وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان له (محرقة اليهود) بأنها أبشع جريمة في التاريخ المعاصر. هذا هو لسان حال كل فلسطيني يعتمر المشاعر الإنسانية كوفية ونهج حياة.
في عشيّة بيان الصدق هذا أتابع مستغربًا رأي اليمين الإسرائيلي وهو يُصوِّر أبا مازن بان تصريحاته هذه لا تفرز إلا هلاكًا لأحفاد من نجوا من جحيم حرائق محرقة بني صهيون الأبرياء الذين لاكتهم أنياب الوحش النازي البربري.
ابحث في أفكاري وفي قراءاتي عن إسرائيلي يُثلج صدور الناس ببيان فيه إدانة لما يجري بحق شركائهم الفلسطينيين في الوطن من ذبح وسلب ونهب!!
إن رجلا مسؤولا كأبي مازن يرسم بصدق وشجاعة صورة للفلسطيني الحضاري بعكس ما يرسمه ليبرمان ومن لفَّ لفّه من الحاقدين كارهي فلسطين بشرًا وحجرًا وتاريخًا وجغرافية.
ألا يعلم رافضو الاعتدال الفلسطيني انهم بمواقفهم الرافضة هذه يدغدغون مشاعر المتشددين بان يزدادوا تشددًا في تكفيرهم وإرهابهم وانتهاكاتهم ورفضهم للرأي الآخر؟!
ألا يعلم رافضو الاعتدال الفلسطيني وهم يشككون في النوايا الفلسطينية الخيرة انهم يُشكلون وقودًا يُذكي حرائق الجماعات المسلحة الحارقة بأفكارها الظلامية ربيع الشعوب على اختلاف انتماءاتها في مشرقنا العربي مهد الرسل والحضارات؟!
حتى لاءات عبد الناصر استبدلها الفلسطينيون بأغصان الزيتون فاعترفوا بحق الإسرائيليين في دولة ذات سيادة وذات كيان إنساني مستقل. ما من امّة حوربت كما حورب العرب وما من امة أهينت كما أهين العرب وتحديدًا عرب فلسطين!!
إن التفويض الفلسطيني الذي يحمل لواءه صائب عريقات يتحول إلى تقويض يحمل لواءه السيد نتنياهو وهو يرفض مصالحة الفلسطينيين الذين يريدون المصالحة فيما بينهم ليكون سلامهم مع إسرائيل أرحب واشمل.. إن رفض الإسرائيليين لهكذا مصالحة يشحذ مناقير الصقور المُغيرة على حمائم أبي مازن ويدفع العنصريين في امتشاقهم سيوف تدفيع الثمن!!
لقد حان الوقت ليدرك الأمريكيون ومعهم الإسرائيليون ان الانتصارات الإسرائيلية المتكررة لا تحقق إلا فوزًا عسكريًا، ولكنها لن تحقق هدفًا سياسيًا إنسانيًا نجد فيه حلًّا لصراع دام يصرع آمالنا في حياة امن وأمان.
إلى متى ستبقى كراهية العرب تجارة رابحة عند الغرب وعند الأجانب عامة وفي الداخل الإسرائيلي خاصة؟! إلى متى؟!