في 22 كانون الثّاني 2015 وُلِدت القائمة المشتركة. حدث تاريخيّ غير عاديّ في ملحمة نضال هذه الأقليّة. سوف تحدّثون أولادكم بفخر بعد سنوات بأنّكم كنتم شهوداً على ميلادها أو كنتم فاعلين في نجاحها.
عملتُ، وإخوتي الثّمانية أعضاء لجنة الوفاق الوطنيّ، أيّاماً وأسابيعَ، ليلَ نهار، بإخلاص وبتفانٍ وبحكمة وبمسؤوليّة وطنيّة. كنّا ندرك أنّ هناك جماعات لا تنام الليل لإفشالنا، وأنّ هناك قوى محليّة وخارجيّة قلوبها معنا. تشاءلنا أحياناً فالمهمّة صعبة وتكاد تكون مستحيلة، ولكن تفاؤلنا الثّوريّ الممزوج بتجربة العمر، والدّعم الشّعبيّ الواسع لنا، وثقة قادة الأحزاب بنا، والهمّ الوطني الذي على أكتافهم كانوا القابلة القانونيّة لهذا الوليد الذي حلمت به جماهير شعبنا طيلة سنوات.
قالوا بشماتة: اتفق العرب ألا يتفقوا. فقلنا بفخر: ها نحن اتفقنا وبصلة بلدية في عين الحسود.. فصاروا “يتلعبطون” و “يتشعبطون” و “يتأكدمون” و “يستعربون” بحثاً عن مثلبة ينعتون بها هذا الوليد. هناك من ينتقد حبّاً بالأفضل وبالأحسن. وهناك من ينتقد لغاية في نفس يعقوب. قلنا: الكمال لله وحده. ضعوا الآن نقدكم جانباً وتعالوا نعمل معاً لتحقيق الهدف السّامي.
قال المغرضون: هي عمليّة ترتيب مقاعد. كلمة حق يراد بها باطل. فعلى ماذا تجري الانتخابات في العالم؟ اقتصاد وسياسة وحقوق مدنيّة وغيرها. وهل يتحقّق شيءٌ منها بدون مقاعد؟ المقعد وسيلة لتجسيد فكرة وهدف. والآن، وبعد ميلاد القائمة، أحبّ أن أشير إلى أنّ ميلادها خلق مناخاً صحيّاً في مدننا وقرانا. وأزال رواسب وسخاماً من مخلّفات الانتخابات للسلطات البلديّة والمحليّة. وبدأ بتفكيك الاستقطاب العائليّ والحزبيّ والطّائفيّ والحاراتيّ، ودعا إلى علاقات إنسانيّة واجتماعيّة فيها تسامح وتعاون وتفاهم.
المشتركة تقول لكوادر الأحزاب الأربعة وللمستقلّين الذين نادوا بها: هلمَّ. تحرّكوا. جاء وقت العمل. ادخلوا البيوت بيتاً بيتاً، والحارات حارةً حارةً، والشّوارع شارعاً شارعاً مبشّرين بواقعٍ جديد وبغدٍ أفضل.
صوتكَ للمشتركة هو صوتان. صوتٌ لإنجاح القائمة وإدخال عددٍ أكبر من ممثّلي القائمة إلى البرلمان، وصوتٌ لهزيمة اليمين وهزيمة العنصريّة. صوتكَ يعني زيادة مقعد برلماني للمشتركة وهذا يعني نقصان مقعدٍ برلمانيّ لقوى اليمين ولأعداء شعبنا. صوتكَ وردة وشوكة. وردة لشعبك وللقوى الدّيمقراطيّة التي تسعى للسّلام والمساواة وإنهاء الاحتلال وشوكة في حلق اليمين وعينه، أعداء الحياة وأعداء الشّمس.
تذكّروا ما يقوله علانيةً نتنياهو وليبرمان وبانيت ويشاي ومارزيل وبقيّة الشّلّة !
هل شاهدتم في نهاية الأسبوع الشّريط التّلفزيونيّ في القناة العاشرة عن المستعربين، عن قتل الأبرياء واغتيال المناضلين، عن خمس رصاصات في رأس الفلسطينيّ لتؤكّد موته، عن الذي تفاخر بأنّه قتل عدداً لا يحصى من العرب ؟
نحن نربّي أولادنا على حبّ الحياة ومحبّة النّاس وهم يربّون أولادهم على الكراهيّة والقتل.
هل رأيتم الشّريط التّلفزيونيّ أيضاً عن الملياردات التي تصرفها حكومات إسرائيل سنويّاً على المستوطنات والمستوطنين وعن سرقاتهم الكبيرة ؟
هؤلاء يقلعون زيتون أهلنا ويعتدون على مساجدنا وكنائسنا. ويسرقون لقمة خبزنا ودفاتر أطفالنا.
لا عذر لمن لا يعمل لإنجاح المشتركة. ولا عذر لمن لا يذهب إلى الصّندوق. ولا عذر للقاعدين.
سوف يسألكم أولادكم في سنوات قادمة: أين كنتم، وماذا فعلتم، وماذا كان دوركم فماذا ستجيبون ؟
حيّ على العمل ! حيّ على العمل !