إليك أيّها البحر السّاكن في أعماقي.. نبضات ضمير.. علّها تخفف من حدّة الموج والأنين.. وإلى كلّ من راقت له كلمتي.. وداعبت أوتار حسّه.. لأعزف له معزوفة الوفاء بنبضات ضمير.. إلى الـــ أنت الّتي تسكنني.. منذ مطلع الفجر.. وهروب الأنا.. من عاصفة جليد الغربة والصّقيع.. هذا بعض مما طرزته ابنة “قانا الجليل-كفر كنا ” الكاتبة عدلة شداد خشيبون في كتابها “نبضات ضمير” الذي صدر اليوم عن دار الوسط اليوم للإعلام والنشر في رام الله .
وجاءت مقدمة الكتاب الواقع في 120 صفحة للأديب يوسف ناصر الذي استهل مقدمته بالقول: نثرت أمامي الكاتبة عدلة شدّاد خشيبون ملء وعائها من ثمرات قلمها، وألقت على سمعي نبضات ضميرها في كتابها الأوّل هذا، وإذ اخترت هنا ألّا أكتب بقلم النّاقد، كان حقّها عليّ من ذلك، محض تقديري وتشجيعي لهذا الإشراق الأوّل، في زمن كثر فيه الشّعراء وقلّ الشّعر، وما أطول الأقلام في أيدي أصحابها، وما أقصرها في الوصول إلى قلب القارئ الظامئ..!
وأضاف ناصر في مقدمته “تكتب الكاتبة عدلة من قلب يخفق بالمحبّة الحارّة، والأمل الزّاهر، وحنان الأمّ السّاخن. وفي عروق قلمها ينساب نُسْغ السّلام، والحبّ، والأخوّة، والرّحمة والحنين إلى المثل السّامية. ولا ننسَ أنّها الابنة، والأخت، والزوج، والأمّ.. وهذه كلّها روافد تزخر بكثير من المشاعر النّبيلة، والعواطف الصّافية التي لا يمكن أن تتأتّى يومًا إلّا لأقلام النّساء.”
أُجلّ بين سطورها ثورة المرأة، على سلطة الفكر الجليديّ الّذي يحكم عقول أبناء المجتمع، وتمرّدها على مملكة العادات الّتي يتوارثها النّاس جيلًا بعد جيل، وليس في ذلك من يجرؤ على هزّ عروشها، وهدم قلاعها الرّاسخة منذ القدم، في النّفوس والعقول بين أبناء البشر! قلم الكاتبة عدلة يخطّ مشاعرها، وأفكارها بصدق، وعلى السّليقة، فلا هي تنتحل إحساسات ليست لها، ولا تلفّقها..! بل إنّ ما تكتبه هو نتيجة لتجربة بعد أخرى أمَضَّتْها فعلًا، وتترك روحها تضطرم لها اضطرامًا..!
وقالت الكاتبة عدلة شداد خشيبون :باسمي واسم مولودي الجديد (نبضات ضمير).. أنثر باقات شكر وتقدير للصّديقة الشّاعرة الرّائعة آمال عوّاد رضوان.. فكما أنّ هناك قابلة للولادة ترافق الأمّ.. تخفف عنها رهبة الولادة وتحضن وليدها.. هكذا كانت آمال.. حيث همست في أذني.. لا تخافي ولا تخشَيْ.. نصوصك تستحقّ الحياة.. وأمسكت بيدي تُلاطف نصوصي.. تُراجعها.. تُنقّحها.. تُنسّقها.. لتقدّمها بكامل زينتها.. وبأحلى حلّة.. فلها من عمق أعماقي.. جزيل شكري وامتناني..و للأستاذ الأديب القدير يوسف ناصر.. حيث أرفع له قبّعة الاحترام والتّقدير.. لموافقته تقديم هذه النّبضات.. بكامل هيبته وتواضعه دون أيّ تردّد..و للكاتبة الفلسطينيّة القاصّة دينا سليم حنحن، لمداخلتها وقراءتها نبض ضميري..و لكَ أيّها الحاضن نبضاتي.. وآسر حكاياتي.. لتبدو أجمل.. ولكم إخوتي الأجلّاء وأصدقائي الأعزّاء.. الّذين دوْمًا يُشجّعونني ويحثونني.. اُعذروني لعدم ذكر أسمائكم الكبيرة الكثيرة .
واختتمت الاديبة دينا سليم حنحن بالكتابة عن “ومضات ضمير”: خرج هذا الإصدار كقبس من نور، أتى ليُذكّرنا أنّ هناك من يستحقّ الحياة، وأنّ هناك نبضات تنتظر من ينفخ فيها روح الحياة لتكتمل، والسّؤال الّذي تطرحه كلّ مرّة، ويصل إلينا عبر السّطور، صرخة مُدوّية، لكنّها هادئة تنهش الأعماق قائلة: (أريد أن أكون، يحقّ لي أن أكون)، وتناشد العدالة الكونيّة بصمت مُعمَّر باللّون الرّماديّ، (إلى أين تأخذنا معك يا أيّها العالم الظالم)، وبنبرة حادّة أخرى، وكقطع السّكّين تصرخ بهدوء، (أريد عالمًا خاليًا من الشّوائب)!