أظهرت صور بثها التلفزيون العام الإسرائيلي لسجناء فلسطينيين قبل إطلاق سراحهم في إطار صفقة وقف إطلاق النار وهم يرتدون قمصانا عليها شعار مصلحة السجون ونجمة داوود والشعار “لن ننسى ولن نغفر” باللغة العربية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مصلحة السجون تعرضت لانتقادات شديدة بعد ظهور السجناء الفلسطينيين بهذه الملابس، لأنها لم “تتشاور مع القيادة السياسية” قبل اتخاذ هذه الخطوة.
وأفاد موقع “مكان” الإخباري الإسرائيلي بأن “مصادر مطلعة قالت لوسائل إعلام إن القرار اتُّخذ دون إبلاغ القيادة السياسية، ما أدى إلى انتقادات داخل الأوساط الرسمية”.
وأضافت أن الخطوة أُعتبِرت “تصرفًا إشكاليا” يتعارض مع المساعي الإسرائيلية لإظهار ما وصفته بـ”استخفاف” حركة حماس في إدارة ملف التبادل.
وحسب التقارير، فإن القرار جاء بتوجيه مباشر من مفوض مصلحة السجون، كوبي يعقوبي، الذي أمر بتغيير الملابس التي يتم منحها للسجناء الأمنيين لحظة الإفراج عنهم.
وسبق ليعقوبي أن اتخذ قرارات مشابهة، حيث وزعت مصلحة السجون خلال الدفعة الرابعة من صفقة التبادل، التي تمت قبل أسبوعين، أساور مكتوبا عليها بالعبرية والعربية عبارة: “الشعب الأبدي لا ينسى، سألاحق أعدائي وأهزمهم”، إلى جانب شعار مصلحة السجون والعلم الإسرائيلي.
ونقل الموقع عن مصدر مطلع القول إن هذه السياسة قد تكون “غير مدروسة”، حيث تحاول إسرائيل استغلال طريقة تعامل حماس مع ملف المختطفين لإظهار “ازدواجية المعايير” لدى الحركة.
وأشار إلى أن هذه “الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية وتثير مزيدا من الجدل حول أساليب التعامل مع السجناء الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية”.
وبين الموقع أن القرار أثار ردود فعل متباينة في البلاد، حيث يرى البعض أنه “وسيلة رمزية لتوجيه رسائل سياسية واضحة عند الإفراج عن السجناء الأمنيين الفلسطينيين”.
وتابع أن آخرين يرون أنه قد “يؤثر سلبا على صورة إسرائيل في المجتمع الدولي، خاصةً في ظل استمرار مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة التبادل مع حماس”.
وكانت حافلة تقل مجموعة من المعتقلين الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل السبت بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وصلت في وقت سابق إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية حيث كان حشد كبير في استقبالهم.
وعند نزولهم من الحافلة، بدا أن معظم السجناء الفلسطينيين كانوا يرتدون الكوفية أو المعاطف، مما أخفى إظهار الملابس التي تحمل الشعار المثير للجدل.
وقالت إدارة السجون الإسرائيلية أنها أفرجت عن 369 فلسطينيا من سجن عوفر القريب من رام الله وسجن كتسيعوت القريب من غزة بعد نقلهم من عدة سجون إسرائيلية.
بالمقابل أفرجت حماس عن ثلاثة رهائن إسرائيليين، حيث تم تسليمهم للجنة الدولية للصليب الأحمر الذي بدوره نقلهم إلى إسرائيل.
الحرة – واشنطن