نظمّت مدرسة أورط الشّاملة في ترشيحا، يوم الثلاثاء الماضي، برنامجًا تثقيفيّا، تمحور حول “التّطابق بين الشّعر العاميّ والفصيح”، التقى فيه طلاّب الثّوامن، التّواسع والعواشر في المدرسة، مع الشّاعر سيمون عيلوطي، في أربع محاضرات، امتازت بمتعة الشّعر وبفائدة طّرح الموضوع الذي تناوله المحاضر من جوانب مختلفة. وقد جاء هذا النّشاط الذي احتضنته مكتبة المدرسة، ضمن برامج “سلّة الثّقافة”، بمشاركة مديرة المدرسة، المربّية رنده اَغا ومركّزة التّربية الاجتماعيّة، المعلّمة لورين حدّاد ونخبة من المعلّمين والمعلّمات وأعضاء من الهيئة التّدريسيّة.
أعرب الشاعر سيمون عيلوطي في بداية محاضراته، عن سروره بوجوده في ترشيحا، خاصة أنه يلتقي لأول مرّة مع طلاّبها الّذين يراهم يبشّرون بالكثير من الخير. متوجّهًا أيضًا بالشّكر إلى مديرة المدرسة وإدارتها على هذه المبادرة الطيّبة لتحقيق هذه الفعاليّات.
ثم تحدّث عن تجربته الشّعريّة والأدبيّة، وعن حُبّه للعمل الثّقافيّ الميدانيّ الذي يمارسه بالتّعاون مع عدّة أطر ثقافيّة فاعلة في هذا المجال، تاركًا مساحة واسعة للتحدّث عن مختلف الأمور الأدبيّة والتربويّة، مركّزُا في الوقت نفسه على موضوع “التّطابق بين الشّعر العاميّ والفصيح”، مبيّنُا العديد من جوانب هذين النّوعين من الشعر، “المدارس الشّعريّة، الأوزان، التطوّر الذي واكبهما باتّجاه الحداثة”. معتمدًا على تقديم نماذج من الشعر العاميّ والفصيح، ما أضاف للمحاضرات جوّا من المتعة والفائدة.
كما حثّ الطلاّب على المطالعة التي من شأنها أن تصقل موهبتهم وتنمّي قدراتهم في الّلغة العربيّة، محذرًا من استعمال الحروف الآتينيّة في مواقع التّواصل الاجتماعيّ وغيرها، بدل الحروف العربيّة، منوّهًا أن الشاعر الكبير سعيد عقل، صغر وكاد يَأفل نجمه كشاعر، حين دعا إلى الكتابة بالحروف الآتينيّة بدل الحروف العربيّة.
بعد ذلك قرأ مجموعة مختارة من شعره الذي يُمثّل مراحل مختلفة من مشواره مع الشّعر والأدب.
من جانبها، فقد رحّبت مركّزة التّربية الاجتماعيّة، لورين حدّاد، باسم إدارة المدرسة، بالشاعر سيمون عيلوطي الذي قدم من الناصرة لتقديم محاضرات تندرج ضمن برنامج “الفعاليّات اللامنهجية” والتي تعتبر مكمّله للمنهاج التّدريسيّ الرسميّ، لما تطرحه من أمور تدور في مجال الأدب والشعر عامّة، متيحة الفرصة في الوقت ذاته أمام طلاّبنا وطالباتنا للقاء ضيفنا الشاعر للتّعرف على تجربته الشعريّة والاستمتاع بأشعاره أيضًا.
في نهاية اللقاءات، شارك الطلاّب بقراءة نصوص أدبيّة من نتاجهم وتقديم مداخلات وأسئلة، دلّت على تجاوبهم مع المحاضر.