ،

وما زالَتْ تَجْمَعُنا نَقَراتُ أَصابِعِها  حَولَ الطَّبْلِيَّةِ

وَهْيَ تُعِدُّ فَطائِرَ بَقْلٍ شَرِبَ صَفاءَ المُزْنِ

وغَذَّتْهُ الشَّمْسُ

وأَرْضٌ تَعْرِفُنا من وَقْعِ خُطانا .

 

( البُقَيعَة / الجَليل آذار 2015 )

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .