لقد سحرتني رواية “فرصة ثانية” للأديبة صباح بشير منذ اللّحظة الأولى، غاصت في أعماق روحي، تاركةً أثرًا لا يُمحى، وكقارئ عاديّ، لمستني كلماتها بعمق، ونقلتني إلى عالمٍ ساحرٍ من المشاعر الإنسانيّة والتّجارب الحياتيّة.
إنها تحفة أدبيّة تستحق القراءة والتأمّل، عنوانها البسيط يحمل في طيّاته دعوة مغرية للغوص في أعماقها، وقد فعلتُ ذلك بشغف لا يوصف.
أسلوب الكاتبة الأنيق، المنساب كالنهر، والمطرّز بالكلمات البرّاقة، جعلني أشعر وكأنّني أتنقّل بين حدائق غنّاء، تفوح منها عطور المشاعر الإنسانيّة والحبّ النقيّ.
لم أستطع أن أترك الرّواية من يدي حتّى أنهيتها في نفس اليوم، وكأنّني في سباق مع الزّمن لأكتشف أسرار شخصياتها.
لقد برعت الكاتبة في نسج شخصيّات مركّبة، نابضة بالحياة، تنتمي إلى عالمنا الواقعيّ بكل تعقيداته. مصطفى، هدى، عبدالله، لبنى، إبراهيم، ونهاية، كلّ منهم يحمل قصّة فريدة، تتشابك مع قصص الآخرين؛ لتشّكل لوحة إنسانيّة غنيّة بالدروس والعبر.
الرواية، في جوهرها، هي رسالة مفعمة بالأمل، تعلّمنا أنّ العلاقات الاجتماعيّة، مهما بدت معقّدة، تحمل في طيّاتها حلولًا بسيطة، وأنّ الحبّ هو المفتاح السحريّ، الذي يفتح الأبواب المغلقة ويمنحنا فرصة ثانية.
أتمنى للأديبة صباح بشير المزيد من التألّق والإبداع، وأن تواصل إثراء عالمنا الأدبيّ برواياتها وأعمالها الأدبيّة.