افتح بابً للنقاش غباء أم قلة حياء؟ هادي زاهر

 

1

انتهت العملية الانتخابية وأفرزت ما أفرزته وهو مغايرًا لما كنا نأمله ونتوقعه، إذ اعتقدنا بان المواطن اليهودي استخلص العبر اللازمة وتخلى عن التطرف والجشع وجنح يسارًا اعتمادًا على ما آل إلية الوضع جراء حكم اليمين الذي أغنى الأغنياء وأفقر الفقراء، الذي صب الموارد المالية في الأراضي العربية المحتلة.. الذي واصل بناء المستوطنات، بدلا من صب هذه الموارد التي تخدم المواطن هنا، لرفع جودة الحياة، لقد تصرف رئيس الحكومة ليس كرئيس لكل المواطنين وإنما كرجل عالم سفلي، تحدث عن العرب وكأنهم ليسوا بشراً  وإنما كسلعة  مما أزعج حتى “البيت الأبيض”

ونحن من جانبنا، يبدو أننا تعودنا على الإهانات فبدلًا من أن نثأر لكرامتنا جلسنا صامتين  بدون رد فعل ملائم.

 إن 13 عضو كنيست ليس انجازًا، يجب أن لا نطعم أنفسنا جوزا فارغًا إذ ما معنى أن نخرج للتصويت بنسبة 58% في حين أن المواطنين اليهود خرجوا للتصويت بنسبة 71% يعني بفارق 13%؟!! كان من الممكن أن نكسب عدد من أعضاء المجلس التشريعي ( الكنيست) وبهم من الممكن أن نرفع السور الذي يمكنه أن يصد الاعتداءات علينا وكسر أذرعة التمييز والهمجية .

أن التجاوب مع المقاطعة هي لعنة علينا ومساعدة مباشرة لقوى اليمين الفاشي في هذه البلاد.. هي بمثابة إقصائنا عن المجلس التشريعي ليخلو الميدان لحميدان ليسهل عليهم تشريع القوانين العنصرية التي تضربنا.

إن من يدعو إلى المقاطعة ضمن فلسفة غير منطقية مدعيا بان التصويت يمنح إسرائيل شرعية الوجود على ارض فلسطين  هذا في حين أنه لا يتنازل عن الشروط الاجتماعية التي تمنحها الدولة للمواطنين كافة والتي هي ليست منه، وإنما  حقنا من باب المواطنة وهي من مردود الضرائب  وهي لا تساوي بعض السنتمترات من أراضينا المصادرة  التي سلبتها الدولة.

نحن نقول بان المقاطعة هي غباء وقلة حياء فإسرائيل قائمة ونحن لا نريد محاربتها إذ أن الملوك والحكام العرب هم من منحوا فلسطين للحركة الصهيونية.. فنحن نريد رفع جودة الحياة لأهلنا  في الوقت الذي نطمح فيه إلى حل القضية الفلسطينية وانسنت اليهود التي ضللتهم وجيرتهم الحركة الصهيونية وهكذا يمكن رفع جودة الحياة.. نحن لا نريد الانجرار إلى الحقول الملغومة التي يريد أن يجرنا إليها بانيت ونتنياهو.. لا نريد تبني  اللهجة الفاشية الوحشية  التي يعتمدها لبرمان، وإنما نريد أن نعتمد على اللهجة الإنسانية الراقية التي يعتمدها رئيس الجبهة السيد أيمن عودة والتي تلين الحديد وتفيد الجميع.

نستطيع أن نجزم  بان المقاطعة هي انحناء.. انحناء يتم من خلاله ركوبنا وإبقائنا مطايا يطارد عليها عدو الحق والإنسانية.

.. هي  قلة حياء..  لا نستطيع أن نستوعب كيف يمكن أن تمارس الحكومة كل هذه العنصرية ضدنا في جميع مرافق الحياة ولا يكون عندنا رد الفعل اللازم الذي يقتضي خروجنا لممارسة حقنا في الدفاع عن مصالحنا من خلال المجلس التشريعي فهل تخشبت مشاعرنا؟!!

ثم أن أعضاء الكنيست العرب كانوا الأفضل على الصعيد الاجتماعي إطلاقا ولكن وسائل الإعلام العنصرية حجبت هذه الحقيقة، ولو أخذنا الاعتقاد الجائر بعين الاعتبار من أن أعضاء الكنيست لم يستطيعوا دفع مصالحنا إلى الأمام بما يكفي، فما هو المانع في أن ” انفع صديقك بما لا يضرك”

وهي غباء وقد قال شاعر العرب ابو طيب المتنبي:

“ذو العقل يشقى في النعيم بعقله  وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم”

ويحضرني قول شاعر أخر يقول:

“عش في الحياة عيش هائم     فالسعد  في طالع البهائم”

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .