على الرغم من مرور قرابة العامين على إطلاقها على أجهزة الهاتف المحمول، إلا أننا حتى الآن نعجز عن التوقف عن لعبها. يشرح لنا مصممو لعبة الكاندي كراش ساجا وخبراء علم النفس السبب الذي يجعلها لعبة لا تقاوم.
إذا لم تسمع عن لعبة كاندي كراش من قبل، فهي لعبة لأجهزة الموبايل تجعلك تدمن لعبها. يقول لاعبوها أنهم بسببها نسوا أولادهم ينتظرونهم أمام باب المدرسة، وهجروا أعمالهم المنزلية، وحتى أنهم تسببوا في إيذاء أنفسهم بينما كانوا يحاولون الوصول إلى مستويات جديدة في هذه اللعبة.
لُعبت لعبة كاندي كراش 151 مليار مرة منذ إطلاقها قبل حوالي العامين. وهي المرة الأولى التي يحتل فيها نفس التطبيق الصدارة في أنظمة IOS، وأندرويد، وفيسبوك في نفس الوقت. تقول شركة كينغ King التي ابتكرت اللعبة، وهي شركة مقرها ستوكهولم، أنّ واحداً من بين كل 23 مستخدم لفيسبوك يلعبونها. وصحيح أن اللعبة مجانية، إلا أن المستخدمين يقومون بعمليات شراء ضمن اللعبة تدر الكثير من المال.
تقدر شركة Think Gaming التي تصدر تحليلات متعلقة بالألعاب أن اللعبة تدّر 875,382 دولار أمريكي يومياً. (يمكنكم مقارنة هذا الرقم بما تدره لعبة الطيور الغاضبة Angry Birds الذائعة الصيت وهو حوالي 6,381 دولار أمريكي يومياً).
يضاف إلى هذه الشهرة، أن اللعبة تحتل حيزاً كبيراً في حياة المستخدمين الذين يلعبونها. ففي استبيان أجراه موقع Ask Your Target Market استطلعت فيه آراء 1000 لاعب، وجد أن 32% منهم تجاهلوا عائلاتهم وأصدقائهم للتفرغ للعب الكاندي كراش،وخاض 28% منهم جدالاً كبيراً مع الآخرين بسبب الوقت الكبير الذي كانوا يمضونه في اللعب، بينما قال 30% منهم أنهم يصنفون أنفسهم “مدمنين” على اللعبة.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هناك الكثير من الألعاب الرائعة في السوق، فما الذي يجعل هذه اللعبة مسببة للإدمان لهذا الحد؟
سألنا تومي بالم، أحد مصممي اللعبة، عن ما فعله الفريق الذي طوّر اللعبة حتى تمكن من أسرنا بهذا الشكل. كما قمنا بدعوة بعض خبراء علم النفس، وبعض اللاعبين لفهم القصة وراء هذا الإدمان، والسبب وراء نجاح الحيل التي جاء بها فريق اللعبة لإيقاعنا في أسرها. إليكم هنا 9 أسباب تجعل لعبةً كاندي كراش لعبة لا تقاوم.
1. تجعلك تنتظر
لعل أهم عنصر تتجلى فيه عبقرية لعبة كاندي كراش هو في قدرتها على جعلك تتوق للعبها. لديك خمس محاولات (حياة) لصفّ الحلوى بالشكل المطلوب. حالما تستنفذ محاولاتك، عليك الانتظار 30 دقيقة قبل التمكن من اللعب من جديد. إذا لم تستطع الصبر، يمكنك الدفع لمواصلة اللعب (وهذا هو السبب الذي يجعلها تحقق عائداً مالياً كبيرا على الشركة). “لا يمكنك لعب كاندي كراش كما تشاء طوال الوقت، لأنك ستستنزف الحيوات (جمع حياة) الخمس التي تملكها” يقول آندي جارك، 22 عاماً، وهو أحد القلائل الذين وصلوا إلى المستوى 440 ،في اللعبة. “وفي الحقيقة إن ذلك الشعور بأنك مقيد بشكل ما، هو الذي يخلق لديك رد فعل طبيعي تجاهها، فأنت دائماً ترغب بالحصول على ما لا تستطيع الحصول عليه. وفي هذه الحالة أنت لا تملك محاولات جديدة للعب، بالرغم من أنك تريد الحصول عليهم بشدة”
“أعتقد أن هذا ما يجعل اللعبة مسلية أكثر على المدى الطويل”، يقول المصمم بالم. “إذا كان لديك لعبة تستهلك الكثير من الطاقة الذهنية، فستستمر باللعب بها دون أن تلاحظ أنك جائع أو أنك بحاجة للذهاب إلى الحمام. لكنك بعد هذا ستنفجر، و ستتوقف عن اللعب في النهاية. لذا ومن وجهة نظر ترفيهية محضة، الأفضل أن تخلق توازناً تمنح فيه اللعبة للاعب أوقاتاً مستقطعة للراحة”.
2. للكلام الجميل أثره أيضاً
ضع أربع قطع حلوى في صف واحد، وستراهم يُمحون من أمامك، وستبدأ الحلويات الأخرى بأخذ أماكنها لتحرز لك مزيداً من التطابقات. وفي النهاية تظهر كلمات مع صوت يقول ” Delicious” و “Sweet”. هذه الاستجابة التي تبديها اللعبة لما ينجزه اللاعب أساسيةٌ لجعله يغوص فيها أكثر. “تعتبر المكافآت من أهم الأسباب التي تجعل الناس مدمنين على الأشياء” يقول الدكتور كيمبرلي يونغ، الخبير والرائد في مجال الإنترنت والإدمان على الألعاب والذي يعالج الأشخاص المدمنين على الإنترنت. “عندما تلعب اللعبة، ستمنحك شعوراً جميلاً عن .نفسك”
3. يمكنك اللعب بيد واحدة
يقول المصمم بالم أن الأزرار في اللعبة و التصميم كله مصمم بحيث يستطيع الشخص القيام بأشياء أخرى أثناء اللعب، كأن يحمل بيده الأخرى شيئاً يشربه، أو يحمل حقيبته، أو يتمسك بشيء ما بينما يتنقّل في مترو الأنفاق، أو حتى إبقاء هاتفه مخفياً تحت الطاولة بينما هو يلعب. إنها ميزة أساسية تجعل هذه اللعبة مثالية للعب في القطار، أو بينما تنتظر موعدك في عيادة الطبيب، ستنجيك من الاجتماعات الطويلة المملة. أضف إلى ذلك، أنك تستطيع اللعب بدون إنترنت أيضاً، لذا حتى لو كنت في مكان لا تغطية لشبكة الإنترنت فيه، لا يزال باستطاعتك شغل وقتك بتحطيم الحلويات.
4. هناك المزيد دائماً
يقول بالم بأن فريق لعبة كاندي كراش يضيف تحديثات على اللعبة ومراحل جديدة كل أسبوعين. هناك الآن 544 مستوى (حتى وقت كتابة المقال الأصلي). “قبل ثلاث سنوات فقط، كان ينظر إلى لعبة فيها 30 مرحلة على أنها إنجاز مذهل” يقول كينغ. “اليوم، ترفع لعبة كاندي كراش سقف المحتوى الذي يجب أن تحتويه ألعاب الهاتف الجوال”.
والجميل في الأمر أنه لا مجال للفشل في أية مرحلة. إذا وصلت إلى طريق مسدود ولم تعد أمامك خيارات تلعبها (وهو أمر نادر الحدوث) فإن رقعة اللعب سوف تقوم بإعادة ضبط نفسها لتبدأ من جديد. أي أنك لن تجد نفسك عالقاً أبداً، ولا يمكنك أن تخسر أبداً. “أعتقد أن هذا سبب يقوي صلتك باللعبة” تقول الدكتورة دينا ميلر، وهي طبيبة نفسية كتبت عن عنصر الإدمان في لعبة الطيور الغاضبة Angry Bird ذات الشعبية الواسعة أيضاً، والتي تنتهي عندما تستنفذ عدد الضربات التي يمكنك القيام بها. “و يمكنك عندها الدفع لشراء طريقك إلى خارج المرحلة الذي علقت فيها إذا تملكك الإحباط.”
5. لا حاجة للدفع، لكن إذا أردت فيمكنك ذلك بسهولة جداً
يقول كينغ أنه من بين جميع اللاعبين الذين وصلوا إلى المرحلة الأخيرة من اللعبة (المرحلة 544)، أكثر من 60% منهم لم يدفعوا أبداً لشراء فرص للاستمرار باللعب. لكن إذا أردت الدفع فهو سهل جداً. كل ما عليك فعله هو الاتصال بحسابك في فيسبوك أو في متجر الألعاب؟ وستدفع بضغطة واحدة.
6. اللعبة تخاطب الطفل الذي في داخلنا
“تترك الحلويات شعوراً جميلاً عند الكثير من الناس منذ كانوا أطفالاً”. يقول بالم. “وتصنع الحلويات بأشكالها الجميلة رقعةً لعب رائعة حقاً”. وأنت في الحقيقة تشعر عندما تلعب كأنك تخوض تجربة في “أرض الحلويات”. فأحجار اللعبة هي الحلويات، والصفحة الرئيسية للعبة تبدو كلوحة “أرض الحلويات”، ويظهر أصدقاؤك على تلك الرقعة متموضعين كلٌ في المرحلة التي علِق فيها.
7. لعبة اجتماعية
اللعبة الاجتماعية هي أي لعبة تمكّنك من التواصل مع أصدقائك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك مثلاً. مهما كانت اللعبة، فإن إمكانية اللعب مع أصدقائك أو التنافس معهم، هو دافع للعب لا يمكن مقاومته. “دعني أقول لك شيئاً مهماً، لا أحد يأتي إليّ لأنه يعاني من إدمان مرضي على لعبة الكاندي كراش” يقول يونغ “لكن يمكنك تسمية الحالة بالإدمان الاجتماعي إذا أحببت.”
8. فرصة للهروب
يقول يونج “عندما تقرأ دراسة حول اللعب فأنت عادة تنظر إلى أشخاص يحاولون إلهاء أنفسهم عن شيء آخر في حياتهم.” وصف قطع الحلوى عمل يبعث على الاسترخاء، أضف إليها تلك الموسيقى المبهجة، هذا كله يوفر وصفة مثالية تخفف من التوتر.
9. اللعبة تكبر معك
ليست كاندي كراش لعبة عادية كغيرها من ألعاب صف الأحجار. “أتذكر أنني عندما بدأتُ باللعب، كنت غير مبال للعبة.” يقول جارك ” لكن كلما لعبتُ أكثر وأكثر أصبحتُ أكثر إدماناً على اللعبة”.
وبفضل الانتباه لأدق التفاصيل من الشركة المطورة للعبة، حطمت الكاندي كراش منافسيها من الألعاب الأخرى. فمثلاً، عندما بدأ اللاعبون يشتكون في فيسبوك بسبب صعوبة المرحلة 65 ( وهي المعروفة بأنها أحد أصعب المراحل في اللعبة)، قامت شركة كينغ بتعديل المرحلة لجعلها أسهل بكثير (ولو أنها لم تصبح سهلة جداً).