- 400 ألف دولار دعمًا لمبادرات فلسطينية ناشئة.
نُظّم اليوم، أمس الخميس، اللقاء الافتتاحي لمشروع “كيك ستارت” ضمن برنامج “نسيج”، التابع للصندوق الجديد لإسرائيل – شتيل، والهادف إلى تعزيز المجتمع المدني الفلسطيني في الداخل. يُمثّل اللقاء انطلاق مسار طويل الأمد، حيث حصلت عشر مبادرات ومنظمات فلسطينية ناشئة تعمل من أجل التغيير الاجتماعي على منحة مالية تبلغ قيمتها الإجمالية 400 ألف دولار، إلى جانب مُرافقة مِهنية مُتخصصة وتدريبات في مجالات نظرية التغيير، التنظيم المجتمعي، التطوير المؤسسي، والإدارة.
وتأتي الانطلاقة في ظل التحديات المُتفاقمة التي تواجه المجتمع الفلسطيني في الداخل، سواء في قضايا العنف والجريمة أو في ظل تقلص هوامش الحيّز الديمقراطي بسبب الأوضاع السياسية، حيث يهدف المشروع إلى تمكين هذه المبادرات والمنظمات من التأسيس المتين، والتطوّر، وتوسيع دائرة تأثيرها ونشاطها.
ويسعى برنامج “نسيج” لتعزيز المجتمع المدني الفلسطيني في الداخل، وتنميّة الجيل القادم من القيادات المحلية، وبناء شبكة مدنية فاعلة ومستدامة.
ويتضمن البرنامج ثلاثة مشاريع محورية: “ديار”، “روابط”، و”كيك ستارت”، التي تضع المجتمع المدني الفلسطيني في قلب العمل، وتوفر دعمًا مباشرًا للمبادرات الجديدة العاملة على قضايا اجتماعية، سياسية، واقتصادية ملحّة ومركزية، مثل: مكافحة الجريمة والعنف، مكافحة العنصرية ضد المواطنين الفلسطينيين في الداخل، مناهضة الاحتلال، تطوير القيادات المحلية في النقب والمدن المختلطة وغيرها.
مشروع “كيك ستارت” صُمّم بطريقة شمولية، ليقدّم أكبر قدر ممكن من الدعم للمنظمات والمبادرات المشاركة. بالإضافة إلى المنحة المالية والمرافقة المهنية الفردية التي تشمل في المتوسط 100 ساعة استشارة لكل مبادرة، ستُعقد تدريبات تمتد على مدار عام ونصف، بهدف بناء شبكة قوية من المنظمات والمبادرات الفلسطينية الفاعلة.
خلال اللقاء الافتتاحي تم عرض المُبادرات المشاركة، حيث قدّم كل منها أهدافه، والتحديات التي يواجهها، وخططه المستقبلية، علمًا أنّ كل مُبادرة سيحصل مقدميها على مرافقة مهنية تشمل استشارات فردية وتدريبات في مجالات حيوية مثل الإدارة المؤسسية، التسويق والإعلام، استراتيجيات تجنيد الموارد، وسبل التعامل مع التحديات المختلفة.
*لماذا نسيج؟ *
ميكي غيتسين، المدير العام للصندوق الجديد لإسرائيل قال معقبًا: “المجتمع المدني الفلسطيني في الداخل يواجه ضغوطًا هائلة — سياسية، اقتصادية، ومجتمعية — تهدّد بتقليص الحيّز الديمقراطي إلى حدّ يكاد يخنقه. بالنسبة لنا في الصندوق الجديد، دعم هذه المبادرات ليس فقط مسؤولية أخلاقية، بل هو ضرورة استراتيجية.
وأضاف: “نحن نؤمن بأنه في زمنٍ تسعى فيه السلطة إلى إسكات الأصوات النقدية والإضرار بحقوق الأقليات، فإن تعزيز المجتمع المدني هو المفتاح لضمان المساواة، والحرية، وحماية جميع المواطنين. مشاريع مثل “نسيج” و”كيك ستارت” لا تقتصر على دعم المبادرات القائمة، بل تبني قاعدة للمستقبل: فهي تُنمي قيادات جديدة، وتخلق روابط بين المنظمات، وتقوّي القدرة على مواجهة التحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجه المجتمع الفلسطيني في الداخل”.
وختم بالقول: “الصندوق الجديد لإسرائيل لن يقف موقف المتفرج بينما يتقلص الحيّز الديمقراطي. نحن هنا لنستثمر، ونعزز، ونقف جنبًا إلى جنب مع كل من يناضل من أجل مجتمع عادل، حر، ومتكافئ بحق.”
فداء طبعوني، مديرة شتيل في الشمال ومديرة برنامج “نسيج، قالت بدورها”: “المجتمع الفلسطيني في الداخل يواجه هجومًا قويًا ومنسقًا من قبل مؤسسات المنظومة الحاكمة — من تشريعات عنصرية، إلى ملاحقات سياسية ممنهجة، وحصار اقتصادي، وسياسات مدروسة تهدف إلى إضعاف مجتمعنا المدني وتقليص تأثيره. هذا ليس تهديدًا نظريًا، بل واقع يومي يهدد بسحق كل مساحة للتنظيم والتأثير. في مثل هذا الوضع، من دون قوة مدنية فاعلة وقادرة على تمثيل المجتمع والدفاع عن حقوقه، سيبقى مجمل المجتمع الفلسطيني في الداخل في حالة ضعف وهشاشة متزايدة”.
وأوضحت: “برنامج ‘نسيج’ أُقيم ليعزز القوة المدنية القائمة، ويوفر للمنظمات والمبادرات المحلية الأدوات والمرافقة اللازمة للنمو والثبات في وجه الضغوط. نحن هنا لربط المبادرات ببعضها البعض، لبناء بنية تحتية قوية ومتماسكة، ولضمان ألّا يبقى المجتمع المدني الفلسطيني في الداخل في موقع الضعف، بل يتحول إلى قوة مؤثرة، مستقرة وفعالة في الساحة العامة والسياسية.”
بدورها قالت، رغدة عوّاد، مديرة برنامج “كيك ستارت”: “برنامج ‘كيك ستارت’ يهدف إلى دعم المبادرات الجديدة والمنظمات الصغيرة التي تسعى إلى إحداث تغيير اجتماعي في مجالات حيوية لمجتمعنا الفلسطيني. البرنامج يسعى إلى تمكين هذه المبادرات من التأسيس المتين، وتزويدها بالأدوات والإرشاد اللازمين لإدارة أنشطتها وتوسيع تأثيرها.”