اضاءة على كتاب “الآمال المُعتّقه”- هدية علي // د.رباح حلبي

1

“تلقي الضوء ابنة بيت جن في الكتاب على القضايا الحساسة في الطائفة المعروفية بطريقة منفتحة،مغايرة ومنسقة”

قبل عدة أيام انتهيت من قراءة رواية “الآمال المُعتَّقة” للكاتبة هدية علي من بيت جن، من ثم شاركت في أمسية في حيفا تكريماً للكاتبة ولمناقشة الرواية المذكورة. تفاجأت جداً من الكتاب ومن جرأة الكاتبة من خلال كتابها وأيضاً من خلال ما أدلت به بالأمسية. يتناول الكتاب قضية هوية وانتماء أبناء الطائفة المعروفية الدرزية في إسرائيل من كل جوانبه وبشكل شامل ومعمق، حيث تتطرق الكاتبة إلى القضايا السياسية والاجتماعية والدينية بجرأة غير مسبوقة. تتناول قضية التجنيد للجيش، وقضية العائلية – السياسية وفضية العادات والأعراف البالية وتتصدى بلا ريب ولا وجل لقضية المجتمع الرجولي ووضع المرأة الدرزية مهضومة الحقوق. تفعل ذلك بشكل مباشر دون التفريط بالقيمة الأدبية ، حيث يجيء السرد سلسًا وشيقاً في نفس الوقت.

أكثر ما فاجأني وُلوج الكاتبة في موضوع الجنس والاحتياجات والرغبات الجنسية عند المرأة الدرزية كسائر نساء العالم. تفجر ذلك “الطابو” وذلك الموضوع المكتوم والمتغاضى عنه بصرخة مدوية ومجلجلة. تصرخ ضد الظلم والغبن في المجتمع الدرزي كسائر المجتمع العربي، حيث يمنع عن المرأة ما يسمح الرجل لنفسه. الرجل الدرزي الذي يصول ويجول بل يتباهى ب”فتوحاته” وبرجولته، ويلقي بكل عبء المحافظة على هوية الطائفة على عاتق المرأة وعلى عفتها. فكل ما تبقى لنا هو الحفاظ على العرض بعد مصادرة الأرض وإقصائنا عن الدين. ترفض الكاتبة ذلك التقسيم الوظيفي، الذي يجعل من المرأة “ست بيت” ومن الجنس أداة لانجاب الأولاد فقط!!.

تضعنا الكاتبة أمام تحدي وتفرض علينا الخوض في تلك المواضيع الحساسة التي نخشى التطرق إليها، أو نتغاضى عنها كي نحافظ على الوضع السائد الذي فرضناه نحن الرجال، بتعليلات شتى، لما به من راحة وفائدة لنا. أشُد على أيادي الأخت هديه وأدعو سائر النساء الانضمام إلى صرختها لإجبار الرجال على إعادة حساباتنا ، ولإيجاد المعادلة العادلة والمنصفة بين الرجل والمرأة ، فمن هناك تبدأ الحكاية!.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .