بالتّعاون بين نادي حيفا الثّقافيّ ودار الشّامل للنّشر والتّوزيع، صدر كتاب “صيّاد، سمكة وصنّارة” للأستاذ المحامي فؤاد مفيد نقّارة، مدير ومؤسّس نادي حيفا الثّقافيّ.
يقع الكتاب في (184) صفحة من القطع الكبير، وقد قامت بإعداده وتحريره الكاتبة صباح بشير.
يقدّم الكتاب للقارئ رحلة شيّقة في عالم البحر، حيث يجمع بين شغفيّ الأستاذ نقّارة، الصّيد وجمع الطّوابع، وهو يحتوي على مجموعة كبيرة من صور بعض الكائنات البحريّة، والأسماك بأنواعها المختلفة، مصحوبة بمعلومات مفصّلة عنها، تشمل نوع السّمكة وتصنيفها وأسماؤها الشّائعة، وطريقة تكاثرها، وكيف تعيش وتتغذّى وتتفاعل مع بيئتها، وكيفيّة صيدها والأدوات المستخدمة لذلك، ومعلومات قيّمة أخرى مثل أهميّتها الاقتصادية أو البيئيّة، أو أيّ حقائق مثيرة للاهتمام عنها.
يشارك الأستاذ نقّارة في الكتاب قصصه وذكرياته من البحر، مستعرضا مغامرات الصّيد الّتي خاضها، وعالم الأسماك الّذي اكتشفه على مرّ السّنين، يروي تجاربه بشغف، وينقل للقارئ حبّه للبحر الّذي ورثه عن والده منذ الصّغر.
كما يكرّس جزءا من الكتاب لهوايته الثّانية، وهي جمع الطّوابع، فيركّز على الطّوابع الّتي أصدرتها بعض الدّول، الّتي اعتبرت الأسماك ثروة طبيعيّة فوضعت صورها على طوابعها البريديّة.
في مقدّمته للكتاب، يدعو نقّارة القرّاء إلى مشاركته رحلته في أعماق البحار واكتشاف كنوزها، ويعدهم بأنّ كلّ صفحة من الكتاب ستفتح أمامهم عالما مليئا بالجمال والمعرفة، يكتب: علّمني والدي فنّ الصيّد بصبر وحنان، شارحا لي أسرار البحر العجيبة وكيفيّة قراءة طبيعته وفهمه. لم تكن رحلات الصيّد مجرّد رحلات ترفيهيّة، بلّ كانت دروسا في الحياة يعلّمني إيّاها، علّمني احترام الطّبيعة وحبّها، فكلّ كائن حيّ فيه له قيمة وفائدة، كما عزّز فيَّ روح التّعاون والمشاركة، وما زلت أذكر تلك الدّروس حتّى اليوم، وأشعر بالامتنان العميق لأبي على كلّ ما علّمني إيّاه، فقد كان وما زال خير أب ومعلم وصديق، وما زلت حتّى اليوم أمارس هواية الصيّد بشغف كبير، فأينما ذهبت اصطحب معي صنّارتي، رفيقة دربي وشغفي إلى البحر.
أمّا الغلاف الخارجيّ فتوّج بكلمة للكاتبة صباح بشير، دَعَت فيها القرّاء إلى رحلة استكشافيّة لعالم ساحر مليء بالأسرار والعجائب، وممّا كتبت:
هذه الرّحلة، تشعرك بضآلة الإنسان أمام عظمة الطّبيعة، تحفّزك على اكتشاف المزيد من أسرار هذا الكون الفسيح؛ فتدرك أنّ لذّة الصيّد سرّ لا يفقهه إلّا أهله، أولئك الّذين يجيدون قراءة لغة الأمواج وفهم رموز التيّارات، يجدون في مصارعة الأمواج متعة لا تضاهى وسعادة لا توصف، ومهما طالت ساعات البحث واشتدّت الرّياح، تبقى شعلة الحماس مشتعلة في أعماقهم، تحفّزهم على مواصلة الرّحلة بإيمان لا يتزعزع؛ فصيد البحر بالنّسبة لهم ليس مجرّد هواية، بل فلسفة حياة ودروس في الصّبر والمثابرة، يؤمنون أنّهم جزء من الطّبيعة، وأنّ الطّبيعة جزء منهم، لتغدو حياتهم مسيرة من الاكتشاف والتّعلّم.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذا الكتاب يعدّ الأوّل من نوعه في البلاد، حيث لم يسبقه أيّ كتاب يجمع بين عالم الصّيد، وتقديم معلومات عن الكائنات البحريّة.