البابا في خطاب شديد اللهجة ينتقد تعلّق المجتمع بالماديات

القى البابا فرنسيس امس امام 45 الف مؤمن تجمعوا في استاد قرب سيول خطابا شديد اللهجة منتقدا تمسك المجتمع بالماديات المسؤولة في نظره عن “آفة اليأس”.
وفي اليوم الثاني من زيارته لكوريا الجنوبية وصل البابا بالقطار السريع الى ملعب “وورلد كاب ستاديوم” في داجون وسط البلاد لاحياء قداس بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء.
ويصادف هذا اليوم في كوريا الجنوبية مع ذكرى تحرير شبه الجزيرة في 1945 من الاستعمار الياباني.
ورأى البابا ان “الامل الذي يعطيه الانجيل هو خير علاج لمشاعر اليأس التي تتفشى كسرطان في المجتمع الذي يبدو غنيا من الخارج لكنه غالبا ما يعاني من حزن داخلي ومن الفراغ”. وقال “كم من الشباب دفعوا ثمن هذا اليأس!” ملمحا الى الادمان والانتحار.
وفي انتقاد شديد اللهجة لنموذج مجتمع تنافسي يزداد انتشارا في اسيا من اليابان الى سنغافورة ومن تايوان الى كوريا وحتى الى الصين القارية المح فيه الى الانتحار والاجهاض والموت الرحيم، هاجم البابا “ثقافة الموت التي تضر بصورة الله واهب الحياة وتنتهك كرامة كل رجل وامراة وطفل”.
وكرر البابا هذا الانتقاد واسهب فيه امام الفي شاب اتوا من 23 بلدا من كل انحاء اسيا ومنها الصين لدى توجهه الى سولموي.
وقال “اننا نرى مؤشرات الى وثنية الثراء والسلطة واللذة التي تحمل الحياة البشرية على دفع ثمن باهظ”. واضاف ان “الالم الناجم عن الفقر الروحي والعزلة واليأس الصامت، واضح المعالم …انه شبيه بصحراء روحية تتمدد عبر العالم”.
ولدى وصوله الى سولموي، صلى البابا فرنسيس امام مذبح القديس لندري كيم-داجون، اول كاهن كاثوليكي في كوريا واستشهد في 1964. ثم تسلم زهرة صغيرة من المعدن المطلي بالفضة من طفلة صغيرة ترتدي “الهانبوك” الزي التقليدي.
وتحت خيمة بيضاء واسعة، نظم استقبال حافل تخللته رقصات واناشيد وهتافات لهذا البابا الذي يتمتع بشعبية منقطعة النظير.
وقد شاء المجيء الى كوريا ليوجه رسالة تبشيرية الى الشبان الاسيويين الكاثوليك الذين يشاركون في يوم الشبيبة الاسيوية السادس.
وشارك عشرات الصينيين على رغم القيود التي وضعتها السلطات الصينية على انتقال بعض منهم، كما ذكرت مصادر في الكنيسة الكورية.
واعد شبان من كمبوديا وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية رسائل الى البابا، وطرح بعض منهم احيانا اسئلة حساسة حول كوريا الشمالية والصين.
وقالت مارينا بارك جيسون “اذا كنا قد عشنا 60 عاما من الحقد المتبادل مع الشمال، اعتقد ان الخطأ لا يقع على فريق واحد”.
وتساءل جيوفاني من هونغ كونغ لماذا “كلما ازدهرت مختلف انواع الكنائس في الصين القارية، ازدادت عمليات الرقابة والقمع”.
والخميس دعا البابا 35 اسقفا كوريا جنوبيا الى العودة الى التبشير بدلا من ان يكونوا “مسؤولين اداريين”.
وقبل ان يسير بين الحشود في الملعب، التقى البابا 38 ناجيا ومقربا من ضحايا حادث غرق العبارة سيول في 16 نيسان في اقصى جنوب شبه الجزيرة الكورية. واسفر الحادث عن مقتل 300 شخص معظمهم تلاميذ مدرسة كانوا في رحلة. وصلى من اجل الضحايا خلال القداس.
ووافق البابا على ان يعمد اليوم والد طفل مات في حادث الغرق، ويبلغ عدد العمادات الكاثوليكية 10 الاف في السنة في هذا البلد.
وعلى الطرقات المؤدية الى الاستاد زينت الاشجار باشرطة صفراء التي باتت ترمز الى ذكرى ضحايا العبارة.
وتثير زيارة البابا حماسة شعبية في كوريا الجنوبية حيث عدد المسيحيين اكبر من البوذيين. والكنيسة الكاثوليكية في كوريا الجنوبية تضم 5,3 مليون شخص يشكلون كنيسة حية وواسعة النفوذ وفي ذروة تطورها.
وكانت كوريا الشمالية اجرت الخميس تجارب لصواريخ تكتيكية صادفت مع وصول الحبر الاعظم الى سيول. وغالبا ما تقوم بيونغ يانغ بتجارب لتهديد كوريا الجنوبية وحلفائها.
لكن النظام الشيوعي الذي رفض مشاركة الكاثوليك في كوريا الشمالية في القداديس التي اقامها البابا المح امس انها مجرد صدفة.
ودعا البابا الكوريتين الى تجاوز “تبادل الاتهامات” بالحوار ووقف اللجوء الى “نشر القوات”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .