تحليل الاتحاد
بدأ الملك الأردني عبد الله الثاني اليوم الأحد، زيارته الى الولايات المتحدة، التي سيكون في مركزها لقاؤه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسيكون هذا اللقاء مصدر اهتمام بالغ، مع حالة ترقب شديد لشكل أداء ترامب المنفلت في العالم كله، خاصة حينما سينهال عليه الصحفيون بأسئلة عن تهجير أهالي قطاع غزة الى كل من مصر والأردن، رغم تأكيد البلدين رفضهما لمخطط التهجير.
وكان ترامب في وقت سابق، قد أعلن بلهجة العربدة، أن مصر والأردن ستقبلان باستيعاب الغزيين المهجّرين، ما دفع قيادة البلدين الى اصدار بيانات وتصريحات حازمة في رفضهما لمبدأ ومخطط التهجير.
ومن المفترض أن يكون الملك عبد الله قد شرع بعد وصوله الولايات المتحدة بعقد لقاءات مع شخصيات مركزية في الحكم الأمريكي، وبشكل خاص في مجلسي الشيوخ والكونغرس، إذ أن للملك والأردن علاقات متشعبة هناك، لكن من غير الواضح قدرة من يلتقيهم في التأثير على ترامب، الذي يصيغ سياساته بمشاركة الحلقة الضيقة من حوله.
وإحدى أكثر القضايا الحارقة هي تجميد المساعدات الأمريكية للأردن، ويتم التداول برقمين، 1,45 مليار دولار، أو 2.1 مليار دولار، سنويا، والقسم الأكبر يدخل الى الميزانية العامة للأردن، الواقع تحت أزمات اقتصادية متلاحقة، من أهم مسبباتها القلاقل في المنطقة، وتوافد أعداد كبيرة من اللاجئين اليه، وتشوش التبادل التجاري مع سورية ولبنان، وحتى مع تركيا برا، منذ العام 2011، رغم أن التبادل التجاري مع سورية استمر بهذه الوتيرة أو تلك، منذ ذلك العام.
الاحتمال وارد جدا، أن يعلن ترامب عن الافراج عن الدعم الأمريكي للأردن، بعد أن كان ضمن أموال الدعم المجمدة لغرض فحصها، وهو القرار الذي استثنى كلا من إسرائيل ومصر، والأخيرة لربما لكون الدعم مدرج ضمن اتفاقية كامب ديفيد.
قبل زيارته الى الولايات المتحدة، كان الملك عبد الله قد توقف لأيام قليلة في بريطانيا، وبالإمكان التخمين أن يكون قد طلب هناك المساعدة في العلاقة مع الرئيس العائد الى البيت الأبيض.
وعودة الى النقطة الحارقة حاليا، مخطط تهجير القطاع: من المفترض أن يقف الزعيمان أمام جمهرة الصحفيين، الذين سينهالون بالأسئلة حول هذا المخطط بالذات، ومن المفترض أن يكرر الملك موقف الأردن الرافض، ويبقى السؤال كيف سيكون رد فعل ترامب، رغم أن الأخير كان قد قال في نهاية الأسبوع الماضي، أن المخطط ليس مطروحا للتنفيذ الفوري.
بعد أسبوع من لقاء الملك عبد الله، سيكون لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في البيت الأبيض، وستطرح هذه الأسئلة مجددا، لكن الاتجاه سيكون أكثر وضوحا بعد لقاء الثلاثاء القريب.
قبل أن ينتهي شهر شباط الجاري، من المتوقع عقد قمة عربية، وعلى الرغم من أداء هذه القمم على مر السنين، إلا أن لهذه القمة أهمية خاصة، إذ من المفترض أن يكون عليها اصدار موقف حازم آخر بشأن سلسلة من المخططات الأمريكية الإسرائيلية المرتقبة، أولها تهجير قطاع غزة، وأيضا بدء الحديث عن ضم الضفة الغربية او أجزاء واسعة جدا منها الى الاحتلال الإسرائيلي.
وليس مستبعدا أن يجري الحديث قبل وخلال القمة وفي اروقتها، عن الدعم المالي للأردن وأيضا مصر، خاصة إذا استمر تجميد الدعم المالي الأمريكي.