لا شك ان رفاة الشاعر الكبير سميح القاسم، في مثواه على سفح جبل حيدر بين زيتون قريته الرامة، تململت مساء امس الخميس، انتعاشا، تحييّ حضور نوعي، على مختلف مناهله الادبية والدينية والفنية والاجتماعية، وتلك الوجوه النسائية التي زركشت حشد نوعي، تقاطر من مختلف البلدات العربية، ملبيين دعوة مؤسسة محمود درويش للإبداع وبلدية سخنين، للمشاركة في امسية، احتضنها المركز الثقافي والمكتبة العامة في المدينة، وذلك وفاءً وصفاءً لمرور عشر سنوات على فراق ابي الوطن الشاعر الفلسطيني العروبي الكبير سميح القاسم، والذي كان وسيبقى حضوره وصدى شِعره ونهجه الوطني الاممي ودوره الادبي، الثقافي، الاجتماعي ومحبته للناس كل الناس يتردد صداه، هنا وخارج حدود الوطن..
هذا، وتولى مدير مؤسسة محمود درويش للإبداع الكاتب عصام خوري، ادارة الامسية والتقديم لها، شاكرا لبلدية سخنين ومجمل طواقمها ورئيس بلديتها على هذا الاهتمام، داعيا الخطباء للجلوس على المنصة.. ليستهل اللقاء بكلمة، من القلب الى القلب، من خلال شاشة شرائح، لوزير الثقافة الفلسطيني د. عماد حمدان.
ثم كانت كلمة لرئيس بلدية البلد المضيف السيد مازن غنايم ـ رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية. فأشاد غنايم بدور الراحل سميح ومواقفه الوطنية وشِعره ودوره الادبي والاجتماعي. مضيفا انه كان يتمنى ان يكون الراحل القاسم موجودا بيننا ليعرف ما جرى لشعبنا الفلسطيني في غزة وغيرها وولا شك كانت قد ألّمت به نوبة قلبية وفارق الحياة لمدى انسانيته ومشاعره الجياشة ووطنيتة..
اما كل من المشاركين: مدير معهد اميل توما للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية، الباحث عصام مخول، الشاعر سامي مهنا، الدكتورة كوثر جابر قسوم، الناقد د. نبيه القاسم، الكاتب جواد بولس، الشاعر علي هيبي والفنانان صالح بكري ونبيل عوض، فأجادوا في التمحيص والكلمات والاشعار والقراءات والغناء حول الراحل سميح ومحطات من حياته واشعاره.. شدت اعجاب واهتمام الحضور.
كما كانت كلمة للنجل وطن سميح القاسم، شكر بها الحضور، مشيرا الى دور والده وقربه من الناس. شاكرا مؤسسة محمود درويش وبلدية سخنين وكل من سعى لمثل هذا اللقاءات بذكرى رحيل والده..
تجدر الإشارة ان باحة المركز الثقافي، شهدت معرضا كبيرا للكتب تخللها مجموعات أشعار سميح القاسم، من قبل مكتبة بيت الشرق في مجد الكروم، بإدارة السيد نديم جابر ، حيث اقتنى كثيرون من المشاركين في اللقاء، بعضا من كتبها.. مع العِلم أيضا، ان الأمسية كانت قد اختتمت بأغنية: مُنتصب القامة أمشي مرفوع الهامة أمشي في كفّي قصفة زيتون وعلى كتفي نعشي وأنا أمشي.. بصوت وأوتار عود، الفنان القدير نبيل عوض.