اذا كنتم لم تعلموا بعد، ان العاصفة الثلجية “جنى” ستضرب البلاد منذ يوم غد ولا تغادر الا مع مغادرة هذا الاسبوع، فلا بأس ان تعرفوا، انها ستصفع، بمنخفضها الجوي وثلجوها الباردة، الوجوه انتقاما لزميلتها السابقة “هدى” التي دملتها الست الهانم مسبات، لأنها لم تف بوعودها، وتكسي بيتنا وحديقته بفستان زفاف ناصع البياض فلعل ينتبه العرسان لابنتنا، التي كاد القطار يفوتها، وهي تبادلهم قذف كرات الثلج.
اما انا، الذي لا اتحمل البرد ولا اريد مثل هذه الصفعات الثلجية حتى لو بقيت ابنتنا بايرة وتحلم بفستان زفاف بنصاع الثلج ، فسأتقدم بشكوى على الارصاد الجوية التي اطلقت اسم “جنى” على العاصفة القادمة؛ إذ يكفيني ما الاقيه من صفعات الست الهانم التي هي الاخرى اسمها جنى، ويكفيني ما جنته عليّ المرحومة امي وهي ترغبني ببنت عمي ـ خي بيي، فهي حلوة ونغشة و”مكنزة” معها قرشين نظاف والواحد “بنزل بنت عمو عن ظهر الفرس” وو.. وانا عقلي مدوّر ومضحكة، وقلت، “بآخذ بنت عمي وبتغطى بكمي”..
لكن لم يترك المثل شيئا الا قاله فـ”يا حرة ومع مين علقتي” حيث اخذت، مع الايام والسنين “تتوحم” على كيفية دعك انفي ولم تترك مناسبة الا وجعلتني محرجا امام الناس.. ومع ان ديك الدجاج يكنى بابي القاسم، الا انها كثيرا ما تهكمت علي امام الاصحاب قائلة ” “من قلة الزلام سمو الديك ابو علي”. ودائما تدعي انها صغيرة وتغمز نحوي بالقول: “الكبير زتوا في البير”، وتنسى ان شعرها ابيض مثل ثلج هدى وجنى مع بعضهما. لكن يعود الفضل لصبغات الشعر وكريّم الوجه ومسكرة الجفون وو.. والمكيجة..
اكثر من ذلك قلبها بتقطع شفقة خاصة اذا شافت قطة مدهوسة او طائر منتوف ريشة.. وتنسى انها لا تقبل الا شراء المعاطف من جلود الدببة الروسية وحذائها وحقيبة اليد ايضا من افخر الجلود ولا تنام الا على وسادة من الريش الناعم.
أي نعم كل هذا “حطينا على راسو حجر” اما ان تحذو، مؤخرا، حذو الشيخة موزة وتنصّب ابنها الآمر الناهي في “مملكة” بيتنا، وتجعلني لم اعد اعرف من الزلمي في البيت انا ام هي.
وعليه، يا اصحاب، اتمنى من كل قلبي ان تخيّب “جنى” هي الاخرى الآمال مثل زميلتها السابقة “هدى” فيكفيني بلاوي جنى ام الاولاد.
(مفيد مهنا ـ البقيعة)