دب النشاط في مدينة الصويرة الساحلية الهادئة في غرب المغرب على مدى أربعة أيام خلال مهرجان موسيقى الغناوة السنوي.
وموسيقى الغناوة تستخدم فيها الصنج لمحاكاة صوت أغلال العبيد التي كانوا يقيدون بها أثناء جلبهم من مالي. وانتقل الغناوة من سالف الأزمان التي كان فيها الأفارقة من جنوب الصحراء مجرد عرافين ومغنين رحل ليصبحوا الآن جماعة لها مكانتها.
ودفعت الجاذبية التي تحظى بها موسيقى الغناوة مدينة الصويرة التاريخية إلى دائرة الضوء.
وشمل مهرجان موسيقى الغناوة هذا العام نحو 30 حفلا أحياها فنانون من مختلف أنحاء العالم. ويوجه المهرجان الدعوة كل عامل فنانين من دول عديدة للعزف جنبا إلى جنب مع فناني الغناوة المغاربة.
أحيا حفل افتتاح المهرجان هذا العام عازف الكمان الفرنسي ديدييه لوكوود بالاشتراك مع الفنان الأمازيغي المغربي بوحسين فولاني وفرقة المعلم الحسن بوسو.
تمازج بين الأصالة والمعاضرة
وامتزجت موسيقى الغناوة بإطارها التقليدي في الآونة الأخيرة بموسيقى الجاز والبلوز والريغي وباتت تلاقي إقبالا متزايدا من المغاربة والزائرين الأجانب على السواء.
ودعا المغاربة خلال دورة المهرجان هذا العام لحضور منتدى استمر يومين شهد حضورا من بوركينا فاسو والسنغال ومالي وفرنسا وشارك فيه مؤرخون وعلماء في الأنثروبولوجيا وسينمائيون ومفكرون وباحثون ليتعرفوا مجددا المغرب الأفريقي تاريخيا وإنسانيا وحضاريا.
ووجه أندري أزولاي مستشار الملك محمد السادس ورئيس جمعية موغادور الصويرة المنظمة للمهرجان نداء إلى كل أطراف الصراع في الشرق الأوسط للاستفادة من التجربة الإفريقية في إيجاد حل للقضية.