للدّروز في بلادنا وليس فقط! ليس دفاعًا عن وليد جنبلاط! وقفات على المفارق// سعيد نفاع

الوقفة الأولى… توطئة

جنبلاط ليس بحاجتي للدفاع عنه، وكي لا يذهب البعض وكأنّ ما أنا قائله في هذه العجالة ليس براء من الهوى، فأستبق قائلًا: ليس سرّا أنّه تربطني علاقة خاصّة بوليد جنبلاط. بدأت يوم 20 تموز 2000 في بلدة القرداحة – سوريَة في لقاء خاطف على هامش أربعين الرئيس الراحل حافظ الأسد. كان ذلك ضمن الوفد الشعبيّ من البلاد والذي شارك في المناسبة برئاسة عزمي بشارة، ضمّ من العرب الدروز؛ رمزي حلبي – رئيس مجلس الدالية حينها، ووهيب حبيش- رئيس مجلس يركا حينها، وجمال معدّي- رئيس حركة المبادرة المستقلّة حينها، وبروفيسور قيس فرّو (ط)، وأنا كعضو المكتب السياسيّ للتجمّع الوطنيّ الديموقراطي حينها. كما وشارك طيّب الذكر الشاعر سميح القاسم (ط) بصفته الشخصيّة ليس كجزءٍ من الوفد. ومنذها التقينا عشرات المرّات وعملنا بدعمه على أهمّ حقّ للدروز؛ الحقّ في التواصل.

الوقفة الثانيّة… مع درزيّة جنبلاط

يذهب بعض الجهلة والمُحرّضون من دروز البلاد على وسائل التواصل الاجتماعيّ بالتهجّم على وليد جنبلاط على خلفيّة موقفه من إسرائيل ومن مواقف قيادات درزيّة. لم يقتصر التهجّم على مواقفه وإنّما طال؛ درزيّته من عدمها لأصله الكرديّ كما يُدّعى. حقيقة تاريخيّة هي أن الدروز عرقًا عرب أقحاح فدُعاتهم بعد “الكشف”؛ أبو إبراهيم- تميميّ، وأبو عبد الله- قُرشيّ، وأبو الخير- سامريّ، وأبو الحسن- طائيّ… يعني من أعرق القبائل العربيّة، اللّهمّ إلّا السابق ففارسيّ. وكقول المرحوم الشيخ أمين طريف مرّة: “الدروز ليسوا عربًا فحسب، بل هم من أقحاح العرب”. وبغضّ النظر وحتّى لو كان جنبلاط كرديّ الأصل، فيا حضرات فإنّ الانتماء المذهبيّ هو “ميثاقيّ” مرجعه “الميثاق”… ألا تفقهون؟!

الوقفة الثالثة… مع جنبلاط ومواقفه

جنبلاط براغماتي في السياسة ويبدّل مواقفه كثيرًا وهذا صحيح، لكنّ وليد جنبلاط لم يبدّل مواقفه المبدئيّة ولا قيد أنملة، فلم يحِد مرّة عن أطروحات كمال جنبلاط؛ العروبيّة والقوميّة والإسلاميّة والفلسطينيّة؛ تراث شكيب أرسلان وسلطان الأطرش كذلك. وهذه الأطروحات هي موضوع نقاشه اليوم مع القيادة الدرزيّة في إسرائيل. فماذا تريدون منه يا أولئك “فرسان منصّات التواصل الاجتماعي”، أن يصير: “دروزي تسيوني – درزي صهيوني”؟!

الوقفة الرابعة… والدعم الإغاثي لدروز سوريَة

شاركت، وبدعوة من الشيخ، في معظم إن لم يكن كلّ اللقاءات الشعبيّة التي تمّ فيها التداول في شأن دروز سوريّة وحملات الدعم الإغاثيّ. وحذّرت في كلّ لقاء من أن يذهب هذا الدعم في غير وجهته الإنسانيّة لأنّه سيكون وبالًا على أهل الجبل، وكان كذلك أيّام النظام القديم وما زال أيّام النظام الجديد وبغضّ النظر عمّن يتحمّل المسؤوليّة إن كان من هنا أو من هناك، وبغضّ النظر عن الرأي المخالف لرأيي، فأنا أعي أنّ هنالك كثُر لا يرون ما أرى، ولكنّ الحكم للأيّام وبدأت البوادر.

 

 

الوقفة الخامسة… دروز سوريّة والنظام الجديد

إنّ التخويف والتهويل من مخاطر النظام الجديد في سوريَة على الدروز هو مبيّتٌ، ولشديد الأسف يقع ضحيّته بعض الدروز عندنا؛ قادة وناس. فَـ ـ “فقعان درّة” نتانياهو وَـ “زلمتُه” كاتس ناتج من ورم خبيث وليس حبّا للدروز لا هنا ولا في سوريَة. لو كانوا يحبّون الدروز لأحبّوا دروز إسرائيل ولم “يقشّطوهم” مواطنتهم بِـ “قانون القوميّة” ولا بيوتهم بٍـ “قانون التخطيط والبناء – كامنيتس”… فهل من يرعوي؟!

الوقفة السادسة… والتهجير – الترانسفير     

مثلما أفشل سلطان الأطرش في الثلاثينيّات والأربعينيّات من القرن الماضي خطّة أجداد نتانياهو تهجير دروز فلسطين إلى الجبل، حتمًا سيفشل أحفاد سلطان في الجبل مخطّطاته تجاه الجبل وقبلًا تجاه سوريَة أمّ الجبل الشرعيّة.

الوقفة الخامسة… الغابة والفأس     

سقطت من فلّاح فأس وهو ماה بغابة فارتجفت منها صغار الشجيرات، فقالت كبيرة: لا تخفن فإن لم يدخل في حلقتها فرع منّا ستصدأ وتهترئ!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .