مُؤْتمرُ الحَميرِ العامُّ القُطرِيُّ الكَبيرُ الّذي عُقِدَ لمُحاكمَةِ الحِمارِ ” بُلبُلٍ ” الحَقيرِ، الّذي أشاعَ ” الهَرْطَقَةَ ” بزَعمهِ أنَّ النَّجيلَ أنجَعُ منَ الشَّعيرِ – عبد السلام موسى
( المشهدُ : منصّةٌ عاليةٌ عليها أربَعَةٌ من جِلَّةِ الحَميرِ وعِليَتِهم : رئيسُ المُؤتمر ونائباهُ وعريفُ المُؤتمرِ وأمامها ساحةٌ عامّةٌ احتشدَ فيها حميرٌ كَثيرٌ يرفعونَ لافتاتٍ تُنادي بشنقِ الحمارِ بُلبلٍ لأنّهُ يُشيعُ الهَرطقَةَ ، ويُخالِفُ الإجماعَ ، ويُزَلزِلُ أُسُسَ ” دَولَةِ الحَميرِ ” ) .
عريفُ المؤتمرِ :
زَعَمَ المُسَمَّى ” بُلبُلًا ” من جَهلِهِ – أنَّ النَّجيلَ منَ الشَّعيرِ لَأَنْجَعُ !
ونَفَى – لِفَضلِ الجَهلِ – أنَّ رَئيسَنا – منهُ الهُدَى ولَهُ المَشُورَةُ أَجمَعُ
وبأَنَّهُ يَمشي فنَمشي خَلفَهُ – لا نَسألُ المَتبُوعَ عَمّا يَصنَعُ
يَسْتَنُّ فينا ما يَشاءُ بِعِلمِهِ – مُتَتَبَّعًا منهُ الطَّريقُ المَهْيَعُ
فَهُوَ الّذي خَبَرَ الحَياةَ وفَضَّها – عن سِرِّها المَكنونِ ، وهْوَ الأَرفَعُ
وأَضافَ – من فَرْطِ العِنادِ – مُجادِلًا – أَنَّ الحَميرَ لِما يَراهُ سَتَرْجِعُ
ومَضى يُعَلِّلُ ذاكَ أَنَّ ذَكاءَهُ – فَذٌّ وأَنَّ بَيانَهُ هُوَ أَنصَعُ
رَوْا فيهِ رأْيًا جامِعًا مُتَنَخَّلًا – كيما يَنالُ عِقابَ ذاكَ ويُرْدَعُ
نائِبُ الرئيسِ الأوّلُ :
إِنّي أرى أنَّ الحِوارَ لِرَأيِهِ – حَلٌّ ، لِتَفتيرِ الخُصومَةِ ، أَنفَعُ
فالسُّخفُ بالرأيِ الحَكيمِ دِفاعُهُ – كيما يُزَعزَعُ جِذْرُهُ أو يُقلَعُ
والعُنفُ بالرأيِ المُخالِفِ قُوَّةٌ – للخَصمِ تَشهَرُ رأيَهُ وتُرَفِّعُ
فخُذُوا الهَوادَةَ في الحُكومَةِ إنّني – أَخشَى الخِلافَ وَفِتْنَةً لا تُدْفَعُ
حُضّارُ المُؤتمرِ من شُيوخِ الحَميرِ وشَبابِهم :
صَهْ صَهْ ؛ فلولا أن يُقالَ تَنازَعُوا – لَغَدَوْتَ شِلْوًا في الحَميرِ يُمَزَّعُ
إنّا جَمَعناكُم لرأيٍ حاسِمٍ – يَنفي الخِلافَ منَ الأساسِ ويَقلَعُ
لا للحِوارِ ولا الجِدالِ ولا الّذي – قالَ الغَوِيُّ المُسْتَجالُ الأَرْقَعُ
نائِبُ الرئيسِ الثاني :
إنّي أرى – والرأيُ مَحْضُ تَفَكُّري – أنَّ الخِلافَ هُوَ العَدُوُّ الأَفظَعُ
والقَومُ إن نَجَمَت بهم حُرِّيَّةُ ال – آراءِ ضَلَّتْ سُبْلُهُم وتَقَطَّعُوا
والرأيُ فينا واحِدٌ لا خُلْفَ في – أنَّ الشَّعيرَ هُوَ الألَذُّ الأنجَعُ
رأيٌ وَرِثناهُ ؛ فَضَلَّ مُكابِرٌ – لا يَتبَعُ الآباءَ فيما أَجمَعُوا
هَلَكَ المُخالِفُ عن تُراثِ أُبُوَّةٍ – سَنُّوا الأصيلَ منَ التُّراثِ وأَبدَعُوا
فالرأيُ ما سَنَّ القَديمُ ، فإن بَدا – رأيٌ جَديدٌ فهْوَ رأيٌ أشْنَعُ
أَلَنا عُقولُ الجِلَّةِ الماضينَ أم – نُهْدَى إلى ما أَصَّلُوا أو فَرَّعُوا ؟!
لا خَيرَ إلّا في القَديمِ وهالِكٌ – مَن حاوَلَ الرأيَ الجَديدَ يُرَقَّعُ
فَخُذوا المُخالِفَ : أَوْثِقُوهُ ومَزِّقُوا – أَحشاءَهُ كيما يُفَضُّ المَجْمَعُ
حُضّارُ المُؤتمرِ من شُيوخِ الحميرِ وشَبابِهم :
هذا هُوَ الرأيُ الصَّحيحُ وإنّهُ – لَنُقاوَةُ الفِكرِ السّديدِ تَطَلَّعُ
فَدَمُ المُخالِفِ – تَعلَمونَ – هُوَ الرِّضا – وهُوَ الخُمودُ لثورَةٍ تستَجمِعُ
والآنَ رأيَ خَطيبِنا وقَرِيعِنا – نعني الرّئيسَ الفَذَّ ؛ فَهْوَ الأَجمَعُ
رئيسُ مُؤتمرِ الحَميرِ :
ما زِلْتُ مُذ صِرْتُ الرّئيسَ مُفَكِّرًا – فيما يُعَظِّمُ شأنَنا ويُرَفِّعُ
وأرَى السِّياسَةَ للحَميرِ هيَ الرِّضا – بِرِضا الحَميرِ وإن أتَوْا ما يَشْنُعُ
فَاسْلَمْ بِكتمانِ الحَميرِ ، وإن هَفَوْا ، – رأيًا تراهُ ،هُوَ الرّشادُ الأنصَعُ
فَالجَهلُ تَعريضُ النّفوسِ لغَضبَةٍ – منهم ؛ لَظاها وَقْدَةٌ لا تُقْلِعُ
قولُوا بما قالَ الحَميرُ وأعْلِنُوا – رأيَ الحَميرِ ، وشَنِّعُوا ما شَنَّعُوا
رأيُ الحَميرِ هُوَ الّذي تَحيا بهِ – هذي السِّياسَةُ فالْزَمُوا وتَتَبَّعُوا
(عن صفحته في الفيسبوك)