زياد شليوط – شفاعمرو – الجليل
مرة أخرى يعود المطران حنا جلُّوف، النائب الرسولي لكنيسة اللاتين في حلب، ليثبت مدى تورطه في العلاقة المشينة التي تربطه بنظام الإرهاب والاجرام في دمشق برئاسة الإرهابي الأول في سوريا، أحمد الجولاني. حيث عاد جلوف ليضع اللوم على أبناء جماعته المسيحيين في سوريا نتيجة ما لحقهم في الجريمة الأخيرة التي حصلت في كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس في دمشق. وبدل أن يدين الجريمة ومن يقف وراءها، قام بالقاء اللوم على الشبان المسيحيين واعتبر الجريمة “ردة فعل” من قبل تنظيم “داعش الإرهابي”.
في مقابلة مع موقع الفاتيكان الالكتروني بعد الجريمة الإرهابية، والتي وقع فيها أكثر من عشرين شهيدا، رأى جلوف أن الجريمة “عبارة عن رد فعل على طرد شبابنا لشبان مسلمين، جاؤوا إلى الأحياء المسيحية يدعون أهلها عبر مكبرات الصوت للدخول في الدين الإسلامي”. وأضاف “للأسف شبابنا لم يستوعبوهم”! أي أن ما قاله البطريرك يوحنا العاشر في كلمته الشجاعة في جنازة شهداء الجريمة الإرهابية، بعرف جلوف، هو تشويه وتزوير للحقيقة التي يدعيها. هل يعقل ما ذهب اليه غبطة البطريرك بأن “ما تم هو مجزرة. أعيد وأكرر هو مجزرة. هو استهدافٌ لمكون أساسي في سوريا الغالية على قلوبنا. استهداف لكل سوري”. لا .. هي ليست مجزرة بعرف جلوف بل حادثة “رد فعل”؟!
وجلوف “الداعشي” لا يكتفي بما قاله من تلفيق، بل يدافع بحرارة عن النظام الاجرامي في سوريا ويقول “الدولة الى جانبنا، ومباشرة قامت بتلبية مطالبنا. انها تستأنس بأفكارنا وتخبرنا أن نكون إلى جانبها”. أي أن ما يقوله البطريرك يوحنا مرة أخرى، ليس صحيحا: “لم نر واحداً من المسؤولين في الحكومة وفي الدولة عدا السيدة هند قبوات المسيحية في موقع الجريمة بعيد حدوثها”.ي أن مبثوله عبطة البطريرك لي
ويوضح غبطته مدى تجاهل الحكومة لمواطني الدولة السورية المسيحيين فيقول: “إننا مددنا أيدينا إليكم لنبني سوريا الجديدة ولا زلنا، ويا للأسف، ننتظر أن نرى يداً تمتد إلينا”. ويأتي جلوف لينفي لك قائلا ببجاحة قل نظيرها: ” الدولة أمنّت الكنائس ومنازل المسيحيين خوفا من أي رد فعل”.
يبدو أن جلوف لا يعيش في كوكب آخر فحسب، بل هو بوق أعمى للنظام الإرهابي، فهل خروج المئات من المسيحيين في تظاهرات صاخبة بعد الجريمة هو مجرد رد فعل؟ وهل تدل تلك المظاهرات ومطالب الناس على أن الدولة قامت حقا بتأمين بيوت المسيحيين وكنائسهم؟ ألم يسمع جلوف وهو في سوريا عن التهديدات المستمرة للكنائس والأديرة، وعن مواصلة الاعتداءات المباشرة عليها تحت سمع وبصر حلفائه في النظام الجديد؟ إن ما يذهب اليه جلوف يؤكد دوره المشبوه في تشويه مواقف المسيحيين والكنيسة في سوريا، دون أن يجد من يردعه ويعيده إلى طريق الصواب. هو الذي سبق له وامتدح النظام السابق، يقول اليوم ويعيد ما يقوله النظام الإرهابي “لن نرجع إلى عهد الفساد والسجن والرشوة، نريد أن نبني البلد، نريد أن نضع أيدينا بأيديهم”. أيها الجلوف المارق، هل لك أن تذكر لنا اعتداء واحدا على المسيحيين وكنائسهم في ظل النظام السابق؟ أليسوا شركاءك الإرهابيين الذي جاؤوا من أصقاع الأرض ليدمروا سوريا، أليسوا هم من اعتدى وخطف وقتل وهدم؟
لا يعقل أن تسكت الكنيسة على جلوف وتصريحاته ومواقفه المناقضة لمواقف رؤساء الكنائس في سوريا والتي لا تنسجم مع سياسة الكنيسة، بل تسير بعكسها. يخجلني حقا أن أنتسب لكنيسة يقف الجلوف على رأس منطقة واسعة من نفوذها، وأطالب قداسة البابا أولا وغبطة البطريرك ثانيا، الكاردينال بيتسابالا بتجريد المدعو جلوف من ثوبه الكهنوتي ومنصبه الأسقفي، الذي لا يستحقه الآن الآن وليس غدا.