بمشاركة الالوف من المغار ومختلف القرى والمدن العربية في الجليل والكرمل وقوات من الشرطة، ضمت المشايخ والكهنة ومن اليهم من حضور رسمي وشعبي تم يوم امس الخميس، في المغار، تشييع الى مثواهم الاخير، ثلاثة ضحايا حادث الطرق المأساوي، الذي وقع في سويسرا بين قطار سريع وسيارة ركاب صغيرة وراح ضحيته : أمل خليل (53 عاماً) ناصيف بدر (52 عاما) وعاطف حاج (48 عاماً) وخمسة جرحى (اربع نساء ورجل) ما زالوا يمكثون في المستشفيات السويسرية .
هذا واخذت تتقاطر الى خيمة حفل التأبين التي اشرف على اعدها مجلس القرية المحلي، وفود المعزين برز من بينهم اعضاء كنيست قدامى وحاليين ورؤساء مجالس وبلديات قدامى وحاليين، ومن اليهم من مثلين لمختلف الهيئات والاطر والحركات وقوى الامن من شرطة اسرائيل.. حيث مروا امام اقارب وذوي الضحايا وغيرهم من ذوي الشأن في المغار.. في حين تولى الدكتور اسعد عرايدي رئيس مجلس المغار سابقا عرافة الحفل متيحا امام الحضور إلقاء الكلمات قبل قبل احضار الجثامين حيث تكلم بعض المشايخ والكهنة والشبان مارين على مآثر المرحومين الثلاث متمنين الشفاء للجرحى .
اما بعد الصلاة على الجثامين فتكلم كل من: عاطف دغش رئيس مجلس المغار المحلي، الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة المعروفية، خليل خليل عن عائلة خليل، محمد علي بدر عن عائلة بدر، رافع عاطف حاج عن عائلة والقائد العام للشرطة الاسرائيلية يوحنان دنينو فجاءوا في كلماتهم على الاخلاق الحميدة التي تحلى بها المرحومين
يذكر ان كلا من عاطف حاج وامل خليل خدما في سلك الشرطة المدنية وتبوأ المرحوم امل قيادة شرطة “مسجاف” .
يذكر ان في نهاية مراسيم التأبين غمرت النعوش اكاليل الورد ومنها اكليل من جبهة المغار الديمقراطية وضعت على نعش ناصيف الذي تكلل بالسواد.
وبهذه المناسبة الحزينة يتقدم موقع الوديان باحر التعازي الى ابناء ذوي المرحومين الثلاثة وعموم اهالي المغار راجين لهم حسن العزاء والصبر والسلوان وللجرحى الشفاء العاجل.
تجدر الاشارة الى ان مراسل موقع الوديان كان على معرفة وصداقة متينة مع المرحوم ناصيف بدر وكان يود تسجيل كامل الكلمة التي القاها شقيقه محمد خلال مراسيم التأبين لكن الاكتظاظ حال دون رغبته فإليكم الجزء الذي تمكن من التقاطه مع كامل الكلمة كتابيا: حضرات المشيّعين الأفاضل، أبدأ بكلمة شكر حارّة تتقدّم بها كل العائلة لكل من حضر ليواسينا، ويساعدنا، ويؤازرنا. نخص بالذكر رئيس المجلس، أعضاءه، وعمال المجلس، وكل أبناء بلدنا الذين ساهموا وتطوعوا وتبرعوا. كما نشكر كل من عمل في وزارة الخارجية والشرطة الذين أخذوا عنا عناء تدبير نقل جثامين أبناء هذا البلد الغالي، والاعتناء بالمصابين في الحادث الأليم في غربتهم . أعزاءي الحاضرين؛ يعجز المرء عن استيعاب ما حدث. خرج الأصدقاء سويّة في نزهة الى الطبيعة، وفرحنا لهم وتمنّينا لو كنّا معهم نشاركهم الرحلة والمتعة والمشاهد، ثمّ وقع ما لم يكن في الحسبان، وفجعنا كلنا –عائلات، أصحاب، وبلاد . أعزّي أهل أمل وعائلته وأصحابه . أعزي أهل عاطف وعائلته وأصحابه . أعزي أولاد أخي ناصيف – ثائر، أروى، وتيماء . أعزي نهى – زوجة أخي التي لا تزال في سويسرا. أعزي عائلتي الحبيبة، وكل من أحب ناصيف وصادقه. أخي ناصيف، صديقي، حبيبي، لا، لا زلت مسافراً؛ فكيف يعقل أن أقف هنا لأرثيك؟ مضت أيام ستة لا غير، ويمكنني أن أتكلم فقط عن حضورك وليس عن غيابك . يعرفك الكل مثابرًا، مخلصًا ومتقنَا. التزمت منذ صغرك بعملك الحزبي وآمنت والتزمت برسالة وفكر الحزب، مطبّقًا على الأرض كل ما فيه مصلحة لأبناء هذا الوطن .بتواضع شديد وتفانِ تام، قدّمت بلا بخلِ أو تقصير. كلنا نذكر عملك الدؤوب لإنجاح صحيفة الاتحاد، والترويج لها، ونشرها لإيمانك بها وإخلاصك لرسالتها . أنت ابن العائلة الأمين، المساعد، الدافئ .أنت الزوج المحب المفرح، المشجّع، الداعم . أنت الأب المعطاء، المحفّز، المضحّي، الصديق .كم نحن فخورون بك – كيف ربّيت وأرشدت أولادك، وشجعتهم أن يندفعوانحو ما يحبون من فنّ وعلم . نحن فخورون بك – كيف دعمت نهى زوجتك لتتقدّم في علمها، فتحصل على شهادة أعلى ثمّ أعلى، وعاونتها في بناء الكلية الإقليمية المغار وإدارتها، وسهرت على راحتها طويلًا عندما تأزّمت صحتها . نعزيك يا نهى الحبيبة، نعزيك يا ثائر وأروى وتيماء، نعزي أنفسنا يا أيها الحبيب الجميل، الكريم، الصديق، الضحوك . ستمر الأيام وندرك كل يوم أكثر ماذا فقدنا . كم يصعب علي أن أقول: وداعًا أخي ناصيف، وداعًا حبيبي .