قام يوم امس السبت رئيس الوزراء الفلسطيني د. رامي الحمد الله يصحبه الامين العام لرئاسة الوزارة الفلسطينية علي ابو دياك مع وفد مرافق، بمهمة تقديم التعازي بوفاة الشاعر الكبير سميح القاسم، وفي طريقه الى الجليل عَرّجَ على مقر مؤسسة محمود درويش للأبداع في كفر ياسيف، كون سميح ومحمود ـ “شطرا البرتقالة” ولأخذ قسط من الراحة بعد السفر الطويل.. وكان في استقبالهم بمقر المؤسسة كوكبة من الادباء والمثقفين شملت على: احمد درويش (شقيق محمود)، فتحي فوراني، سهيل عطاللة، محمد علي طه، د. محمد بكري، المحامي جواد بولس، سعيد بولس، ياسر درويش، النائبان محمد بركة وعفو اغبارية، المحامي شادي شويري وعصام خوري (مدير المؤسسة). حيث تناولوا اطراف الحديث عن الشاعر القاسم.. ثم انتقلوا بعد ذلك الى الرامة حيث كان في استقبالهم انجال الشاعر الراحل ومختلف الاقارب ومن اليهم من أهالي الرامة والوفود المتواجدة .. حيث رحب بهم الاعلامي وديع عواودة، عريف ادارة استقبال الوفود التي تتقاطر من مختلف قرى ومدن البلاد لتقديم التعازي برحيل الفقيد القاسم.. داعيا الدكتور الحمد الله لألقاء كلمته هذا وجاء في الكلمة التي القها د. الحمد الله:
” نودع اليوم الشاعر الكبير، والوطني الصادق، وأحد رجالات فلسطين الأبرار سميح القاسم، وأتقدم من عائلته وأهله وذويه باسم سيادة رئيس دولة فلسطين الأخ أبو مازن، وباسمي ونيابة عن الحكومة الفلسطينية، وأبناء شعبنا في الوطن والشتات، بأحر التعازي والمواساة، وأوجه تعزية خاصة لأهالي قرية الرامة من مسلمين ومسيحيين ومن أبناء الطائفة الدرزية الكريمة، الذين عاشوا على هذه الأرض الطيبة كما عاش عليها آباؤهم وأجدادهم متحدين ومتآخين بهذا التنوع الديني والاجتماعي والثقافي الخلاّق، يمثلون هذه الوحدة المتينة في المجتمع الفلسطيني في أماكن تواجده كافة“. وقال ان سميح القاسم كمحمود درويش وتوفيق زياد، كل منهم أعظم شاعر لأعظم قضية، كل منهم سار في درب الحرية التي سار عليها أجيال من الشعراء والأدباء والمبدعين ، كرّسوا على امتداد تاريخ صراعنا من اجل الحرية والاستقلال مفهوم الوطنية الفلسطينية، وتجليّات الهوية الفلسطينية بأبعادها القومية والإنسانية، ومجّدوا البطولة والتضحية، والتشبث بتراب الوطن، وكتبوا قصائد الشوق والحنين ، ووضعوا فلسطين وردة في سفر الخلود، وتحوّل شعر سميح ورفاقه الى أناشيد وأدب مقاومة، وقصائد يحفظها الكبار، ويكبر على محبتها الصغار. واستطرد قائلا: سميح القاسم من أعظم الشعراء لأعظم وأعدل قضية، قضية فلسطين، قرن القول بالعمل، وربط الإبداع بالممارسة، فهو المناضل من اجل الحقوق الوطنية، والمناضل من أجل السلام والمساواة، والمناضل من اجل حقوق شعبه، حق تقرير المصير، وحق العودة، وحق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود 67“. وانتهى رئيس الحكومة الفلسطينية الى القول: رحل سميح القاسم لكن إبداعه لم يرحل، وسيرته ومسيرته وحياته الحافلة بالكفاح والنضال والتحدي لم ترحل، فأدبه خالد كما ادب ابراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود، وعبد الكريم الكرمي، ومحمود درويش، وغسان كنفاني، وتوفيق زيّاد، وراشد حسين وسالم جبران، ومعين بسيسو، وهارون هاشم رشيد، وعشرات المبدعين.. أدبهم خالد، وثقافتهم كانت وما زالت في قلب مشروعنا الوطني، تضيء لنا الدرب، ونستلهم منها القوة والعزيمة. واليوم ونحن في حضرة شاعرنا الكبير سميح القاسم نقول له نم قرير العين في ثرى بلدك الطيب فإنّا باقون على العهد . لك المجد والخلود ولشعبك الصمود والمضي قدما في كفاحه العادل من اجل الحرية والاستقلال ، انت باق في الرامة وانت باق في قلوب ابناء شعبك، باق في ربيع وورود وزهور فلسطين .. من جانبه نجل القاسم وطن رد بكلمة مفعمة بالشكر والتقدير على هذا الاهتمام من جانب السلطة الفلسطينية برئيسها ومجمل حكومتها مؤكدا انهم سائرون في طريق والدهم .