استضاف مسرح مركز محمود درويش الثقافي في عرابة البطوف مسرحية “رجال في الشمس” للكاتب الراحل غسان كنفاني بمشاركة كبيرة من الجمهور وبحضور رئيس مجلس عرابة الاستاذ علي عاصلة، ومدير مركز محمود درويش الفنان محمود ابو جازي ومحمد اسعد كناعنة القيادي من حركة ابناء البلد وعدد من اعضاء المجلس المحلي، وعرافة الشاب فارس بدارنة.
رئيس المجلس المحلي علي عاصلة بارك الامسية والجهد الكبير الذي تبذله ادارة مركز محمود درويش في جميع المناسبات وخاصة ان الذكرى ال 39 ليوم الارض على الابواب وعرض مسرحية الكاتب الكبير الشهيد غسان كنفاني “رجال في الشمس” ومعرض الاخت نجية ياسين، امر يثلج الصدر ، كما وبارك لأهل عرابة البطوف نجاح 6 من ابناءها في امتحان مزاولة مهنة الطب، وأن عرابة البطوف تفتخر وتعتز بأبنائها، وان هذه المجموعة يكملون مسيرة من سبقهم من الاطباء ، وأهاب بالأهل جميعا المشاركة في جميع النشاطات والفعاليات المحلية والقطرية والحزبية والمسيرة المحلية والقطرية يوم الاثنين القادم يوم الارض الخالد.
يشار الى ان مسرحية ” رجال في الشمس” رائعة الراحل الروائي والكاتب الفلسطيني غسان كنفاني الذي راح ضحية اغتيال وهو بعمر الزهر ٣٦ ربيعا لإسكات قلمه الذي رسم بكتاباته دروب نضال الشعب الفلسطيني وهو يعلم انه يحرر شعبًا او وطنًا بقلم، ومن اروع ما كتب كنفاني ،رواية “رجال في الشمس” ، الرواية الفلسطينية التي تتحدّث عن قصة لاجئين فلسطينيين يسعون وراء لقمة العيش في الكويت، بلاد النفط والثروات، كل يترك وراءه امرأة وحلما ومعاناة، ابو قيس الرجل المتقدم في السن الذي ترك اولاده وزوجته باحثًا عن رزقه، اسعد في مقتبل العمر يضطر للسفر رضوخًا عند طلب عمه الذي يريد تزويجه لابنته، اما مروان، الفتى الذي يترك امه واخوته وحبيبته ليلى لينضم لاخيه في الكويت حتى يساهم في اعالة العائلة بعد ان هجرهم الاب، يلتقي الثلاثة وتلتقي مصائرهم في مكتب التهريب، البصرة، العراق.
نردين بدارنة القت كلمة مجلس الشبيبة البلدي في عرابة وقالت:” الروائي الفلسطيني ابراهيم نصرالله قال في روايته “اعراس امنة” الذي يجبرنا على أن نزغرد في جنازات شهدائنا هو ذلك الذي قتلهم، نزغرد حتى لا نجعله يحسَّ لحظة أنه هزمنا، وإن عشنا، سأذكِّرُكِ أننا سنبكي كثيرًا بعد أن نتحرّر! سنبكي كل أولئك الذين كنا مضطّرين أن نزغرد في جنازاتهم، سنبكي كما نشاء، ونفرح كما نشاء، وليس حسب المواعيد التي يحدّدها هذا الذي يُطلق النار عليهم وعلينا الآن، فنحن لسنا أبطالًا، لا، لقد فكّرت طويلًا في هذا، وقلت لنفسي نحن لسنا أبطالًا، ولكننا مضطّرين أن نكون كذلك“.
واضافت :” نجتمع اليوم تكليلا وتخليدا لذكرى يوم الارض، المجد والخلود لشهدائنا؛ شهداء النصر، وَ”نحن أحياء هذا الصباح هنا لم نزل.. بكينا طويلًا ، طوال الظلام، على من بكى وعلى من قُتِل وكنّا على ثقة؛ ليس أقسى علينا من اليأس إلّا الأمل لكنّنا كلّما انطفأت شمعة نَـشتعِل“. لطالما ارتكز العمل الوطني والمقاومة الثقافية في الفكر السياسي، لذلك اتّخذ مجلس الشبيبة البلدي درب الهوية سبيلا للحفاظ على الهامة العربية الشامخة، وعرض اليوم، الرواية الممسرحة “رجال في الشمس ” ليست الا عرضًا لواقع الشباب الفلسطيني الاليم الذي نسعى لتسليط الضوء على تفاصيله وتغييره وفقًا لإرادتنا، و” إنّ ارضًا يسير على مائها أهلها لا تقوم طويلًا عليها الدول” .
وقال الشاب فارس ابو جازي عريف الامسية الفنية في مركز محمود درويش الثقافي :” نلتقي اليوم مع الفنانين الذين مَسرحوا روايتنا هذه، مسرحية رجال في الشمس اخراج الفنان سعيد سلامة هذه الصرخة الصامتة، العرض المميز والجديد ،الذي يدمج فن البانتوميما والرقص التعبيري والقليل من النص السردي مع نغمات موسيقية معبرة.. ووضعها في قالب لخّص بطريقته رواية كاتبنا الكبير، والمسرحية من تمثيل: حسن طه، رشا جهشان، فداء زيدان ، نعمة خازم، نضال حجاج، سعيد سلامة.
هذا وبالإضافة الى عرض المسرحية فقد فتح مركز محمود درويش الثقافي الباب امام الجمهور بزيارة معرض اللوحات الفنية بعنوان “هوية وطن” بمناسبة يوم الأرض الخالد للفنانة نجية ياسين ابنة عرابة، واللوحات تحكي تاريخ وطن وتحكي تاريخ القرى المهجرة وقد جسدتها الفنانة بلوحات لتوصل تاريخا مطمورا هو عبارة عن ماض وحاضر ومستقبل، جيل مهما مر عليه زمن واندثر تحت التراب ليبقى شاهد عيان كي لا ينسى.