السويد تحاكم مواطنا قاتل مع داعش بتهمة قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أحرق حيا

بدأت الأربعاء في ستوكهولم محاكمة أسامة كريّم المدان في اعتداءات باريس وبروكسل في العامين 2015 و2016، بتهمة ارتكاب “جرائم حرب وإرهاب” لمشاركته في قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أحرق حيا بطريقة وحشية في سوريا.

وهذه أول محاكمة لمشتبه فيه بقتل الطيار الأردني في عمل غاية في الوحشية أثار تنديدات عبر العالم في العام 2015 على ما أفادت النيابة العامة السويدية.

وقالت المدعية العامة رينا ديفغون مع بدء المحاكمة في سوتكهولم “أسامة كريّم بالتنسيق والاتفاق مع منفذين آخرين أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية، قتل معاذ الكساسبة. في هذا الإطار حرس أسامة كريّم الذي ارتدى بزة وحمل السلاح، الضحية واقتاده إلى القفص المعدني حيث احتجز فيما بعد. من ثم، أضرم أحد المنفذين النار في معاذ الكساسبة الذي كان لا يملك أي وسيلة للدفاع عن نفسه أو طلب المساعدة”.

في الأردن قال والد الطيار صافي الكساسبة “نأمل أن يلقى هذا المجرم أقسى جزاء بقدر وحجم الجريمة، هذا ما نتأمله من قانون محترم وعادل”.

وتقام المحاكمة في قاعة تخضع لإجراءات أمنية مشددة.

وقد وجهت إلى أسامة كريّم وهو سويدي يبلغ الثانية والثلاثين تهم ارتكاب “جرائم حرب مشددة وجرائم إرهابية”. وجلس المتهم وهو يدير ظهره للحضور وبدا عليه الهدوء وقد أرخى لحيته وارتدى سترة زرقاء داكنة.

أُسقطت الطائرة التابعة لسلاح الجو الأردني قرب الرقة في سوريا في 24 كانون الأول/ ديسمبر 2014 وألقى تنظيم “داعش” القبض على الطيار.

وصورت عملية الإعدام ونشرت بعد ذلك في الثالث من شباط/ فبراير 2015 في مقطع مصور مدته 22 دقيقة مرفقة بنشيد ألِّف خصيصا للمناسبة.

وتعذر تحديد تاريخ عملية القتل إلا أن التحقيق سمح بتحديد المكان الذي تمت فيه. ويعتقد أن المسلحين الآخرين الذين يظهرون في الفيديو قد قتلوا.

تم التعرف على أسامة كريّم أولا من ندبة عند مستوى الحاجب ما سمح بفتح تحقيق على ما أوضحت المدعية العامة رينا ديفغون.

ومن بين الأدلة الأخرى رسائل عبر فيسبوك يسأل فيها المتهم قريبا له ما إذا شاهد مقطع فيديو جديدا “يحترق فيه رجل” على ما جاء في التحقيق الأولي. وكتب كريّم في الرسالة “أنا أظهر في الفيديو”، موضحا التوقيت الذي يركز المشهد على وجهه.

ويرد قريبه قائلا: “أجل لقد رأيت حاجبك”.

انضم أسامة كريم وهو من مالمو في جنوب السويد إلى تنظيم داعش في سوريا العام 2014 قبل أن يعود إلى أوروبا في أيلول/ سبتمبر 2015. وأوقف في بلجيكا في نيسان/ أبريل 2016.

في حزيران/ يونيو 2022، حكم عليه بالسجن 30 عاما في فرنسا بعد إدانته بتهمة التواطؤ في اعتداءات باريس وسان دوني في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 التي أوقعت 130 قتيلا.

وفي السنة التالية حكم عليه بالسجن مدى الحياة في بلجيكا لمشاركته في هجمات 22 آذار/ مارس 2016 في مطار بروكسل الرئيسي ومحطة مترو ما أدى إلى مقتل 32 شخصا.

ووافقت فرنسا في 12 آذار/ مارس على تسليمه مدة تسعة أشهر للسويد بانتظار انتهاء التحقيق وصدور الحكم في قضية قتل الطيار الأردني. وسيرسل مجددا إلى فرنسا لقضاء عقوبته.

وتتواصل المحاكمة حتى 26 حزيران/ يونيو.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .