في خضم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، رفعت سارة نتنياهو عقيلة رئيس وزراء الاحتلال لافتة كتبت عليها: “حبيبي بيبي.. لا توقف النار”، في مطلب صريح بعدم الاكتراث بالأصوات الداعية إلى وقف الحرب.
وبينما أثارت تلك الصورة –التي تداولها ناشطوا مواقع التواصل الاجتماعي-انزعاج كثيرين، كونها تعكس تعطّش (إسرائيل) إلى سفك مزيد من الدماء، تساءل آخرون حول هالة التأثير التي تحيط بنتنياهو من زوجته “سارة”، وهي المرأة الفضولية التي قيل إنها تتدخل في عدد لا بأس به من قرارات رئيس الحكومة.
ولم يمض وقت كبير على الذاكرة لتنسى اعتراف نتنياهو في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية بتشرين الأول عام 2011، حين ذكر أن زوجته سارة هي من أقنعته بتحرير الجندي جلعاد شاليط، وقال حرفيا: “هي من قالت لي: فكّر في الفتى جلعاد. فكّر في الفتى بالقبو المظلم، دون أمل، دون نور“.
الجمهور الإسرائيلي تعرّف على سارة لأول مرة عام 1991م، حينما تزوجت نتنياهو، بعد طلاقها من زوجها الأول دورون نويبورجر. أما الإعلام الإسرائيلي فينظر إليها على أنها “الخاصرة الرخوة” لرئيس الحكومة، حتى صار متداولا أن “وراء كل نتنياهو عظيم، سارة“.
ففي مقابلة مع مجلة Forbes بـ(إسرائيل)، قال عنصر مقرّب من ديوان رئيس الحكومة: “نتنياهو واقع تحت تأثيرها بشكل مطلق.. سارة هي الخاصرة الرخوة له، يمكنه أن يتعايش مع انتقاد لاذع من كل الأطراف، لكن إن تفوهتَ بالسوء عن سارة، فإنّ هذا يقتله“.
لكن الواضح أن نتنياهو –الذي يعشق التراب الذي تسير عليه زوجته، وفقا لتعبير صحيفة معاريف-لم يعمل بمضمون اللافتة التي حملتها عقيلته، حيث غلب الميدان في غزة تأثير سارة، فأعلن وقف إطلاق النار تجاوبا مع مقترح مصري بالتهدئة لمدة 72 ساعة، وسحب أيضا القوات من حدود القطاع، وبات نتنياهو في حالة حرج شديد أمام الجمهور الإسرائيلي.
الدكتور عمر جعارة الخبير في الشؤون الإسرائيلية أكد أن لسارة تأثير كبير جدا على قرارات نتنياهو. وقال: “الإعلام الإسرائيلي يتكلم أن صاحب القرار هي الوزيرة سارة وليس الوزير بيبي“.
ونقل جعارة في حديثه لـ “الرسالة نت” عن عوفاديا يوسف، الزعيم الروحي لحزب شاس وثاني أعلى رجل ديني في (إسرائيل)، الذي توفي العام الماضي، قوله عن نتنياهو: “إن الذي يخون زوجته الأولى أسهل عليه أن يخون وطنه“.
وأضاف: “علاقة نتنياهو مع زوجته حميمة، فإذا أردت أن تسأل عن أثر سارة على بيبي فهو كبير، حتى على قرار الحرب ضد غزة”، موضحا أن النزعة الحربية ثابتة في الإعلام الإسرائيلية “بدون أدنى شك“.
لكن الانتصار لم يكتب لسارة نتنياهو داخل الحلبة السياسية هذه المرة، لأسباب كثيرة أوردها المختص في الشؤون الإسرائيلية حمدالله عفانة، منها، أن قضية الحرب على غزة كانت حساسة جدا ولا يفتي فيها شخص واحد، ولأن الكلمة الأولى في مثل هذه الأمور تكون للجيش.
واعتبر عفانة في حديث لـ “الرسالة نت” إقدام سارة على رفع لافتة تطالب فيها زوجها بعدم وقف إطلاق النار، محاولة منها لتكون أقرب إلى الناس بالشارع في تلك الفترة، التي طالب فيها الجمهور الإسرائيلي باستمرار الحرب. وأكد أن نتنياهو دخل غزة مُرغما ومدركا كُلفة ذلك، مشيرا إلى أن المعركة ستبدأ في (إسرائيل) بعد انتهاء الحرب.
يظهر جليا أن عدوى زوجات الرؤساء العرب اللاتي أوردن أزواجهن المهالك وصلت الوزيرة “سارة”. المؤكد أن “نفرة زوجية” ستحدث بين “بيبي وسارة” بسبب الحرب على غزة، فالجميع في (إسرائيل) يتحدثون الآن عن المستقبل السياسي لنتنياهو، وكما قال نائب وزير الجيش داني دانون، فإن مستقبله “انتهى لا محالة“.
أحمد الكومي
الرسالة نت
06/08/2014 08:10 AM