كتب جواد الصايغ في بانوراما الشرق الأوسط يوم الثاني والعشرين من ايلول الجاري ان النائب اللبناني، وليد جنبلاط، فجّرَ مفاجأة كبيرة خلال الزيارة التي قام بها إلى حاصبيا وراشيا، بعيد إطلاقه سلسلة من المواقف المفاجئة خصوصا على صعيد البيت الداخلي لطائفة الموحدين الدروز.
وكان الزعيم الاشتراكي، الذي ينظر إليه على انه يمثل النسبة الأكبر من دروز لبنان، قال في جولته متوجها إلى الدروز: عودوا إلى جذوركم، عودوا إلى الإسلام والفرائض الخمسة، واعيدوا بناء المساجد.
كلام جنبلاط، إستقبل بغضب في أوساط الموحدين ورجال الدين، الذين اعتبروه، طعنا في إسلام الدروز، وكأنه في ذلك يوافق تنظيم داعش الذي دخل على عدد من البلدات التي يقطنها الدروز في ريف إدلب العام الماضي بغية جعل سكانها يعتنقون الإسلام، رغم أنهم مسلمون، يؤمنون بالشهادتين”.
وأشار المشايخ” إلى ان تصريحات جنبلاط، كانت في غير محلها، ولاقت ردود فعل غاضبة، خصوصا انها اتت في وقت تقف فيه المنطقة بكاملها على فوهة بركان”، ومضيفين” هل سمع زعيم الحزب الاشتراكي، بالصحابي سلمان الفارسي وعلاقته برسول الله”.
وعن إمكانية ان تكون تصريحات جنبلاط، تهدف إلى الحفاظ على طائفة الموحدين في هذه الظروف التي تحيط بالمنطقة، رأى المشايخ” ان الموحدين الدروز يتواجدون في المنطقة منذ آلاف السنين، ويتعايشون مع محيطهم، كما ان هناك العديد من الحركات المتشددة، ظهرت في القرون الماضية، ولم تشكل خطرا على الدروز، فلماذا اليوم اذن، الخوف من داعش، وإظهارها على أنه الوحش الذي سيفترس الموحدين”.
وأضافوا ”لنسلم جدلا أن جنبلاط يريد خلاص الموحدين، والحؤول دون ملاقاة مصير المسيحيين والأيزيديين في العراق، ألم يكن الأجدى به مناقشة هذه الأمور ضمن خلوات داخلية مع مشايخ الطائفة، و إقامة مؤتمر يضم مشايخ الهيئة الروحية للموحدين الدروز، ودار الفتوى، ومشايخ علماء المسلمين،”، متابعين” الجهة الوحيدة المستفيدة من تصريحات جنبلاط، هي داعش، فيما لو قررت خوض القتال ضد الدروز، إذ ان قادة هذا التنظيم سيستخدمون تصاريح جنبلاط في مواجهة ابناء الموحدين، في معرض اعتبارهم غير مسلمين”.