في زيارتي الى الأردن برفقة وفد كريم التقينا بشيوخ من بني معروف وزرنا مؤسسة خيرية. وقد لفت نظري موضوعين:
الأول ان عشائر بني معروف في الأردن قليلو العدد كبيرو القيمة والقدر. ان عددهم غير معروف بالضبط، لأنه لا يوجد احصاء رسمي لعدد الدروز في الاردن، لا توجد خانة لا في دفتر النفوس ولا في بطاقة الهوية للدروز. بل هم يعتبرون مسلمين في نظر الدولة. ولأنهم متفرقون في عدة مدن: عمان والرصيفة والزرقاء والهاشمية والأزرق وغيرها. وفي عمان موجودون في عدة مناطق أهمها الجبل الأخضر والياسمين وام البساتين وماركا وغيرها .
وهم يشعرون بأمان في ظل الدولة ومؤسساتها والعائلة الهاشمية، ومندمجون في مؤسسات الدولة في الجيش والشرطة والدوائر الحكومية والمصالح العامة والخاصة. وفيهم التجار والمقاولون والمحامون والأطباء وضباط كبار في الجيش والشرطة وأصحاب وظائف عالية ولهم عضو في البرلمان الاردني وهو السيد فيصل الاعور. وعلاقتهم مع المؤسسات والأحزاب والهيئات الاجتماعية والاقتصادية والناس عامة سليمة ومتشابكة. ويعتزون بوطنهم ومليكهم ومواطنتهم.
وعلاقتهم مع بني معروف في سوريا ولبنان وإسرائيل جيدة وقوية. ويلعبون دورا هاما في التواصل بين دروز هذه الدول بحكم السلم مع إسرائيل. ويؤدون اليوم دورا كبيرا في إيصال المساعدات من دروز إسرائيل الى أقاربهم ومعارفهم في سوريا.
وأكثر ما لفت نظري النهضة العلمية والانتساب للجامعات. واهم منها تلك النهضة الدينية بينهم شبابا ورجالا ونساء. هذه النهضة الدينية في المحافظة على الأخلاق والقيم تساعدهم كثيرا في الاندماج في المجتمع الأردني المحافظ والمتدين. وفي نفس الوقت تحافظ على هويتهم المعروفية وعلى ترابطهم مع بني معروف في المراكز الأخرى. ونادرا ما تجد بينهم الزواج المختلط الذي يعد معيارا للحفاظ على الهوية والتمسك بالدين. ويتحلون بالكرم وحسن الاستقبال. ويفتحون بيوتهم وقلوبهم ولا يتوانون لكل زائر. إلا إنني لم الحظ نشاطا او دورا للمرأة الدرزية هناك، إذ لا يتم رفع مكانة الطائفة بدون مشاركة المرأة وان الدين لا يمنع ذلك.
الموضوع الثاني ما شاهدناه من عمل جمعية العون الصحية الأردنية التي تقوم بمساعدة اللاجئين والنازحين بسبب الحروب والاضطرابات في كل الدول العربية وخاصة اللاجئين السوريين، إذ تقدم لهم الدواء والعلاج والعيادات والمستشفيات في الأردن وغيرها، بما في ذلك دروز سوريا. وقد كان للشيخ ابو عنان زيدان عطشة رئيس منظمة العون الدرزية الفضل في تعريفنا بهذه الجمعية ورئيسها الدكتور ابو العون يعرب العجلوني الذي جعل بعمله الدؤوب والمخلص من هذه الجمعية مؤسسة عالمية على مستوى عال من النجاعة والنجاح والتوسع في خدمة المعوزين والمنكوبين.
وبفضل التعاون بين جمعية العون الصحية الأردنية وجمعية العون الدرزية في إسرائيل ستصل إمدادات طبية الى جبل الدروز نرجو ان تكون فاتحة خير لتقديم المساعدات الى إخوتنا هناك سائلين الله ان يخفف ويزيل المحنة عنهم.